نوسوسيال

لوموند الفرنسية: الفساد وتسلط الطبقة الحاكمة جعلا لبنان وحشا

796

المظاهرات في لبنان ضد الطبقة الفاسدة
        /  باريس  مكتب نوس سوسيال  – فاروق الأطرش  /

ازمة قانون الامن الشامل في فرنسا وبرامج التلقيح ضد كوفيد-19 تصدّرا الصحف الفرنسية، الى جانب مواضيع أخرى لعل أبرزها، الملف الذي خصصته “لوموند” للبنان عشية المؤتمر العالمي لمساعدة بلاد الأرز الذي دعا له الرئيس ماكرون.

بعد مضي أربعة أشهر، على انفجار مرفأ بيروت المدمر على أكثر من صعيد، تنشر “لوموند” ثلاثة تحقيقات أولها تحت عنوان “في لبنان، مصرف مركزي لا يمكن المساس به” وفيه ان المصرف أصبح “دولة داخل الدولة” كما نقلت “لوموند” عن وزيرة العدل اللبنانية “ماري-كلود نجم”.  كاتب المقال “بانجامان بارت” أشار كذلك الى ان “المصرف هو بحسب منتقدي حاكمه، رياض سلامه، الصندوق الأسود لنظام سياسي مفتري تسبب بمصيبة لبنان”.

ممارسات غير تقليدية

ويشرح مقال “لوموند” كيف ان “المصرف لجأ، من أجل تمويل عجز الموازنة وتجميد سعر صرف الليرة اللبنانية، الى ممارسات غير تقليدية” قائمة على “امتصاص الودائع بالدولار في البنوك الخاصة، مقابل سعر فائدة مرتفع جدا، وهو ما اعتبره الرئيس ماكرون عملية احتيال على شاكلة ما سمي بهرم بونزي”.

إثراء مساهمي البنوك وعلى رأسهم السياسيون

وتشير “لوموند” الى ان “هذه الترتيبات، قبل ان تعجّل بانهيار القطاع المصرفي اللبناني برمته، كانت قد أثرت مساهمي البنوك ومن بينهم العديد من السياسيين”. “بنك ميد الذي يعّد سعد الحريري من أبرز مساهميه كان من كبار المستفيدين” تقول أيضا “لوموند” وقد اشارت الى ان “المؤسسات المالية حققت، بفضل هذه الترتيبات، أرباحا بقيمة خمسة مليارات دولار في عام واحد سنة 2016، أي ما يعادل” وفقا لصندوق النقد الدولي، %10 من اجمالي الناتج المحلي للبلاد”.

بري والحريري عرقلا التدقيق في حسابات المصرف المركزي

وقد اعتبر كاتب المقال “بانجامان بارت” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف سعد حريري على رأس معرقلي التدقيق في حسابات وممارسات مصرف لبنان المركزي وقد تخوف من طي صفحة المساءلة لقاء تسوية بين مانحي لبنان وحاكم مصرف لبنان.

رهانات على تغاضي المجتمع الدولي عن التحقيقات والإصلاح

وفي “لوموند” مقال عن “التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت التي ما زالت تراوح مكانها، بالتزامن مع انسداد افق تأليف حكومة المهمات”.  تعبر “لوموند” ان “شلل المؤسسات أصبح في صلب الحياة السياسية في لبنان” وان “الطبقة السياسية تراهن على انعكاسات إيجابية مفترضة على لبنان جراء انفراج أميركي إيراني مرتقب وتراهن أيضا على تغاضي الأوروبيين عن فسادها وسوء إدارتها بسبب شبح تدفق سوريي لبنان من اللاجئين الى أوروبا”.

لبنان وحش غير قابل للحكم

“لوموند” خلصت في افتتاحيتها الى ان “لبنان وحش غير قابل للحكم” كما عنونت مقالها. “لبنان لم يعد دولة والسلطة فيه محتكرة من قبل أحزاب طائفية يتعايش فيها الزعماء التقليديون وامراء الحرب والفاسدين” تقول افتتاحية “لوموند” وقد رأت ان لبنان تحكمه طبقة من الفاشلين في السياسات العامة جعلوا من التصدي لكل ما يعيق مصالحهم فنا بحد ذاته”.

تبادل خدمات بين حزب الله والأقلية الحاكمة

وتعتبر “لوموند” ان “سر استمرارية النظام اللبناني كونه برأسين بوجود حزب الله كسلطة موازية لحكم الأقلية المالية”. “لوموند” لا تعتقد ان “حزب الله متورط بشكل مباشر بالانهيار المالي” لكنها ترى انه “يغض النظر عن فساد شركاءه في الحكم مقابل تغاضيهم عن سلاحه غير الشرعي. تبادل خدمات جعل لبنان وحشاً غير قابل للحكم” تقول “لوموند” في افتتاحيتها.

نحو لا مبالاة بمصير لبنان؟

“المجتمع الدولي تعايش مع هذا النظام الكارثي طيلة ثلاثة عقود لا بل انه موّله” تضيف “لوموند” “لكن ذلك لم يعد ممكنا كما ظهر في تصريحات الرئيس ماكرون المنددة بطبقة حاكمة مستمرة في نهجها وكأن شيئا لم يكن” تقول “لوموند” وقد خلصت الى ان “الغضب الذي يثيره وضع لبنان سيتحول الى احباط لا بل الى لامبالاة هي العقاب الأشد لبلد سبق له ان سحر العالم”.