نوسوسيال

هيفي مصطفى: نجاح مساعي المؤتمر القومي الكردستاني ضرورة ملحة

428

 

                                                        /  نوس سوسيال عن روناهي /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 


أشارت نائبة الرئاسة المشتركة للمؤتمر القومي الكردستاني هيفي مصطفى، إلى أن تأسيس المؤتمر جاء تلبية لمصالح الشعب الكردي، والتي تقتضي بوحدة الصف، وإعادة ترتيب البيت الداخلي الكردي، فيما يكون نهج الخيانة، الذي تسلكه بعض الأطراف الكردية، عائقاً أمام المساعي، الهادفة إلى حل القضية الكردية.

يعاني الشعب الكردي على مستوى أجزاء كردستان صعوبات جمة، فبالإضافة إلى تقسيم جغرافية كردستان بين أربع دول، هناك الخلافات الداخلية بين الأحزاب والقوى السياسية الكردية، والتي تؤثر بدورها على الشعب الكردي، والتي تؤدي بتشرذم الصف الكردي، حيث تبلور هذا التشرذم من خلال أحزاب، وتيارات سياسية عديدة، لكل منها أجنداتها، ولكل منها مصالحها الخاصة.

ضف إلى ذلك، بروز أطراف سياسية كردية تسلك نهج الخيانة، والتآمر مع أعداء الكرد ضد مصالح الشعب الكردي نفسه، الأمر، الذي يشكل عائقا أمام الأحزاب الوطنية الكردية، التي تسعى إلى إيجاد حل عادل للقضية الكردية على مستوى كردستان.

وانطلاقا من الإحساس بالمسؤولية التاريخية تجاه أجيال الكرد القادمة، وتحديدا في السادس والعشرين من شهر أيار في عام1999، أسست مجموعة من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة، مؤتمرا أطلقوا عليه اسم المؤتمر القومي الكردستاني، يسعى لإعادة ترتيب البيت الكردي، والسعي لتحقيق مصالح الشعب الكردي، وخاصة وحدة الصف الكردي، للخروج برؤية واضحة ومشتركة لوضع حل عادل وديمقراطي لقضية الشعب الكردي في كردستان.

المؤتمر القومي الكردستاني ضرورة

وحول ضرورة تأسيس المؤتمر القومي الكردستاني، التقت صحيفتنا نائبة الرئاسة المشتركة للمؤتمر القومي الكردستاني، هيفي مصطفى: إن “الحاجة لإعلان المؤتمر القومي الكردستاني، جاءت من حقيقة وجود شعب كردي، يعيش على أرضه التاريخية، صاحب إرث تاريخي عريق، ولكن مع الأسف تم تقسيم هذا الشعب، فحُرم من حقوقه الشرعية، في تمثيل نفسه، وامتلاكه إرادته الحرة، بعيدا عن ضغوطات الأنظمة والدول، التي تقاسمت جغرافية كردستان فيما بينها، وكذلك حريته بالتكلم، والقراءة، والكتابة بلغته الأم، فتم تجريد الشعب الكردي من هذه الحقوق، التي يجب أن يتمتع بها أي شعب، يعيش على وجه الكرة الأرضية، والتي تنص عليها العهود والمواثيق الدولية، أي أن ما يتعرض له الشعب الكردي يعد مخالفة للعهود والمواثيق الدولية، التي نُصت في المحافل الدولية، ومن هذا المنطلق، كان الشعب الكردي بحاجة لمظلة تمثيلية جامعة تُمثله في أجزاء كردستان الأربع، إضافة إلى الجالية الكردية المنتشرة في دول العالم، وقد استطاع المؤتمر القومي الكردستاني، أن يكون هذه المظلة الجامعة”.

تحقيق مصالح الشعب الكردي

وأضافت هيفي: إن “المؤتمر القومي الكردستاني جاء على أساس أهداف رئيسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح الشعب الكردي، وهذه الأهداف تتمحور بالدرجة الأولى حول إطلاق حوارات جدية ومثمرة بين الأطراف الكردستانية، من شأن هذه الحوارات، أن تفضي إلى وحدة الأطراف الكردية، وإعادة ترتيب البيت الكردي، إضافة إلى وضع استراتيجية كردية مشتركة، تلتزم بها الأحزاب السياسية الكردستانية، وقد أطلق المؤتمر القومي الكردستاني مسودة لهذه الاستراتيجية، ويقوم بنقاشها مع مختلف الأطراف الكردستانية، ومن يوافق على هذه الاستراتيجية يصبح عضوا في المؤتمر القومي الكردستاني، كما أنه هناك بعض الأطراف، التي لم تنتسب بعد للمؤتمر، ويسعى المؤتمر إلى التواصل معها بغية إشراكها في المؤتمر”.

وتابعت هيفي: “إلى جانب الهدف العام المتمثل بوحدة الصف الكردي، يضم المؤتمر القومي الكردستاني عددا من اللجان، كلجنة حقوق الإنسان، ولجنة المرأة، ولجنة الثقافة واللغة، تتألف هذه اللجان من أعضاء منتشرين في جغرافيا كردستان، ويسعى المؤتمر من خلال هذه اللجان إلى وضع حلول للملفات العالقة في كردستان”.

