عميلة إيصال الخبر والمعلومة أو الحدث إلى الجماهير بأية وسيلة كانت يعتبر إعلاما سواء عبر الإذاعة أو التلفاز أو الصحف و المجلات المطبوعة أو وسائل التواصل الاجتماعي .
أي أنه يمكننا القول بأن الإعلام عبارة عن مجموعة من قنوات الاتّصال المُستخدَمة في نشر الأخبار أو الأحداث أو الإحصائيات .
يُعَدُّ الإعلام وسيلة التواصُل الأساسيّة مع الجماهير، حيث يعتمد عامّة الناس على الإعلام بوسائله المختلفة من أجل الوصول إلى المُستجِدّات من الأحداث السياسية، والاقتصادية ، والاجتماعية، والفنية ,
والعسكرية …. وغيرها , علماً بأن وسائل الإعلام تتعدَّد، لتضمن تنويع أساليب وصولها إلى الناس , بهدف تغطية أكبر عدد مُمكن من الجمهور، بكافّة اهتماماته، واحتياجاته.
إنّ استخدام الوسائل الإعلاميّة يتيحُ المجال؛ لإيصال المحتوى الإعلاميّ إلى عدد كبير من الناس، وبأماكن، وأوقات، ولغات مختلفة؛ حيث تُسمَّى ب(وسائل الاتِّصال الجماهيريّ) تِبعاً لذلك، واليوم
تتنافس وسائل الاعلام التقليديّة؛ لحَجز بصمة لها ضمن نطاق الإنترنت؛ وذلك لتحقيق هذا الانتشار الجماهيريّ الواسع، ممّا يبرز الأثر البالغ لصياغة الرسائل الإعلاميّة، والاهتمام بشؤون الناس، وتسليط
الضوء على إنجازاتهم، وحياتهم اليوميّة في نسبة ولاء المشاهد، والقارئ، والمُستمِع، حيث إنّ الوسائل الإعلاميّة لا تقتصر مضامينها على الأخبار، بل إنّ هناك جانباً ترفيهيّاً رئيسيّاً، وتثقيفيّاً، وتربويّاً،
وتعليميّاً لا يقلُّ أهمّية عن نشرات الأخبار في التلفاز، والإعلانات في الصُّحُف، والأخبار العاجلة في المِذياع، كما أنّ فَهم الاتِّصال الجماهيريّ، واختبار مدى تأثيره في الجمهور ما هو إلّا جزء لا يتجزّأ من
فَهم ثقافة الناس، وفِكرهم، ومشاعرهم بالتالي حمايتهم أيضا, وهذا ممّا يدلُّ على أهمّية الإعلام، ومركزيّة دوره.
إن الأساس الماديّ للإعلام؛ إذا اعتمد على التكنولوجيّا يمكن أن يُزيد من مدى تأثيرها على تنميّة وتطوير المجتمع والأفراد على حدٍ سواء , سلبا كان أم ايجابا. يقول بهذا الصدد المفكر والفيلسوف
الكندي مارشال ماكلوهان ( 1911 – 1980 ) والذي أحدثت نظرياته في وسائل التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا من حيث مدى تأثيرها ومن ثم سيطرتها على حياة الشعوب والمجتمعات حينما يقول :
” إنّ تكنولوجيا الإعلام تُساهم في تشجيع الوسائط الفكريّة التي تُؤدّي إلى تأثيرات اجتماعيّة واضحة، ومن الأمثلة على ذلك ظهور الكتب الالكترونية التي من المُمكن قراءتها بسهولة” .
كما أنه هناك تفاعل كبير و تأثير متبادل بين وسائل الإعلام والإنتاج الثقافي للشعوب والمجتمعات حيث نرى ارتباطا ايديولوجيا يحدث بين وسائل الاعلام و صناعة الانتاج الثقافي التي تُؤثّر بدورها على العلاقات الاجتماعيّة عن طريق الاستفادة من الإعلام الجماهيريّ.
تعتبر الدول ذات التوجه الديموقراطي أنّ وظيفة الإعلام تتمحور حول إعلام الجمهور بما يدور حولهم من أجل تكوين مجموعة من الآراء العامة، إضافةً إلى ضرورة تضمنه الأنشطة النقديّة والرقابة العامة، وهذه الوظائف تختلف من حيث حياديتها وكذلك مصداقيّتها؛ لأنّه في النهاية يجب أن تنفع الناس والجمهور .
