نوسوسيال

القاهرة..متابعة الدكتورةالإعلامية رشا حافظ : (( رواية عزيز ))

414

 

 

          كتب عبدالرحمن بشير عبدالمحمود

لم أندهش كثيرا بعد قراءتي لرواية عزير لصديقي/ هاشم محمود، التي تعتبر أول عمل عن أدب السجون للكاتب بعد أن كتب عن الثورة الإرترية، وحياة اللجوء والتشرد ومعاناة الشعوب في القرن الأفريقي، كعطر البارود، ومجموعته القصصية شتاء أسمرا، والتحفة الفنية، فجر أيلول التي أحدثت ضجة كبيرةً ونقلة في الأدب العربي الحديث.
أعود للحديث عن عزيز التي وفق فيها اسماً وصفة لبطل الرواية الذي تحدي الصعاب وعَبَر بصموده إلى بر الأمان.
كم تألمت وانا أتصفح الرواية حيث الظلام والظلم وقهر الرجال!
من مطار أسمرا إلى عدة سجون بين كرن، وعدي خالا، وسمبل، وأبوغريب ارتريا.
بين الأمل والألم، رحلة طويلة مِن المعاناة لشابٍ مثقف قدَّم الكثير لوطنه، ورفع علم بلاده في إحدى المسابقات العالمية.
ذلك الرجل الذي اختار خدمة الوطن والمجتمع مِن حياة الرفاة بالخليج فعاد إلى وطنه بعد أن نال شهادته الجامعية.
صدقُ المشاعر صفةٌ لازمت أعمال هاشم الأدبية فهو صاحب مدرسة متمردة. واقعيّة وعقلانية وصدامية بامتياز.
لقد عرفته هكذا حينما كنّا رفقاء قاعات الدراسة الجامعية.
صريحاً في كل شيء صادق المشاعر وطني محباً للخير.
في رواية عزيز ظللت أتابع الأحداث وأشفق علي البطل ومن حوله.
كمأ كنت أتابع احتفالات سجن عديّ خالا كأول ظهور لعزيز بعد فترة اختفاء.
والنقلة التي أحدثها الاستاذ/ عزيز فالذهب لا يصدأ مهما طمرته في التراب.
لا أنسى الموقف المهيب بين المربي وعزيز بسجن عدّي خالا فقد وصفها الراوي بطريقة إبداعية يحسد عليها.
لقد نجح الراوي في تماسك الأحداث وكـنك تشاهد أفلام التشويق. تظل شهادتي في المبدع، والكاتب، والأديب، والروائي، والقاص، والشاعر، والصَّحَفي، والفنان، هاشم مجروحة. إنه عبارة عن كشكول إبداعي متجدد ومتجذر يصطاد الأفكار ويحولها لمشاهد ويجعلها مترعة بالحركة والتصاوير، فهاشم صاحب مفرده أنيقة ويمكن أن نطلق عليه عبقري الرواية القادم بهذا المنتوج الكثيف والكم الهائل من القصص، والروايات، والأشعار والمقالات. نفتخر بك مبدعًا خلاقًا، وصاحب قلم ونشاط يبعث الروح في الكتابات ويجعلها تمشى بين الناس. دمت بإبداع يعانق الثريا.
ختامًا، اشكر هاشم محمود علي هذا العمل الرائع الذي أتوقع أن يحدث صدًى واسعا.

 

الشاعر السوداني عبدالرحمن بشير عبدالمحمود

​​​​​​شاعر سوداني