نبذ الخلافات أساس نجاح المؤتمر

وحول الصعوبات، التي تواجه المؤتمر القومي الكردستاني، قالت هيفي: “العقبة الرئيسية التي تواجه المؤتمر في عمله هي فكرة نبذ الآخر، فكل طرف من الأطراف يعتقد، أنه على حق، وإن موقفه هو الموقف الصحيح، ويرفض التحاور مع أي طرف آخر، ضف إلى ذلك سياسة إضعاف الطرف المقابل، حيث إنه لكل طرف الحق في رفض الوثيقة، التي يطرحها المؤتمر، ولكن، لا يجوز العمل ضد هذه الوثيقة بهدف إضعافها، خاصة وأن هذه الوثيقة لم تأتِ للتهجم على أي طرف، ولا تعمل ضد أي طرف كردستاني، لذلك لا يجوز العمل على تشويه هذه الوثيقة، وإفراغها من محتواها، وإلصاق تهم بالوثيقة بعيدة عن محتواها الفكري”.

وبينت هيفي: إن “المنطق يفرض على كل طرف طرح مواقفه بحرية، وترك الحكم للشعب، حيث إن الشعب هو صاحب الكلمة الفصل في تقييم مواقف أي حزب أو تيار أو شخص، ولكن مع الأسف أحزابنا السياسية تُهاجم بعضها، متناسين القضية الرئيسية، التي يجب على الجميع العمل عليها، وهي قضية الشعب الكردي، إضافة إلى كل ما سبق؛ فإننا نواجه صعوبة الحدود، التي تفصل بين أجزاء كردستان الأربع، حيث إن هذه الحدود تُعيق حركة أعضاء المؤتمر القومي الكردستاني، الأمر الذي يخلق عراقيل كبيرة أمام أعضاء المؤتمر وأعماله، ولا يغفل عن بالنا الهجمات، التي يتعرض لها الشعب الكردي، سواء كانت الهجمات العسكرية، أو الهجمات، التي تُشن عن طريق الحرب الخاصة، والتي يستخدم فيها العدو مختلف السياسات والأساليب، التي تؤدي إلى شرذمة الصف الكردي”.

الخيانة منهج الضعفاء والمنافقين

و أكملت هيفي: “على مر التاريخ كانت الخيانة أسلوب المنافقين والوصوليين وهي معاناة الشعوب، فتبرز جهات وأطراف تسعى بكل جهدها إلى تحقيق مصالح أعدائها على حساب مصالح شعبها، وفي هذا الإطار عمل أعداء الشعب الكردي بشكل وثيق على هذا الجانب، فمع كل تقدم يحرزه الشعب الكردي أو تحقيق أي مكسب، يقوم العدو بخلق طرف (كردي) يأتمر بإمرته، وينفذ تعليماته بهدف الوقوف في وجه أي تقدم يُحرزه الشعب الكردي، فعلى سبيل المثال نعيش هذه الفترة الذكرى المئوية الأولى لاتفاقية لوزان، وكما نعلم لولا نهج الخيانة آنذاك لاستطاع الكرد تحقيق مكاسب كبيرة في لوزان، ولكن مع الأسف لا نزال نعيش هذا الواقع منذ قرن، أي منذ ما حدث في لوزان، حيث إننا نرى اليوم في كل جزء من كردستان، بروز تيارين يرفض أحدهما الآخر، ويسعى إلى القضاء عليه، وعلى مستوى كردستان عامة هناك دائماً تياران رئيسيان، يتنحى أحدهما جانباً، ويرفض وجهة نظر الطرف الآخر دون أن يبدي أي استعداد للنقاش. إن الاستمرار بمثل هذه العقلية، ويُهدد الوجود الكردي تهديدا حقيقيا، ويضعه أمام مخاطر كبيرة، لذلك، إن لم نستطع اليوم تحقيق وحدة الصف الكردي، فإننا أمام لوزان جديدة أشد فتكا بنا”.

السعي لتأسيس برلمان كردستاني

 وأوضحت هيفي: “اليوم نحن بحاجة لتقديم دعم قوي للمؤتمر القومي الكردستاني، سواء كان على المستوى السياسي، من خلال الأحزاب السياسية الكردستانية، أو من خلال الدعم الشعبي بمساندة الأوساط الشعبية الكردستانية لهذا المؤتمر، كي يستطيع المؤتمر القيام بواجبه تجاه قضايا الشعب الكردي، لأنه بدون مساندة الشعب والقوى السياسية الكردستانية، لا يستطيع المؤتمر التقدم نحو الأمام وتحقيق الأهداف المنشودة، بالرغم من الإعلان عن المؤتمر، حيث يضم الآن حوالي 400 عضو أجزاء كردستان كافة.

نائبة الرئاسة المشتركة للمؤتمر القومي الكردستاني، هيفي مصطفى، اختتمت حديثها بالقول: “نسعى لتأسيس برلمان كردستاني، يضم ممثلين عن أجزاء كردستان، وعن الأطراف الكردستانية عامة، فمهمة هذا البرلمان ستكون طرح مختلف القضايا المتعلقة بالشعب الكردي، ومناقشة هذه القضايا، والعمل على إيجاد حلول عادلة لها، ولتحقيق هذا الهدف نستمر في تواصلنا مع الأطراف السياسية على مستوى كردستان، لمناقشة المسودة الاستراتيجية، بهدف توضيحها، والحوار حول بنودها وتدوين ملاحظاتهم، كي يتم الخروج بوثيقة متكاملة، يتم اعتمادها دستوراً للشعب الكردي في أجزاء كردستان أجمع”.

 

عن جريدة روناهينقلاً