من مهام وواجبات الأعلام أن يعمل على توفير العلوم المعرفية المناسبة للأفراد لتزداد مساهمتهم وتعزيز دورهم وفعاليتهم في المشاركة بالأحداث المؤثرة في الحياة العامة للمجتمع كالانتخابات و
المسيرات و المظاهرات و الاضرابات والاعتصامات وغيرها الى جانب خلق حوار فعال ومثمر من خلال عمليّة تبادل الأفكار حول مجموعة من الحقائق، من أجل مُناقشتها وتوضيح وجهات النّظر المُختلفة، ومُحاولة الوصول إلى اتّفاق حول القضايا المطروحة.كما ان الأعلام له دور مهم في التطور الثقافي
ولعلمي من خلال نشر المعلومات و الابتكارات العلمية و النتاجات الفكرية و الثقافية بالإضافة الى حماية المجتمع من الأفكار الهدامة و التي تؤدي الى تدمير القيم الاخلاقية و المبادئ الإنسانية التي تبنى عليها المجتمعات .
يعتمد انتشار الإعلام في المُجتمعات على مجموعة وسائل إعلاميّة رئيسيّة، من أهمّها :
– الصحف اليوميّةمن الوسائل الإعلاميّة المهمة التي تُساهم في توفير العديد من المُميّزات للإعلام؛ إذ يُتابع معظم الأفراد الإعلانات المنشورة في الصحف اليوميّة أو الصّحف المُتخصّصة في الإعلانات؛ من أجل البحثعن معلومات تتعلّق بشيء ما، كما تتميّز الصحف بقدرتها على الربط بين الإعلام
والأحداث السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية من خلال التحليلات و التقارير و استطلاعات الرأي , بالإضافة الى الخدمات العامة التي هي على تماس مباشر مع حياة المجتمع بشكل يومي كمسائل المياه و الكهرباء و التدفئة و المواد الاستهلاكية وغيرها .
-التلفاز
وسيلة إعلاميّة تعتمد على عرض الصوت والصورة وتنقل الأحداث مُباشرةً للأفراد، وتظهر أهميّة التلفاز بسبب قدرته على الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس في كافّة أنحاء العالم، ويُستخدَم التلفاز
لنقل الأخبار وتكوين رأي عام متابع لقضية ما , الى جانب بث الإعلانات التجاريّة والمسلسلات التاريخية و العاطفية و أفلام الكرتون للأطفال وغيرها من المواد الإعلاميّة الأخرى .
-الإذاعة
من وسائل الإعلام الصوتيّة الذي يتميّز بسهولة وصوله إلى المُستمعين في أيّ مكان، وخصوصاً أثناء قيامهم بأعمال أخرى أثناء سماعهم للرّاديو، كما يتميّز الراديو بقدرته على استقطاب المُستمعين من خلال البرامج الإذاعيّة التي تشمل على معلومات مُتنوّعة بالإضافة الى الأغاني و الطرب و الموسيقى التي تعتبر غذاء الروح بالنسبة للإنسان.
– المجلات
وسيلة إعلاميّة تُشبه الصحف في استخدام الأدوات الإعلانيّة، لكنّها تتميّز بأنّها تُقَرأ بناءً على اختيار القُرّاء، كما لا تتعرض للتلف أو الضّياع مثل الصّحف؛ إذ من المُمكن الاحتفاظ بها لأطول فترة زمنيّة
مُمكنة، ويقرأها العديد من الأفراد ضمن الأسرة الواحدة. من المُميّزات الأخرى للمجلات أنّها تعمل على تقديم المعلومات والمواد الإعلاميّة بطباعة مُمتازة من خلال استخدام الصّور المُلوّنة
-الإعلام الإلكترونيّ
من وسائل الإعلام الحديثة التي تعتمد على الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات الإلكترونيّة التي تشمل شبكة الإنترنت وأيّة وسيلة أخرى من الوسائل المُعتمدة على المعلومات الرقميّة، ويُعتبر الإعلام الإلكترونيّ مُختلفاً عن الإعلام المطبوع.
نقل صورة واقعية عن ما يحدث في حقيقة الأمر ونقل الأخبار بصورة دقيقة ونقل التحليلات الموضوعية للأخبار ووجهات النظر وإعطاء الصورة الواقعية للشخصيات والتصورات الموضوعية عن
المستقبل ومحاولة تغيير الواقع نحو الصورة الأحسن وتوظيف العلام لخدمة المجتمع إنما تعتبر من صلب العمل الإعلامي لكنها للأسف غير موجودة في الواقع الإعلامي خاصة إذا تعلق الخبر بالجهة
الداعمة للوسيلة الاعلامية حيث يتم غض النظر عن الموضوع أو إظهاره بشكل مغاير تماما للواقع الحقيقي له بما يتلاءم و يتناسب مع مصلحة الجهة المتبني للوسيلة الاعلامية و عند الاعتراض من
جانب بعض الإعلاميين الجريئين يتم القول : لا يتناسب مع سياسة الأعلام لدينا . لذا لا بد من أن يكون الإعلام حراً بالفعل وليس بالقول فقط , يجب أن تتضمن الوسيلة الإعلامية أخبار و آراء الطرف الآخر الغير متفق مع الطرف الداعم و المتبني للوسيلة الإعلامية. عندها فقط نستطع أن نقول بأنه لدينا إعلام حر .
