نوسوسيال

نوس سوسيال الدولية..في واحة الشعر والأدب المحامية فاتن ديركي

291

 

 

الأديبة فاتن ديركي..من عملها بالمحاماة ومشاهداتها تكتب

قصصا تناصر المرأة

 المحامية الشاعرة الأديبة فاتن ديركي واحة شعرية سندسية

دخلت الكاتبة فاتن ديركي عالم القصة القصيرة قادمة من مهنة المحاماة التي وفرت لها كما كبيرا من القصص الاجتماعية التي تكشف أسرار البيوت وكل ما هو مسكوت عنه لتجد فيما بعد أن كتابة الأدب أوسع من تسجيل مشاهداتها في أروقة المحاكم ومحاضر مخافر الشرطة.

تقول ديركي في حديث مع سانا الثقافية “كتابة القصة نتيجة لانعكاس ما يشاهده الكاتب وإحساسه بما يدور حوله ونتيجة التواصل بينه وبين مجتمعه فقد يتأثر بتداعيات عمله وبما يسمعه فيأتي إلى الورقة البيضاء ليعبر عما عاشه أو سمع به أو التقاه بأسلوب يعيد صياغة كل ما حدث عبر الموهبة المرتبطة بشخصية الكاتب ليخلص الى نتيجة تعالج الحدث وتطرح الرؤية فتكون القصة نتاجا أدبيا يصل إلى المتلقي بكامل مكوناته”.

وأضافت ديركي “كثيرا مما كتبته كان انعكاسا للواقع ولما رأيته واحسست به خلال عملي بالمحاماة باحساسي ككاتبة وامرأة تعيش كل مشاكل النساء وتتعامل معها برغبة كبيرة في الوصول إلى الحق والعدل والعمل على تغيير الواقع ولاسيما المغلوط منه فجاءت قصصي ملأى بالاحزان والتناقضات والالام التي ذهبت إلى حل يخدم المرأة ويعكس الذات ويعمل على بناء المجتمع الحضاري السليم”.

وعن طريقتها في كتابة القصة قالت “أكتب بصورة عفوية ولا أتعمد الكتابة فهي التي تأخذني لانسجم معها على حنايا الورق لذلك اعتقد جازمة أن ما اكتبه يحدث وقعا في نفس المتلقي لأنه يخصه ولانه مأخوذ من قضاياه عبر ثقافة جديدة تضيف أسلوبا يكلل النص والموضوع بشرف القصة واسمها الأدبي”.

وتميز المحامية القاصة بين لجوئها للقصة القصيرة وللقصة القصيرة جدا وعندما يكون الحدث الاجتماعي بحاجة إلى زمن طويل في المعالجة وإلى بيئة واسعة وتكوين فني لابد من كتابتها بأسلوب القصة القصيرة المكونة من حدث وشخوص وعقدة ونهاية أما القصة القصيرة جدا فلا تحتاج إلى إحداث وشخوص فتشبه الخاطرة لكنها أكثر تكثيفا واشد لمعانا وتأخذ تكوين الومضة الأدبية.

وترى مؤلفة مجموعة نسائم ملوثة أن القصة القصيرة جدا لا تمتلك مقومات القص ولا عناصره وما هي إلا انعكاس لواقع يتطلب السرعة وليس بمقدورنا أن نقارنها بعراقة القصة القصيرة وان كانت أصبحت أدبا موازيا لطبيعة المجتمع البشري الحالي الذي بات محكوما بالسرعة كما أن من يكتب هذا النمط القصصي ليس بالضرورة أنه يستطيع كتابة القصة القصيرة بألقها وعراقتها وأدواتها وتاريخها ولاسيما أن القصة القصيرة جدا أصبحت الآن في متناول الجميع وهي قيد تجارب الكثيرين. وأشارت ديركي إلى ارتياحها في كتابة القصة إلى طريقة الخطف خلفا والتي تبدأ بالحدث ثم تعالج تحولاته وأسبابه وما يرمي إليه لافتة إلى أنها اطلعت على كثير من التجارب القصصية كنجيب محفوظ وهيفاء بيطار وكثير من الآدباء المعاصرين دون أن تدخل في مجال التقليد.

