تبذل المرأة مجهوداً في باكور كردستان وتركيا وتبدي نضالاً مريراً ضدّ سياسة النظام الاستبدادي التركي الذي يصارع لكي يحافظ على سلطويته المستمرة بشتى الطرق والوسائل والفوز بالانتخابات المقبلة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية المزمع إجراؤها في 28 أيار الجاري.
نضال المرأة ضدّ السلطة لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة ممارسات حكومة العدالة والتنمية في قمع المرأة واضطهادها، حيث عانت المرأة ولا زالت تعاني في ظلّ حكم أردوغان وعلى مدى 21 عاماً من القتل، الاغتصاب، الأسر والاعتقال، ولا سيما الإعلاميات والسياسيات ممن يبدين آراءهن بكل شفافية؛
فرائدات السلام وذوات الأقلام الحرة والرأي الديمقراطي أسرن وسقن إلى السجون؛ نتيجة انعدام الديمقراطية في تركيا. وما انسحاب أردوغان من اتفاقية اسطنبول إلا إعلاناً بالحرب على النساء، وتهدف هذه الاتفاقية إلى “منع العنف، وحماية الضحايا، ووضع حد لإفلات مرتكبي الجرائم من العقاب”.
إلا أنه ومع سلطوية أردوغان ازدادت الجرائم المرتكبة بحق النساء في تركيا. ولهذا؛ ناهضت المرأة سياسة أردوغان القمعية، وتوجهت إلى صناديق الاقتراع منادية بالديمقراطية ومصممة على نبذ النظام القائم المتمثل بحزب العدالة والتنمية؛ والذي انهزم فعلياً في الانتخابات ولا سيما في باكور كردستان، وما انتظاره للجولة الثانية إلا هزيمة وإن فاز في الانتخابات ونال نسبة أعلى من الأصوات.
واليوم وبثمار مقاومة المرأة وإصرارها على بلوغ المآرب وعدم استسلامها أمام النظام الاستبدادي القمعي، وبخطوة غير مسبوقة؛ احتلت إحدى وثلاثون مرشحة من حزب الخضر اليساري مكانها في البرلمان التركي من أصل 63 مرشحاً، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية التي تشغل المرأة بهذا الكم حيزاً هاماً في البرلمان التركي.
ولترسيخ الديمقراطية في تركيا؛ يتوجب على المرأة بذل المزيد من الكدح لإسقاط النظام الاستبدادي واستبداله بالنظام الديمقراطي وتحرير النساء من براثن القمع، وأغلال الاستبداد، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق البرلمانيات اليوم في إبداء موقف جدّي وحاسم من النظام القائم، ومحاولة التغيير.
باستطاعة النساء في باكور كردستان وتركيا لعب دورهن الريادي بكل بسالة وقوة في الانتخابات المقبلة دون أن يأبهن لممارسات أردوغان القمعية من خلال البروبوغندا أولاً ونشر الفكر الديمقراطي ثانياً والتوجه إلى صناديق الاقتراع ثالثاً، والاستمرار في النضال مهما كانت نتائج هذه الانتخابات، ومن الفائز فيها. فالإرادة القوية للنساء تخولهن للاستمرار في المقاومة ورفض القمع الممارس عليهن، وقول “كفى” للاستبداد.
المصدر جريدة روناهي بقلم الصحفية سوزان علي رئيسة التحرير