نوسوسيال

مارين لوبن: أريد أن أحكم فرنسا وسأفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة

481
 /     باريس: مراسل نوس سوسيال الدولية  /

شاركت مارين لوبن، زعيمة حزب “التجمع الوطني” حزب اليمين المتطرف الفرنسي في برنامج إخباري، كضيفة على قناة “بي إف إم” الإخبارية الفرنسية الخاصة، مساء يوم الخميس 11 مارس 2021. بحضور صحفيين من مؤسسات إعلامية مختلفة، للحديث عن برنامجها الانتخابي لرئاسيات عام 2022.

“لا أخاف من السلطة.. ولا أتراجع أمام العراقيل”، “أعتقد بأنني سأفوز بالرئاسة المقبلة”، “لا أنظر للأجانب بشكل سلبي، لا أحقد عليهم … هم أجانب“، بتصريحات جريئة كهذه وهدوء لا يعهد عن مرشحة اليمين المتطرف. أجابت لوبن على الأسئلة الموجهة إليها من قبل الصحافيين. وكانت الأقرب من الوضوح فيما يتعلق ببرنامجها الانتخابي. ووعدت الفرنسيين بتغيير كبير وسريع في حالة ما انتخبت كرئيسة للبلاد، مؤكدة على أن المشاكل التي يعاني منها المواطن الفرنسي ستستمر في حال هزيمتها.

وعادت لوبن للتذكير بمواقفها ضد الهجرة غير الشرعية، وضرورة طرد كافة المهاجرين غير الشرعيين من فرنسا، متوعدة بغلق الحدود مع الدول الأوروبية المجاورة وتكثيف الرقابة الطرقية، وتغيير طريقة التعامل مع أصحاب السوابق من الأجانب، متوعدة بإرسالهم إلى بلدانهم الأصلية. وتغيير طريقة التعامل مع ملفات الأجانب بفرنسا بدءا بطالبي اللجوء السياسي وحتى وضع الطلبة الأجانب الذين يدرسون في فرنسا. إضافة إلى تطرقها إلى موضوع “التطرف” و”الإسلاموية”.

ووجهت زعيمة اليمين المتطرف انتقادات حادة للكيفية التي أدارت بها الحكومة أزمة وباء كورونا، وخصوصا فيما يتعلق بتوفير اللقاح وإجراءات الحظر الصحي، وتبعاتها الاقتصادية، واعتبرت أن تعويض البطالة الجزئي، الذي قررته الحكومة يجب أن يسدد من خزانة الدولة، لا من صندوق تأمين البطالة.

ولكن حديث مارين لوبن ساده بعض الارتباك أمام أسئلة خبيرة اقتصادية، واضطرت إلى استشارة أوراقها عدة مرات، وأعادت إلى الذاكرة أخطاء كثيرة كانت قد ارتكبتها في الماضي في تصريحاتها الاقتصادية.

مارين لوبن ركزت في هذا اللقاء على أن أزمة ضواحي المدن الكبرى بشأن تراجع الأمن، والنقص في المساعدات والمراكز الصحية والاجتماعية، إنما هي نتيجة لانتشار الجريمة والهجرة غير الشرعية. في المقابل، تفاعل الكثيرون، من ساسة ومواطنين، على مواقع التواصل الاجتماعي، مباشرة أثناء البرنامج، إذ أيدها البعض، ورأى آخرون أنها لن تتمكن من الفوز بسبب افكارها العنصرية وتركيزها الدائم على الإسلام والمهاجرين، معتبرين أن صعود اليمين المتطرف ناجم عن استغلاله لأزمة “الإرهاب” للترويج لبرنامجهم السياسي وللوصول إلى السلطة.

يبقى أن من توصف بزعيمة اليمين المتطرف، بذلت جهدا كبيرا للابتعاد عن هذه الصفة، وأبدت ثورتها عندما وصفها البعض بـ”الحاقدة على الأجانب”، والأهم من ذلك، أنها أعلنت عن عدة مواقف غير معهودة من قبل اليمين المتطرف، بدء من رفض دعوات البعض لعدم تسديد دين الدولة المرتبط بوباء كورونا، ومرورا بلهجة أقل شدة تجاه الاتحاد الأوروبي، حتى القول بأن له بعض المزايا، وانتهاء بالتأكيد على انها ستشكل حكومة وحدة وطنية يمكن لشخصيات من المجتمع المدني وأخرى تنتمي لأحزاب أخرى أن تشارك فيها.

وتشير الإحصائيات الأخيرة على أن حزب اليمين المتطرف، في تقدم مستمر خلال السنوات الأخيرة. فهل ستنجح لوبن في دخول الإيليزيه عام 2022 أم أنه سيبقى حلما لم ولن يتحقق؟