القصة القصيرة بحسب ديركي اثبتت حضورها التاريخي وخاصة التي تمتلك عناصر القص فقد وازت الاجناس الأدبية الأخرى وأصبحت معبرة عن هموم وقضايا الناس وأخذت اتجاهات مختلفة كما تجده عند الأديب حسن حميد والدكتور نضال الصالح وان كان النقد أكثر حضورا عنده.ولفتت ديركي إلى الحضور الثقافي والاهتمام بالقصة بشكل واضح من قبل الأوساط صاحبة الشأن حاليا رغم ما تعانيه سورية من ظروف قاسية وهذا يدل على عراقة الأديب السوري واحترامه لموهبته وقدرته على مواكبة الحياة.يذكر أن الاديبة فاتن ديركي صاحبة حضور في عدد من الأنشطة الثقافية ولها مجموعتان قصصيتان الأولى نسائم ملوثة والثانية رسالة اعتذار من طائر الفينيق الذي لا يموت.

م
الأديبة فاتن ديركي..من عملها بالمحاماة ومشاهداتها تكتب قصصا تناصر المرأة 11923610

            مفارقات النص القصصي في مجموعة فاتن ديركي الجديدة

 

 

عن دار توتول في دمشق أصدرت الكاتبة فاتن ديركي مجموعتها القصصية الجديدة (يوميات رجل مدمن)، وفي جوّها العام تعرض مفارقات تحمل عدة أنواع من الرسائل فواحد  يعتمد على النهايات التي تكشف مفارقات في الحياة والعلاقات الإنسانية وآخر يخلص إلى مفارقة مرّة تثير الدهشة ، وثالث يأخذنا إلى قصص القضاء .. وهكذا.

وفي النموذج القصصي الذي حملت المجموعة اسمه (يوميات رجل مدمن) نتعرف على سكير مدمن يلجأ إلى المقبرة وحيداً ليعاقر الخمر والحشيش فيها، لكنه يكتشف أن أصحاب القبور التي يجاورها يحتجون عليه وعلى إزعاجه لعظامهم من دون أن يراهم ، فهذا يحتج على دخان سجائره وهذا يحتج على رمي زجاجة الخمر التي أصابت جمجمته، وفي حالة من الحالات يسمع صخب احتفالية المتوفى أبي حاتم الذي يدفن حديثاً.

وبين ليلة وأخرى من ليالي هذا المدمن، تأخذنا القصة إلى نهايتها المفاجئة، وفي هذه النهاية يشعر المدمن بوخزة في جانبه الأيسر، ثم يموت ، فإذا بالصمت يعم المقبرة، وكأن الضجيج الذي نقرأ عنه، كنا نحسه بأحاسيسه.في جانب من القصص ثمة نوع من الوعظ غير المباشر، كما في قصة (أريدُ صبياً) ، وفي جانبها الاجتماعي أن امرأة لا تنجب إلا البنات فتسعى من أجل الذكور، وتشرح القصة أن الزوج هو من يحدد نوعية المولود، ثم نتعرف على حلم هذه المرأة حيث تحلم أنها طلقت زوجها وتزوجت جارها أبا غياث الذي لا تنجب زوجته إلا الذكور، وعند الصباح تستيقظ لتكتشف معاناة هذا الرجل مع ابنه غياث الذي يتعاطى المخدرات، وتختم قصتها بشعورها بأنها مزهوة ببناتها ، وكأن الفرق بين الذكور والإناث هو دورهم في هذه الحياة، وهي رسالة القصة.

