نوسوسيال

بقلم الكاتبة السورية سمية الجندي : بنود ذابلة لشرعة طرشاء

763

 

 

 

(بمناسبة الاحتفاء بالذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان)

آن الأوان لشرعة الإنسان أن تنفض العث عن نفسها
وآن للآلهة أن تستحي وتفيق!
75عاما على إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
وأكثر من نصف قرن منذ أن حلت في سوريا أعتى دكتاتورية عرفتها الدنيا
عشر سنوات على حرب إبادة الوطن في الجسد، في الروح وفي كرامة الانسان
ومازالت سورية تحت نير الظلم تئن في ديجور الظلام دون أن يحرك العالم ساكنا.
ماذا تنتظر الدنيا كي تضاهي حالة افناء شعوبنا بهولوكوست القرن الواحد والعشرين؟
أي شرعة لحقوق الإنسان يتحدثون عنها وأية بنود؟
الجلاوزة وأنصار الجلاوزة يمعنون في خنق الحقوق وهتك الشرائع على مسمع ومرأى من الدنيا وأدعياء العدل على الأرض لا يعبئون.
شرعة الحقوق تداس بأحذية المنتهكين وتُستَهلَك رخيصةً في جحور السياسة ومنتديات الحوار.
والناس من خوف صامتون.
كم من سلطان الأطرش يلزم لهذه الأمة كي يدخل في ألبابها أنها “أمة عظيمة في التاريخ، نبيلة في مقاصدها، قد نهضت تريد الحياة، والحياة حق طبيعي وشرعي، قسمها الاستعمار، فوحدتها مبادئ حقوق الانسان.. وفي هذا التوحيد، لم يعد في سوريا، درزي، وسنّي، وعلويّ، وشيعيّ، ومسيحي.. بل هم أبناء أمة واحدة، ولغة واحدة، وتقاليد واحدة، ومصالح واحدة.. فلنؤلف بين قلوبنا الإخاء القومي، ومحبة الوطن، ولتكن إرادتنا إرادة حديدية واحدة”؟

أنى لنا ب فرزدق للهتاف:
ولـــو يرمى بلؤمهم نهــــــار……لدنس لؤمهم وضــح النهـــــار؟
وأنى لنا بجرير للهتاف:
وما في كتاب الله هدم بيوتنا … كتهديم ماخور خبيث مداخله؟
و أنى لنا بشمقمق للهتاف:
الصِدقُ في أَفواهِهِم عَلقَم…………وَالإِفكُ مِثلَ العَسَلِ الماذي
و أنى لنا جرير و جد جرير للهتاف:
عجبت لإزراء العيي بنفسه … وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيي وإنما … صحيفة لب المرء أن يتكلما
وأنى لنا بحطيئة للهتاف:
تَنَحِّـــــي فَــاقْعُـــدِي عَنِّـي بَعِـيــداً .. أَرَاحَ اللَّهُ مِــنْكِ الْعَالَمِـينَا؟

لكن الصمت سلطان وأعين العدل مغمضة وبنود الشرعة ذاويه مثل أغصان صفصافة باكية
شرعة الحقوق قاب قوس من حافة القبر
فلا تهتفوا أيها الشعراء، ولا تتلوا لائحة الحقوق على المنابر أيها المحاضرون.
فلا شعر يحفز، ولا نثر يحض، ولا سماء تحن، ولا أرض ترفق.
وحده إله الموت سيد.

سمية الجندي
ديسمبر2023