نوسوسيال

بقلم هيفاء محمود : الهوية الوطنية بين اللغة الأم.. والأنتماء للوطن

488

 

 

 

 

عَلاقَةُ الهويّة باللّغةِ عَلاقَةٌ جَدليّةٌ تفاعليّةٌ؛ فلَيْسَت اللّغةُ أداةً للتّعبيرِ فَقَط، ولا وَسيلةً للتّواصُلِ بينَ الأفرادِ فقط، ولا شأناً من شُؤونِ العلمِ والثّقافَةِ والتّدريسِ فقط، ولكنّها شأن من شُؤونِ الهويّةِ والأمنِ القوميّ والسيادَةِ الوطنيّةِ والاستقرارِ الاجتماعيّ والنّفسيّ. فاللّغةُ مُؤلِّفٌ رَئيسٌ من مُؤلِّفاتِ الهويّةِ

في كلّ بَلَدٍ أو وَطنٍ أو أمّةٍ،بل الهويةُ مَفْهومٌ ذو دلالةٍ لغويّةٍ واجتماعيّةٍ وثقافيّةٍ، يَعْني الإحساسَ بالانتماءِ إلى أركان الهويّةِ التي هي الدّينُ والثقافَةُ والاجتماعُ. أمّا اللغةُ فهي النّاطقُ الرّسميّ بلسان الهويةِ ووسيلَةُ إدراكِ العالَم وتصنيفِ المُجتَمَعاتِ، ونظراً إلى خَطَرِها وشموليتِها فهي مَسؤوليّةُ كلِّ

الجِهاتِ التي تُكوِّنُ عَناصرَ المُجتَمَعِ،مَسؤوليةُ المَجامعِ ومُؤسَّساتِ التّربيّةِ وأجهزةِ الإعلامِ والمُنظَّماتِ الثّقافيّةِ ووُجَهاءِ الأمّةِ وبُسَطاءِ العامّةِ ، لأنّ اللغةَ هي الهويةُ ذاتُها وهي الأداةُ التي نُحوِّلُبِها المُجتمَعَ إلى واقعٍ، وثَقافةُ الأمّةِ كامنةٌ في لغتِها، في مُعجَمِها وصرْفِها وتَراكيبِها ونُصوصِها، وما من حَضارةٍ

إنسانيّةٍ إلاّ وصاحبتْها اللّغةُ، وما من صراعٍ بشريٍّ إلاّ ويكْمُنُ خلْفَه صراعٌ لغويٌّ خَفيٌّ، فالهويةُ نتاجُ المَعاني والقِيَم التي يشيدُها الأفرادُ عَبْرَ اللّغة، والطّابَع الخاصُّ بمجتَمَع من المُجتَمَعاتِ ناتجٌ عَن تَفاعُلِ ما يَسْري بداخلِه من خطاباتٍ لغويّةٍ مُرتهنةٍ بالمُتغيّراتِ التّاريخيّةِ التي حدثت عبر التاريخ, لكل الشعوب…ولكل شعب وأمة بلا وطن, ولكنها حافظت على لغتها القومية.والأمة الكرديةمتمسكة في لغتها الأم الكردية.. خموباقية في وطنها المحتل كردستان المقسمة على خمس دول سوريا والعراق, وتركيا وإيران وكردستان الحمراء في روسيا.

 1- ليست حقيقة الأمة في هذا الظاهر الذي يبدو من شعب مجتمع محكوم بقوانينه وأوضاعه؛ ولكن تلك الحقيقة هي الكائن الروحي المُكتَنُّ في الشعب، الخالص له من طبيعته، المقصور عليه في تركيبه كعصير الشجرة؛ لا يُرَى عمله والشجرة كلها هي عمله.

وهذا الكائن الروحي هو الصورة الكبرى للنسب في ذوي الوشيجة من الأفراد، بيد أنه يحقق في الشعب قرابة الصفات بعضها من بعض؛ فيجعل للأمة شأن الأسرة، ويخلق في الوطن معنى الدار،

ويُوجِد في الاختلاف نزعة التشابُه، ويرد المتعدد إلى طبيعة الوحدة، ويبدع للأمة شخصيتها المتميزة، ويوجب لهذه الشخصية بإزاء غيرها قانون التناصُر والحمية؛ إذ يجعل الخواطر مشتركة، والدواعي

مستوية، والنوزاع متآزرة؛ فتجتمع الأمة كلها على الرأي؛ تتساند له بقواها ويشد بعضها بعضًا فيه؛ وبهذا كله يكون روح الأمة قد وضع في كلمة الأمة معناها القومية والهوية والانتماء لأرض ووطن,

والشعب الكردي أكبر قومية في العالم موجودة ومنتشرة في كل أنحاء العالم بسبب الاحتلال للوطن الكردي لكردستان. ولكن الكرد حافظو على لغتهم قوميتهم, واللغة هي ركيزة أساسية للمقومات القومية والأرض والهوية الوطنية.  