هذا الموضوع نتعرف عليه في قصة أخرى سنتوقف عندها بعد قليل هي قصة (بنت) حيث يتمنى الأب أن تنجب له زوجنه ابنة لتكون شريكة مع ابنيه، وكأنها أرادت استكمال المعادلة في قصة (أريدُ صبياً).ثمة فكرة أخرى تطرحها القصص ، تحملها قصة (مفقود) ، فأمام غرابة النتائج التي تظهرها وقائع الحرب، تفقد إحدى الزوجات زوجها وهي أم لثلاثة أطفال، لتبدأ معاناتها مع مصاعب الحياة، فيقنعها أحدهم بالزواج من رجل ثري يعيل أسرتها، وتجري عملية ترتيب الزواج بواسطة شهود الزور، وبينما القاضي يهم بعقد الزواج معتمدا على شاهدي زور يصرحان بأنهما شاهدا زوجها وهو يموت في الحرب، يعود الزوج ويدخل المحكمة ليكشف بشاعة هذا النوع من الشهادات! وفي هذا الجانب نكتشف استفادة الكاتبة فاتن ديركي من عملها في المحاماة، وتتكرر هذه الاستفادة في قصة (باص المحامين)، وتحكي عن صحفي أراد الحصول على استشارة صحفية، ولكنه انسحب بعد أن عرف أن عليه أن يدفع خمسين ألفاً ثمن الاستشارة، وعندما يخرج من القصر العدلي ليركب وسيلة نقل يعود بها يجد باص المحامين فيركب فيه، وهناك يحصل على الاستشارة من محام مخضرم بشكل مجاني على أساس أنه زميل متدرب، لكنه يستثمر المسألة فيما بعد إلى أن يٌكتشف فيتصنع الإغماء لكن أحد المحامين يجد بطاقة الصحفي في جيبه .

في قصة أخرى على هذا الصعيد، وعنوانها (أل التعريف) ، نحن أمام قضية مواطن اسمه يوسف الذليل يريد تغيير كنيته فيعجز ، حتى أنه يكتفي بطلب حذف أل التعريف فقط ، ومع ذلك يرفضون هذا التعديل، وفي مفاجأة النهاية، يتم توقيفه لتشابه اسمه مع مطلوب اسمه (يوسف ذليل) ، فينجو لأن الفرق بين الاسمين هو (أل النعريف) .

وإذا كانت الأسلوب الساخر هو الطابع العام لنصوص مجموعة القصص، ففي الجانب الإنساني مايستحق الوقوف عنده، كتلك القصة التي تتحدث عن أختين تؤأم اسمهما (ساندي وسالي)، فإذا نحن أما شفافية التشابه المتطابق بين الأختين اللتين تدرسان في مدرسة واحدة، وذلك عندما تمرض إحداهما في يوم فحص الرياضيات ، فتقوم الأخرى بتعديل شعرها ليشابه شعر أختها وتقدم الفحص لمقدرتها بالرياضيات، وعندما تخرج من الامتحان تتصل بشقيقتها لتطمئنها بما فعلت، لكن موجهة الصف بالمرصاد تسمع الاتصال وتعاتبها على هذه العملية الخاطئة .

في قصة صاحب الخط الجميل مفارقة أخرى ، عندما يصف الأصدقاء للراوي أحد معارفهم بأنه (صاحب خط جميل) ، أي (خطه حلو) في اللغة الدارجة بمعنى أنه يكتب تقارير، وعندما يلتقي الراوي/ الراوية به يسأله عن نوع الخط الذي يكتبه ظنا بأنه (خطاط) ، وعندها تحصل المفاجأة، ويرتبك أصدقاؤه الذين كشفوا سرّه .

بقيت قصة (بنت) التي أشرنا إليها، وفيها يقف القارئ أمام حيرة واضحة تجاه الممارسة الإنسانية، فمنير الذي سافرت زوجته إلى الخليج لتعمل هناك يتمنى أن يكون عنده بنت مع الطفلين الذي يقوم برعايتهما، وفي الطريق تتقدم طفلة صغيرة لتمسح سيارته ، وبعد حوار بينهما يتمنى أن يتبناها لأنها يتيمة، وبالفعل يتبناها وينقلها إلى بيته ، فتسرق له الطناجر لتبيعها في الطريق!

