نوسوسيال

بقلم حسن ظاظا : الرئيس عبد الناصر والمدمس الكردي

1٬132

 

من لايعرف مجيد الفوال في مدينة دمشق… مجيد الفوال أشهر من نار على علم,في سوريا ومصر وبلاد الشام,

هذا الرجل الكردي الذي جاء من مدينة ماردين الى دمشق, وافتتح مطعمه الشهير بالفول المدمس المجيدي عام

1895بالقرب من ساحة المرجة في سوق العتيق بجانب حمام ( القرماني )؟ ومن لايعرف صاحب هذا المطعم عبد

المجيد مارديني بحي الأكراد والمنسوب الى العشيرة المشكينية المعروفة في مدينة ماردين وكردستان,حيث

عرف هذ المطعم الشعبي الشهير في بلاد الشام ب ( صلح يا ولد ), وهي الكلمة المتعارف عليها بمطعم مجيد

الفوال,ويعرفه الكثيرون بمطعم (صلح ),هذه العبارة تعني اعادة تعبئة صحن الفول أكثر من مرة مجانا حسب رغبة

الزبون,ومايزال كرم مجيد الفوال يعشعش في كرمه وتوريثه لابنائه وأحفاده الى يومنا هذا,وليس الرخص هو السبب

الوحيد وراء القدوم الى مطعم (صلح),فهناك أسباب,من جرب فولات المدمس المجيدي والكرم الكردي و (صلح يا

ولد واحد سادة وواحد باللبن ), وشخصيات سياسية وثقافية وفنية تناولت الفول المدمس ( المشكيني . . .

الكردي ) في هذا المطعم الشعبي البسيط تناول فيه الفنان المصري المطرب عبد الحليم حافظ , والمطرب

المصري محمد طه ,والممثل فريد شوقي ومعظم الفنانين السورين يرتادونه,  وايضا رجالات السياسة والكتاب

والصحفيين, فذات يوم جلس رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر بشحمه ولحمه يأكل المدمس

الكردي, فأ صبح من رواد هذا المطعم الشعبي خلال اقامته بدمشق,حيث ارتاده صباح كل يوم وهو عائدا من صلاة

الصبح في المسجد الأموي, والسؤال هنا. . . ماذا فعل المدمس المشكني والكرم الكردي بمطعم ( صلح ياولد ) . . ؟ وأهمية هذا المطعم عند رؤساء الجمهورية ووزراء سوريا, وشخصيات سورية ولبنانية وفلسطينية واردنية ومصرية أيضا.

والرئيس جمال عبد الناصر المعجب بالفول المدمس الكردي وصاحبه مجيد الفوال, حيث قال الرئيس عبد الناصر المدمس المجيدي جعلني أسيرا له وبا لكرم الكردي وأصالته . وبصوت هادئ بلهجته الشامية ولكنته الكردية صاح مجيد الفوال:

( صلح للريس ياولد) ,ثم تقدم مجيد من طاولة عبد الناصر مرحبا به اهلا وسهلا بك يا سيادة الرئيس في المطعم الكردي قائلا: للرئيس عبد الناصر:       نحن الكرد كرماء ومخلصون

للوطن, ولكن زعماء الوطن تناسوا أفضال الكرد على العرب, ونحن الكرد يا سيادة الرئيس وحدنا كردستان مع مصر وبلاد الشام ثلاث مرات, الأولى بعهد صلاح الدين الأيوبي , والثانية بعهد محمد علي باشا والثالثة بعهد ابنه ابراهيم باشا,

فقال عبد الناصر مستغربا بلهجته المصرية: بتقول ايه …؟ يا مجيد كلامك حلاوة زي العسل . . فيه تاريخ وحكم

فرد مجيد قائلا: الشعب الكردي والسوري كله حلاوة … واخلاص … ونقاوة ياريس

وسأله عبد الناصر: انت ساكين فين يا مجيد؟…

أجابه مجيد على الفور: أنا كردي من حي الأكراد بدمشق أدعوك ياسيادة الرئيس لزيارة حينا الوطني…

فوافق عبد الناصرعلى الزيارة, واتصل مجيد الفوال مع الوزير السابق ,بالعهد الوطني علي بوظو هاتفيا ,وتمت

ترتيبات الزيارة فورا, وتم تحديد الموعد في مساء اليوم التالي, في بيت الوجيه عمر أغا شمدين بحي الأكراد, وكان

في استقباله عضوا مجلس الأمة الاتحادي علي بوظو وخيري ظاظا,رئيس نادي كردستان الثقافي عام 1936,

والدكتور كمال حمزة نائب دمشق, في خمسينات القرن الماضي,والمفتش التربوي بوزارة المعارف الد كتور  خالد

قوطرش ,والمثقف الوجيه حمدي اليوسف الملقب(كنه) بحضور فضيلة الشيخ الدكتور احمد كفتارو, وعبد المجيد

مارديني ,ومرافق الرئيس عبد الناصر الأعلامي و المعلق السياسي لاذاعة  صوت العرب أحمد سعيد, ورئيس

ديوان القصر الجمهوري في القطاع الشمالي سوريا    محمد صادق أومري ابو وليد,من سكان حي الأكراد, ومن

أبناء مدينة عامودا, وهو ابن عم طبيب الاعشاب الشهير في عامودا حينذاك خليل شفين, ورحب به عمر أغا

شمدين وجميع الحضور الذين تحدثوا معه حول العديد من مطالب الحي ,والوضع العام في سوريا,ولكن علي بوظو

وحمدي اليوسف, ركزا في حديثهما معه ,حول اصدار عفو سياسي عام عن المعتقلين, من أبناء الحي ,وشباب

الكرد من أبناء الجزيرة وحلب, وكلمة ( صلح ) حركت مشاعر الريس المصري لتصليح مواقفه السياسية تجاه الكرد والشعب السوري.