نوسوسيال

الأفارقة في تونس.. خيط فاصل بين العنصرية والتخلص من الأعباء

263

 

علاقة إيران بتنظيم القاعدة وتنامي العنصرية في تونس إضافة إلى ثقافة العنف من بين أبرز ما ورد في الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة 24 شباط فبراير 2023، من إعداد سليمان ياسيني.

الهجرة غير الشرعية في تونس
الهجرة غير الشرعية في تونس
 

الشرق الأوسط: إيران بيت تنظيم القاعدة الجديد

كتب جبريل العبيدي أنّه بعد الكشف عن مأوى زعيم القاعدة «الجديد» في إيران، أصبح جلياً أن إيواء الإرهابيين هو ديدن النظام الإيراني رغم اختلاف الفكر بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة، إلا أن نظام طهران دأب على التحالف مع هذا التنظيم، والشواهد كثيرة ليس آخرها إيواء الإرهابي سيف العدل الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة وخليفة الظواهري، ولا أولها بعد مقتل القيادي في التنظيم أبو محمد المصري، ثاني أعلى مسؤول في «القاعدة»، على الأراضي الإيرانية.

العلاقة المركبة تؤكد أن النظام الإيراني و«القاعدة» تجمعهما قاعدة مشتركة وهي الإرهاب حسب العبيدي الذي يعتبر أنّ توظيف إيران لتنظيم القاعدة هو مبرر العلاقة الميكافيلية والاستراتيجية والتي تعلو على العلاقة العدائية بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، فبرغم الاختلاف والخلاف العقدي، إلا أن كلا الطرفين استخدما السياسة البراغماتية في التعاطي مع بعضهما بعضاً، مما يؤكد حسب كاتب المقال أن الإرهاب هو ما يجمعهما وهو نقطة التقاطع بينهما.

وتسأل كاتب المقال عما إذا كانت أميركا ستستخدم تفويض عام 2001، الذي يسمح للولايات المتحدة بشن حرب على تنظيم «القاعدة» وحلفائه أو فروعه من دون الرجوع للكونغرس في أي مكان من العالم، لضرب قيادات القاعدة داخل إيران؟ أم ستكتفي بالتفاوض على برنامج طهران النووي؟

صحيفة العرب: الأفارقة في تونس، خيط فاصل بين العنصرية والتخلص من الأعباء

كتب مختار الدبابي أنّ تونس شهدت حملة منظمة لأسابيع ضد هجرة الأفارقة إلى تونس وسط حديث عن تزايد أعدادهم بشكل لافت، ما أدى إلى تدخل الرئيس قيس سعيد في الموضوع خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي ودعوته إلى ضرورة وضع حدّ بسرعة لهذه الظاهرة. ويرى الكاتب أنّه يمكن النظر إلى ظاهرة الهجرة الآتية من جنوب الصحراء وفق مستويين، الأول يتعلق بالأعباء التي تضعها على عاتق تونس أما المستوى الثاني فهو يكمن في المقاربة التي تقود الحملة على المهاجرين، وهي مقاربة شعبية، وليست مرتبطة بأعداد محدودة، ولا بهيئة سياسية أو جمعية تتبنى خطابا عرقيا ضد هؤلاء. وهنا يكون الوضع أسوأ حسب الكاتب لأن الخطاب المعروض يمكن النظر إليه على أنه توجه غالب، وأن العنصرية مشكّل غالب في ثقافة الشعب التونسي.

والمفارقة أن الحملة العنصرية اخترقت المجال الشعبي التقليدي، الذي باتت تحركه الشعبوية تجاه مختلف الظواهر، إلى الطبقة التي يفترض أنها حامية لقيم تونس والتزاماتها الدولية مثل المنابر الإعلامية وبعض المثقفين والسياسيين، ثم تحركت أجهزة الدولة في تنفيذ الحملة بشكل متسارع بعد خطاب ملتبس للرئيس قيس سعيد بشأن الأعباء التي باتت تفرضها ظاهرة اللاجئين على البلاد، في وضعها المالي والاقتصادي الصعب.

وإذا كانت تونس تخطط لتنفيذ حملات طرد جماعي للاجئين، فإنها قد تشجع أوروبا نفسها على انتهاج التمشي نفسه بطرد الآلاف من التونسيين الذين لم يسوّوا أوضاعهم القانونية بعد، والذين لا يتوقفون عن  المغامرة ب:” الحرقة” متحدين  كل مخاطرها.

لكن الأخطر في هذه الحملة الأمنية، التي بدأت تنتشر بسرعة بعد خطاب قيس سعيد أمام مجلس الأمن القومي، أنها ستحرك مشاعر العداء ضد الأجانب، وهو عداء قائم وقديم، ومن شأن هذا التصعيد الشعبوي أن يدفع به إلى أقصى مدى.

 

جريدة الوطن السعودية: أدوات الحرب وخطاب العنف

 

كتب محمد السعد أنّ نظرة شاملة على مجمل التاريخ البشري، ترينا أن الحرب كانت ملازمة لتطور المجتمعات، وفعلا ثابتا عند كل الأمم، باختلاف ثقافاتها وأديانها وتسأل عما إذا كان توظيف الأسلحة وذكرها، في الأعمال الأدبية والأمثال الشعبية لمجتمع ما، مؤشر على تأصل العنف في ذلك المجتمع؟

وكتب محمد السعد أن الكاتب صغير العنزي يعتقد في كتابه «خطاب العنف وعنف الخطاب»، أن توظيف الأسلحة مثل السيف والقوس والرمح في الأمثال العربية، مؤشر على أن العنف متأصل الثقافة العربية وتراثها الأدبي. وفي هذا السياق أشار الكاتب إلى هذه الظاهرة التي تسعى لربط تراث الثقافة العربية بالعنف تعسفي ليتسأل عما إذا كانت الحرب وما يترتب عليها من عنف، فعل غير طبيعي ينفرد به شعب دون الآخر، أم أنها خصيصة ملازمة للنشاط الإنساني؟

ويقول الكاتب أنّه في مجتمعات الزراعة والصيد والغزو، كانت الحرب تمثل نشاطا اقتصاديا تعتمد عليه الدول، وهي مرحلة تاريخية في سلم التطور البشري نحو المجتمعات الحديثة. وكانت الحرب هي الوسيلة الوحيدة لدى شعوب العالم للدفاع عن النفس، وتأمين الحدود وتأسيس الإمبراطوريات، والعرب شأنهم كشأن بقية الشعوب، حرصوا على نشر قيمهم الدينية والثقافية بواسطة التمدد الإمبراطوري.

ويقول الكاتب أنّ تاريخ البشرية يشهد على تنافس الشعوب في بناء الإمبراطوريات، وهذا التنافس يأخذ طابعا عنيفا أحيانا، واستعمال السلاح حاضر وانعكس ذلك على الأدب والشعر والأمثال الشعبية، باعتبار الأدب مرآة للمجتمع، لذا اعتبر الكاتب أنّ حضور أدوات الحرب في الشعر والأمثال أمر طبيعي، ولا يعكس عقلية متطرفة أو عنفا مضمرا في أي ثقافة، وتحديدا لدى المجتمعات التي عاشت اقتصادات الغزو والحرب.