الجمع بين أكثر من جنس أدبي مشروع للكاتب شريطة أن يتوفر له الوعي، ولكن يبقى الهدف من الكتابة أهم رهانات كل كاتب وكاتبة، إذ الكتابة ليست مجرد متعة أو لهو أو ترف وترفيه، إنها رسالة، وهذا ما تؤمن به الكاتبة والشاعرة السورية فاتن ديركي، التي كان لـ العرب معها هذا الحوار حول تجربتها ورؤاها الكاتبة والشاعرة السورية فاتن ديركي أخذها الأدب إلى عالمه، شغوفة بالعمق الإنساني، الذي يشغله دوما، ويحجز لنفسه فيه المكانة الآسرة والأهم، ليسحر مبدعتنا وتبقى ساعية إلى ما هو أجمل في الحياة من خلاله، فقد جذبها الأدب لكونها صاحبة موهبة عريقة، تعبر عن همومها وهموم مجتمعهالا تزال الكاتبة باحثة عن هدفها بين آفاق الإبداع الزاخرة بالجمال، لتقول كلمته تجاه الحياة، معلنة عن مسؤوليته بقوة، مشيرة في الوقت ذاته إلى المشهد الأمثل في كل جانب من جوانب الحياة. تسعى الأديبة عبر كل المجا ت شعرا ورواية ومسرحا لتقول كلمتها وآراءها ومواقفها كما نتبين في حوارها مع العرب

                         السرد والقصائد       

هدف الكتابة مخاطبة العقل والوجدان وتحفيزهما ليكون الإنسان أكثر وعيا وإيجابية في تعامله مع الناس والحياة والكون بداية بد من المرور على مسيرتها الأدبية وبمن تأثرت من الأدباء، إذ تقول ديركي كان للكلمة في نفسي أثرها الخاص، وقد بدأ شغفي بالأدب حين اطلعت على تجربة الأديب الفيلسوف جبران خليل جبران والأديبة كوليت خوري وغادة السمان ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. كنت أكتب منذ نعومة أظفاري الشعر والقصة والخاطرة، ولكنني لم أبدأ بالطباعة إلا في عام 2010 حيث نشرت مجموعتي القصصية نسائم ملوثة وهي قصص واقعية من أروقة المحاكم تركز على مشاكل المرأة في مجتمعنا وتكشف الوجه السلبي لمجتمع وقوانين تسلبها حقوقها وكيانها وكرامتها 

نسألها إن كانت تحاول الدفاع عن المرأة في كتاباتها، لتجيبنا كثيرا ما سئلت عن سر تركيزي على مشاكل المرأة وتبني قضيتها، والحقيقة أقول بكل بساطة إنني أقوم بهذا الدور إيمانا مني بدور المرأة بصفتها قوة تغيير في المجتمع، وإن هذه القوة لا يمكن لها أن تكون فاعلة بوجود أي نوع من أنواع التمييز ضدها، وكذلك لأنني أعتبر الأسرة نواة المجتمع وصمام أمانه، فهي التي تبني الإنسان من خلال تربيتها لأطفالها، ولا بد أن تتمتع باستقلاليتها وتأخذ حقوقها، وتشعر بكيانها ووجودها وكرامتها وامتلاكها لزمام نفسها، كي تغرس هذه القيم في نفوس أطفالها، ففاقد الشيء لا يعطيه

