نوسوسيال

بقلم حسن ظاظا : سكوت الشعب المظلوم عن الظالم جريمة لاتغتفر

156

 

 

 

 

يعيش الشعب السوري اليوم حياة مزرية صعبة نتيجة الحروب في كل المناطق المدن السورية شريكها النظام الشمولي الأستبدادي المتعنت بغروره والمتجاهل للمواقف السياسية والعسكرية والوضع الدولي والتغييرات المناخية والسياسية التي تدور في العالم, وهذا السبب المشترك بين أغلب الأسباب التي نعيشها

اليوم في وطننا سوريا ومجتمعاتنا هو اعتياد وتعوُّد الظالمين على ظلمهم وطغيانهم، وتعوُّد بعض المظلومين على الركون للظلم، وتعوُّد الناس على رؤية الظلم أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية من غير أن يحدث ذلك شيئا في أنفسهم وكأن لسان حالهم يقول “هذا أمر عادي وطبيعي، وما شأني أنا ما دمت لست بمظلوم ولا ظالم”، حتى أصبح الظلم شيئا عاديا في مجتمعاتنا، بل أصبح عادة الطواغيت وسنتهم، واداة حكمهم وأصبح غاية بعض الحكام ووسيلتهم.


نتحمل جميعاً مسؤولية تفشي الظلم وسلب الحقوق، فلو اعتبرناه منكرا فأنكرناه بيننا، وغيرناه بقلوبنا وساهمنا في تغييره بألسُننا ثم تعاونا على تغييره بأيادينا لما طغى الظالم، ولو تكلم المظلوم عن مظلوميته ولم يسكت لما تجاوزه ظالمه لضحيةٍ أخرى فظلمه واستمر في ظلمه. ربما الخوف قد سيطر على مجتمعاتنا منذ

عقود وقرون، وربما طغت المصالح الفردية للناس على فطرتهم في الدفاع عن المظلوم والوقوف معه ضد الظالم، وربما أصبحت مصالح الناس تُقضى عند من يعرفون أنه ظالم دون قدرتهم على الإقرار بذلك، وربما أيضا قد يُعتبر الظالم مظلوما والفاسد المُفسد صالحا ومصلحا نتيجة لسياسة تضليل الرأي العام وترويج المغالطات والتعتيم على أصحاب الحق..

كل هذه الحقائق والوقائع والأحداث لا ترفع عنا الحرج ولا تعفينا من مهمتنا ودورنا في فضح الظالم ثم مواجهته بهدف القضاء على الظلم والطغيان والحد من انتشاره..

إن التغييرٌ لن يتأتى إلا بتظافر جهود جميع مكونات المجتمع من صغار وكبار ونساء ورجال وأفراد ومؤسسات وأحزاب وجمعيات وتنظيمات بمختلف توجهاتها ومرجعياتها ، ويبدأ التغيير في حسن إختيار الاشخاص للمناصب ، وإيصال اصحاب المناقبية ورجاحة العقل .

إلى متى نخشى ان نقول للظالم انت ظالم ، وللمهرب انت مهرب ، وللطاغية انت طاغية ، ونشير اليهم بالبنان دون خوف او وجل