نوسوسيال

بقلم حسن ظاظا : لماذا؟.. الابتزاز أيها العاشق الولهان… والسياسي الكذاب 

631

 

هل أصبح الابتزاز سلوكًا مألوفًا في مُجتمعاتنا وحياتنا اليومية؟، سؤال يفرض نفسه في وقتنا الحاضر نتيجة ما يطفو على السطح من مواقف وسلوكيات تصدر من قِبل البعض على اختلاف مواقعهم ا

لوظيفية وأدوارهم الحياتية، سواء كانوا مسؤولين أو عِمالة تفرضها الحاجة المعيشية، ممن يُمارسون مُختلف أنواع الاستغلال والابتزاز.ما هو «الابتزاز»؟، هو: سلوك بشع قائم على التهديد بغرض

الحصول على المال، أو منافع أخرى قد تكون كشف أسرار، أو معلومات مُعينة، ويُشكّل حلقة ضاغطة طرفاها المُبتز بمُمارسته وتهديده واستغلاله والمُستسلم للابتزاز بخضوعه واستسلامه، ما يُشجّع

المُبتز على الاستمرار في سلوك الابتزاز للوصول لمآربه.يأخذ الابتزاز في عالمنا المُعاصر أنواعًاوأشكالًا شتى تنتشر بسرعة فائقة في حياتنا اليومية على مُختلف الصعد والمجالات ومنها:– العاطفي: الذي

يُحاول فيه طرفٌ السيطرة على سلوك الطرف الآخر الذي يُشاركه في العلاقة الغرامية بين زميل وزميلة  في مؤسسة صحفية أو علاقة الصداقة الوطيدة، مُستغلًا في ذلك الارتباط العاطفي الذي

يجمع بينهما،( زمالة العمل، وكأنهما الزوجان،العاشقان، تحت شعار  الصداقة والصديق عند الديق  يجب مساعدته ) او الزميل العاشق لزميلته يبتز مؤسسته الصحفية تحت شعار( مساعدة زميلته) باكيا

وشاكيا من أجل عشقه الجنوني لزميلته طالبا مساعدتها ماليا إلى أن وصلت به الحال حزينا لعدم وجود ملابس داخلية لها يتظاهر بالبكاء ساعيا للخير والغاية تبرر الوسيلة مسكين هذا العاشق الولهان

بزميلته ( عشقا جنونيا) تاركا زوجته وأم أطفاله طيلة نهاره وليله بعيدا عن داره  يتمثل الابتزاز العاطفي في العلاقات الزوجية والأسرية، في استغلال طرف للطرف الآخر المُشترك معه في العلاقة،

بفرض أنانيته وحبه للتملك والسيطرة على شريكه.-المادي: ويربطه أغلب الناس بالرشوة، لوجود عنصر مُشترك بينهما وهو المُقابل المادي، «كرشوة الموظف العام، أو طلب الموظف العام رشوة

من طالب الخدمة نظير خدمات يُقدّمها له كتسهيل إجراء مُعين أو ترسية مُناقصة وهو ما يُعد ابتزازًا، ويختلف عنه الابتزاز باستخدام أسلوب التهديد والإجبار نظير منفعة أو خدمة يحصل عليها المُبتز من

الشخص الآخر.– الإلكتروني: الذي استغل فيه بعض ضعاف النفوس التطور التكنولوجي الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة الحصول على المعلومات فاخترعوا وسائل شتى في عمليات

الابتزاز، ما جعله يُشكّل رقمًا مُرتفعًا في عالم الجرائم الإلكترونية.السياسي: الذي من خلاله تُمارس الدول الكبرى القوية ابتزاز الدول الأقل منها قوةً ونفوذًا، لتحظى بمُكتسبات ومصالح وأطماع مادية

وعسكرية على مُختلف المستويات الإقليمية والدولية، وتستخدم فيه الدول أساليب الضغط والإجبار والإكراه لتحقيق مصالحها ضد خصومها أو الحلفاء معها، وأمثلة الابتزاز السياسي في عالمنا كثيرة،

وتحصد نتائجه الشعوب في حياتها المعيشية.الاقتصادي: تتنوع أشكال الابتزاز الاقتصادي فيه بين دول تشكّل جماعات ضغط لا تتردّد في أن تستخدم سياسة الإجبار على كيانات دول أخرى في سبيل

تحقيق مصالحها وفرض سياساتها الاقتصادية.ويبقى هناك وجه آخر للابتزاز الاقتصادي يُمارس في الحياة المهنية للأفراد، عندما يُجبَر من خلاله المُوظف على التنازل عن حقوقه في الترقيات والدرجات

أو استحقاقات أخرى كفلتها له القوانين والتشريعات الاقتصادية.الخلاصة: ظاهرة الابتزاز تنتشر كانتشار النار في الهشيم في المُجتمعات الإنسانية على اختلافها، ما يتطلب اتخاذ مواقف حاسمة

رافضة باستخدام كافة السبل والوسائل القانونية والمُجتمعية، حتى لا يُصبح الجميع مُشاركين فيه بصمتهم.ولكن ابتزاز العاشق الولهان أخطر من ابتزاز السياسي الكذاب