وتضيف ديركي لقد ركزت على هذه الفكرة في رواية القطار الأزرق وهي رواية تشاركية مع ستة كتاب سوريين هم: الأدباء عماد نداف، محمد الطاهر، سهيل الذيب، محمد الحفري، جمال الزعبي والأديب المغترب مقبل الميلع. تحكي الرواية عن فترة الحرب، التي عشناها، وتأثيراتها، وعن دور المثقف السوري في تجاوزها، وكذلك دور المرأة السورية، التي وقفت إلى جانب الرجل متحملة كل الآلام والمسؤوليات في غيابه. ثم كانت مجموعتي القصصية رسالة اعتذار من طائر الفينيق ، وهي أيضا قصص اجتماعية من الحياة

وتذكر الكاتبة أنها شاركت بالمسابقة الروائية التي أعلن عنها الأكاديمي محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب عام 2020، والتي كانت تحت ثيمة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا ، برواية عنوانها سمسق وقد كانت من بين الروايات الفائزة. كما تلفت إلى أنها أنجزت.

رسالة الأدب في السمو بالإنسان والمجتمع محور تجربة فاتن ديركي

د

يحمل الأدب رسالة هدفها السمو بالإنسان والمجتمع كما تراه الأديبة فاتن ديركي حيث تحاول أن تكرس هذه الرسالة في نتاجاتها بالقصة والشعر والرواية.

الأديبة ديركي اعتبرت في حديث مع سانا الثقافية أن الآداب والفنون تتجه نحو نتيجة واحدة هي إيصال رسالة معينة للآخرين وأن لكل جنس أدبي طابعا خاصا يختار المبدع ما يناسبه ويناسب فكرته.

ديركي التي سعت للمواءمة بين عملها في القانون وبين تجربتها الأدبية نشرت مجموعة قصصية بعنوان “نسائم ملوثة” موضحة أنها جاءت انعكاسا لتجربتها كمحامية مختصة بالمحاكم الشرعية كقضايا الانفصال والمخالعة والنفقة وكل ما يتعلق بالأسرة لذلك شملت المجموعة الكثير منها بهدف الوصول إلى مجتمع أكثر رقيا في تعامله مع المرأة وتدارك العثرات التي تحدث في مجتمعنا بخصوص المرأة والطفل والأسرة.

أما مجموعتها الأخرى “رسالة اعتذار من طائر الفينيق” فهي بحسب ديركي تتضمن قصصا اجتماعية من واقع الحياة وتحمل هموم الناس والمجتمع وبناء الأسرة الذي يبدأ من الزوجة والأم التي تربي أطفالنا ومجتمعنا القادم مشيرة إلى أنها سعت عبرها للإضاءة على ثغرات تراها في قانون الأحوال الشخصية بهدف تداركها في المستقبل.

وبينت ديركي أن لغة القصة لديها تميل إلى الشاعرية طالما أنها شاعرة أيضا وهذا لا يؤثر سلبا على السرد فهي حين تتحدث عن الناس والمجتمع لا بد من مخاطبة المشاعر وبالتالي استخدام اللغة الشاعرية.

أما بالنسبة للشعر فأوضحت ديركي أنها بدأت بكتابته الى جانب القصة منذ الثانوية وكان قريبا من الموزون لافتة إلى أن مجموعتها الشعرية “حين اعتزلت الغناء” تحمل في مجملها الهموم الوطنية إضافة إلى الهم الوجداني ومعظمها نثري أو يتداخل النثر مع الوزن وقصيدة واحدة موزونة.وأشارت إلى أن ديوانها قيد الطباعة “مطر وحروف” كتبته على بحور الخليل لأنها تؤمن بأهمية الموسيقا للشعر وترى أنه عندما يخلو منها يتحول إلى كلام عادي. وبالنسبة لروايتها “سمسق” التي حظيت بتنويه لجنة مسابقة الرواية التي أجراها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب العام الحالي أوضحت ديركي أنه عندما أعلن عن هذه المسابقة لرصد التكافل الاجتماعي في ظل جائحة كورونا بدأت كتابتها خلال فترة الحجر لتنجزها في نصف شهر وتتناول ضياع القيم بسبب تبعات الحرب الإرهابية على سورية مشيرة إلى مسعاها لتحويل هذه الرواية إلى مسلسل تلفزيوني إلى جانب عمل آخر تكتبه يتناول قضايا المحاكم.

