نوسوسيال

سويسرا بقلم : دلشا أدم/ الآمال بين السندان ومطرقة الواقع

680

 

عندما كنا نتحدث عن الشقاء لم نكن نعلم بأننا نستطيع كتابة يوميات مسلسل تراجيدي أبطاله : الخيانة ،لكمات المجانين ، جنون القادة ، سيول الدماء وحلم الحرية !!
الحرية التي كانت دائما أقرب لنا من باقي الشعوب وفي الحين ذاته حلم مستحيل .
في هذا القرن الذي تمرس في تعذيبنا بلا مبالاة ، بشراسة ووحشية وعلى يد أعتى الطغاة فكان الخوض في هدر آمال ودم هذه الشعوب المستعبدة والتواقة للحرية ، في حين اعتلى اللصوص المناصب وتفاخر المرتزقة من إيرادات القتل والدمار في زمن كان شبابه يتربص بالمستقبل ويحزم آماله للخوض في الأبتداء .
حقيقة لقد افلست شعوبنا و بلداننا انطلاقا من روح التنافس إلى الحقد المغروس في النفوس بينما تجمهر أعدائنا وتكاثروا ليمتدوا في جسدنا كالسرطان ..
ربما هو عجزنا بالدفاع عن جيل وحقوق مهدورة ضد القنابل والمؤامرات هو ذاك العجز الذي هو على وشك أن يغتال أحلامنا أن لم نتمعن ونتعظ من تجارب الغرب ونقتدي بها والتي تفيض بالمعرفة والأنسانية متناسين السياسة والقادة فيما الشرق مازال قابعاً بالعتمة ويفيض بالجهل والعفونة وتبعية الدمى المدجنة .
فلن نتفهم واقعية المعادلة وحلولها إلا من خلال ما يضمره الطغاة من جبروت وانت لا حول لك ولا قوة ولكن ان تتحدى كأمة تحت راية وفكر واحد فتلك هي القوة والانتصار .
لم تكن ابدا سيول الدماء السبيل ولكن وحدة الفكر والنهج وأن يكون المثقف سلاحا جبارا لا عاهة وجودية مريضة .
أليس من المؤسف أن نغادر هذا العالم الذي وضع نفسه بكل هذا الحماس في خدمة خيباتنا وعذاباتنا دونما أن نكرم وجهه برد الجميل ولهذا الكرم الوحشي وهذه الرحمة التي لا رحمة فيها ؟!
لا أعلم إن كانت صلواتنا عراك مع الخالق أم عبادة !!
لنصبح فريسة عدو لا تشبع شهيته للدماء والقتل .
لتصبح الغربة والهجرة مرض فتاك ينال من آمالنا و أبنائنا ..
هل أصبحت حقيقتنا كصراع
دونكيشوت مع طواحين الهواء أم انه الالتباس ما بين الحقيقة والخيال ؟!
ويبقى السؤال؟!!

دلشا آدم