نوسوسيال

كتبت سيدار رشيد: مصطفى ميرزا و القوتلي في الذاكرة السورية

2٬365

الأ مير والوزير السوري  سابقا في العهد الوطني مطلع خمسينيات القرن الماضي  مصطفى ميرزا من الوطنيين الشرفاء المخلصين للوطن السوري ومن السوريين الأوائل الذين  قدمو الكثير من الخدمات الإنسانية لأهالي سلمية والوطن السوري عرفته دبلوماسيا من الطراز الأول, الأمير والوزير

المتواضع في لقبه ومنصبه الوزاري بكرم أخلاقه السامية الرفيعة, عرفته من خلال رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني حين كان لاجئا سياسيا بمنتصف سبعينيات القرن الماضي في سوريا والجدير بالذكر أن الأمير ميرزا من أصول كردية عريقة الجذور والحسب والنسب أيضا

كان الأمير مصطفى ميرزا يعرف كيف يتعامل مع زملائه وأصدقائه وأهل سلمية الكرام ولهذا السبب بقيت صورته وسمعته في ذاكرة كل السوريين ثابتة راسخة ولم تهتز رغم كل الرياح التي عصفت به في مصادرة أملاكه الزراعية التي شملتها سلطات حزب البعث بقانون الاصلاح الزراعي رحلالأمير مصطفى ميرزا إلى عالم الآ خرة بقيت صورته وسيرته في ذاكرة الوطن السوري على أنه الرجل الطيب الكريم صاحب الأيادي البيضاء لمن يقصده في داره العامرة بمدينة سلمية السورية …مدينة الثقافة والأدب الأمير المثقف كان يعرف كيف يتعامل مع الأزمات السياسية  والاجتماعية والاقصادية, مصطفى ميرزا من الشخصيات السياسية في سوريا المهتمة بقضايا الوطن وهموم الفقراء من أبناء الشعب السوري رحل الأمير الشعبي المتواضع إلى عالم الآخرة تاركا مخزونا سياسيا وثقافيا عند أبنائه  الذين هم اليوم امتداد له نورس وأمين ورباب وغيرهم من أبناء وأحفاد الأمار من أل المير ميرزا في سلمية حماة السورية

من هو المرحوم الأمير مصطفى ميرزا ؟…..

 

الأمير مصطفى  ميرزا نائب منطقة سلمية السابق..وأول وزير منها في الحكومة السورية والأمير ميرزا سليل عائلة عريقة .. أعادت بناء مدينة سلمية الحديثة..ولعبت دورا” بارزا” في الحياة

السياسية والاجتماعية السورية وعبر عشرات السنين… ولد الأمير مصطفى ميرزا في سلمية عام 1921..درس المرحلة الإ بتد ائية في مدارسها. .ثم انتقل إلى مدينة حمص لإكمال دراسته الإعدادية

والثانوية في المدرسة الأرثوذكسية. .وأكمل دراسته الجامعية في كلية الزراعة بالجامعة الأمريكية ببيروت. ترشح عن مدينة سلمية للمجلس النيابي/البرلمان/عام 1954..ورغم المنافسة الشديدة فقد
حقق النجاح..وفي عام 1956عين وزيرا” للزراعة في حكومة ترأسها سعيد الغزي..ورئيس الجمهورية

شكري القوتلي/وكان أول وزير من مدينة سلمية يعين في وزارة سورية. وتميز بالنزاهة..وخدمة الوطن والمواطنين.. وفي عام 1962 أعيد إ نتخا به كنائب في البرلمان عن منطقة سلمية. .وبفوز كاسح..نظرا” للخدمات التي قدمها للناس..وجعل له قاعدة شعبية..لاتزال في الذاكرة رغم مرور أكثر

من سبعين عام. كانت للأمير الراحل  إهتم امات أدبية متنوعة..وحافظة للشعر العربي القديم والمعاصر. .يتقن الفرنسية والا نكليز ية بطلاقة..وهو الأديب المغرم بالشعر..المولع بالقراءة.. والمرهف الحس..والرفيع النفس..صاحب الذهنية الكبيرة.. وروحه تنبض بالحياة..ونفسه تفيض بالقوة

والنشاط..لقد نذر كيانه لخدمة الناس ومصالحهم. .وتأمين حقوقهم ومصالحهم. .ضمن حقوق المجتمع وسلامته..والقوانين. .داعيا” وعاملا” لنشر العلم والمعر فة في الريف السوري. .وتقديم الخدمات والاحتياجات التي يطلبها المزارع والفلاح..ضمن الا مكا نيات المتاحة..ولايزال العديد من الناس

يتذكرون ما قدمه النائب والوزير *أبو النورس كما يعرفوه..من خدمات شخصية وعامة..وأنه حتى عندما أقيل من مناصبه وحرم من الحقوق المدنية والسياسية ..وصودرت املاكه أراضيه الزراعية.. بعد انقلاب

8 آذار 1963..لم يقصر في خدمة الناس ..وكان يبيع مما تبقى له من أملاك..يسافر للعاصمة..لتقديم المساعدة لمن يقصده..ورغم كل الظروف.. الأمير مصطفى أصابه مرض عضال صارعه طويلا”..ولم ينجح في قهره..فانتقل إلى ذمة الله عام 1983..ودفن في مدافن العائلة بسلمية..التي أحبها وتفانى في خدمتها.