 

٢ – الهوية القومية الكردية مهددة بالإبادة . ما مدى أهمية حماية الثقافة واللغة امام هذه التهديدات؟

تتعرض الثقافة واللغة الكردية لحملات الإنكار والصهر على وجه الخصوص. ما هي الطرق التي يمكننا

بها حماية ثقافتنا ولغتنا؟ وما هو دور المرأة بشكل خاص في هذا الأمر؟
ان القومية هي هوية الشعب الخاصة

ولكي نحافظ عليها يجب تعزيز ودعم ثقافتها بمفهومها الواسع بالحفاظ على التاريخ و اللغة والادب

والعرق وكافة انواع الفنون والرياضة بالبحث والتوثيق وتكريس الابداع الفني والتربية دون النزعة

العدوانية والفوقية المتطرفة كاتجاه ضمني في الدولة الوطنية وكتعزيز لذلك يجب فتح باب المهن

وتوفير المؤسسات والنقابات والمرافق العامة لتعزيز الصالح العام وجعلهم مصدرا للسيادة لامتلاك


كيان سياسي مع سلطة كاملة على الشؤون العامة، لمنع أي هجرة للعقول والمال كهدف دائم


وكتجسيد للازدهار واحياء التراث والتقاليد والفلكلور كشعب أصيل يعيش على ارضه مع مكوناته في

المنطقة على قاعدة المساواة بين كافة المواطنين امام القانون ولست هنا في وارد تعريفات القومية

بمصطلحاتها او انواعها بل الاهم الحفاظ عليها من المهددات والاندثار وجمع بين المكونات الأخرى و زيادة الروابط بينها .

وللعمل على الحفاظ على هذا الموروث كمختلف اثني له هويته الوطنية وابقائه حيا من الاندثار .


شكل نظام البعث الذي حكم سوريا منذ الستينات وحتى الآن منعطفا خطيرا في استهداف وانهاء هذه

القوميات في بوتقته واجندته الحزبية دون الالتزام باي معايير قانونية ودستورية للتعددية في البلاد كعدالة وانسانية قبل كل شيء

وللعودة الى الوراء قليلا سندرك مدى السياسيات المقيتة التي استهدفت القومية الكردية في البلاد

بدءا من مشروع محمد طلب هلال الى المرسوم الرئاسي 49 الذي استهدفت القومية الكردية في تاريخه ولغته وثقافته وموروثه في المنطقة

ولعل عكس وقلب بنود مقترحات محمد طلب هلال في انهاء القومية الكردية هي الضمانة الأكيدة في

النهوض بالقومية الكردية ومنع اندثارها او صهرها

وفي هذا الوضع وبناء الادارة الذاتية اللبنة الاول في الحفاظ عليها وتطويرها كمنجز نضالي وحقوقي في البلاد.


علينا اتباع سياسات لوقف الهدر في عمر المكونات السورية وابراز دورها في النهضة و التقدم

ولذلك كله

1-اقترح افتتاح المدارس والمعاهد والكليات والجامعات باللغة الكردية بشكل مدروس ومسؤول ، بضمان عمل الدارسين عند تخرجهم عملا بمبدا العلم اولا

2 – افتتاح مراكز للدراسات وايلائها الاهتمام والرعاية في مجالاتها المختلفة


3- دعم الطلاب والطالبات وتحفيزهم بمبادرات تشجيعية وتقديم الاقلام والكتب والدفاتر مجانا لطلاب المرحلة الابتدائية
في ظل هذه الظروف الاستثنائية

4- ايلاء الاهتمام اللازم بالفلكلور والتراث والعادات والتقاليد كموروث ثقافي لاغنى عنه تحت عنوان الفلكلور خميرة الشعوب الحية

5 – احداث وسائل اعلام من قراءة الى سمعية الى بصرية غير مؤدلج تهتم بالموروث الادبي والتاريخي والجغرافي للمنطقة ومكوناتها

6- افساح المجال لاي مبدع في كافة المجالات الثقافية وتكريمه بمستوى لائق


7- اطلاق مبادرات ومشروعات تنموية ثقافية


8- احداث مراكز بحثية للتدقيق وكشف وفضح سرقة التراث والفلكلور الكردي الى جانب الاصالة فيه

وفي هذا كله يكون للمراة الدور الأهم والابرز ،كونها هي الأساس في نشاة العائلة والمجتمع فاغلب

ان لم يكن كل الموروث الثقافي الشفاهي هي من المراة التي لها الدور الابرز في المجتمع الكردي
ويعود للمراة الفضل الأول في الحفاظ والجمع والتوثيق للتراث وما حملته من افكار خلاقة في الحفاظ على الثقافة من خلال حفظها للحكم والامثال واحترافها لعدد من المهن وصنعها لدمى كوسائل

تعليمية لتربية ابنائها لذلك كله هي عنصر محوري في بناء المنظمومة الاجتماعية والثقافية لانها سجلت عمليا حضورا نضاليا في كافة المجالات حيث ساهمت في مسيرة روجاآفا بشكل فعال فكانت

الشهيدة والمناضلة والمعتقلة والمربية والى جانب الرجل في الحفاظ على الموروث الثقافي لانها حملت على عاتقها جملة العادات والتقاليد والعقائد والقيم الانسانية من تعليم وصحة واقتصاد وكانت

مكرسة الهوية لحفاظها على تاريخها الشفهي وذاكراتها من خلال القصص الشفاهية عما كان يدور من احداث عبر الزمان والتاريخ واتقنت فن التطريز والحياكة ويكفيها فخرا لخياطتها اول علم كردي في اقامة جمهورية مهاباد الكردية