وحول كتابتها للمسرح بينت أنه في رصيدها 6 مسرحيات للأطفال تم تنفيذ واحدة منها في مهرجان الطفل مسرح العرائس بعنوان النمرود والأصدقاء العام الفائت وهي تعالج موضوع التنمر عند بعض الأطفال وتضمنت أغنيات هادفة من كلماتها وألحانها أيضا وقام ببطولتها الفنان الراحل مأمون الفرخ.

وتستعد ديركي للمشاركة في مهرجان مسرح الطفولة الذي سيقام في العطلة الانتصافية بعملين أولهما “نجمة المحبة” وهو من إخراج نديم سليمان و”زهوان الكسلان والديك الفصيح” للمخرجة سهير برهوم.

وترى ديركي أن الكتابة للطفل يجب أن تكون هادفة تربويا وإنسانيا واجتماعيا وأخلاقيا وبشكل غير مباشر ولغة بسيطة مرنة قريبة منه

رواية جديدة للأديبة فاتن ديركي

 

تعبر الأديبة فاتن ديركي في روايتها الجديدة التي عنونتها بـ “كوشي” عن حالات اجتماعية وتقاليد مختلفة في سورية والهند والتشابه في الحالات الإنسانية والاجتماعية بأسلوب فني.وفي روايتها سعت الأديبة ديركي لظهور قوة الشخصية عند المرأة برغم إصابتها بمرض السرطان الخطير الذي يحتاج إلى كثير من القوة والتفكير لتحمل تطوراته الجسدية والنفسية.وتبين ديركي التداعيات النفسية التي تصيب المرأة والقلق والتصورات المغلوطة في بعض الأحيان كمساورتها للشك بزوجها همام ومتابعته في بعض تحركاته وينتابها الظن والقلق بأنها يمكن أن تخسره بسبب مرضها الخطير.وتصور الأديبة ديركي من خلال تحولات كوشي النفسية في مرضها إخلاص الأصدقاء ورقي تعاملهم وتحملهم لمتاعب أصدقائهم في مرضهم، كما فعلت مايا مع صديقتها كوشي.وتشير ديركي إلى أمنيات المريضة ورغبتها بالإنجاب بسبب ما ينتابها من قلق ووجع ومتاهات نفسية وكوابيس وحزن وأوهام، ولا سيما بالتفكير بأوضاع زوجها وما ينتج عن ذلك.وتمنت كوشي لو أنها تتنازل عن كامل ثروتها مقابل أن تتعافى فلا قيمة لأي شيء مقابل الصحة والسلامة التي لا تساويها الأموال والكنوز على الأرض.وتذهب كوشي مع صديقتها مايا التي كلفت بمهمة إلى الهند وهو حلمها بالسفر الذي سعدت به وانطلقتا من الشام بعد أن أيقنت أنها مخطئة بالشك بزوجها الذي كان مخلصا خلال وداعها.وفي الهند تتعرف الصديقتان إلى مجموعة من أهالي الهند وتتنقلان فيها وتتعرفان على التقاليد والعادات، فمنها ما كان يشبه عادات الشام، ومنها ما اختلف عنها.وعاشت كوشي مع صديقتها في الهند كثيراً من السعادة التي انتهت بشوقها وعودتها بشوق كبير إلى الشام.والتزمت ديركي في روايتها بأسس الكتابة والتوازن الموضوعي وتماسك الأحداث التي ارتبطت بالبطلة كوشي.ومن مؤلفات الأديبة فاتن ديركي عدد من المجموعات القصصية، منها نسائم ملونة ورسالة اعتذار ويوميات رجل مدمن ورواية بعنوان سمسق، وفي الشعر حروف المطر وغيرها.والرواية صادرة عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع، وتقع في 149 صفحة من القطع المتوسط.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل