نوسوسيال

المانيا:د. توفيق حمدوش الحركة التحررية الكوردستانية من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي

547

ن نضال الشعب الكوردي من أجل الحرية والكرامة الإنسانية طويلة منذ العهود الماضية إلى مرحلة الحرب العالمية الأولى من حركات عصيان شعبية وتمردات عشائرية من الماضي البعيد والى تاريخنا الحديث مرت خلالها بمراحل متقلبة وفي شروط صعبة جدآ حيث كانت تقوم لفترات قصيرة سرعان مايتم القضاء عليها من قبل القوى المركزية في العواصم التي تتقاسم الجغرافية الكوردستانية مابينها وبمساعدات من الدول الكبرى مثل الأتحاد السوفيتي القديم في عهد لينين وبعده حتى يومنا هذا وأيضا التعامل البريطاني والفرنسي مع القضية الكوردية وتقسيمات المنطقة حسب أتفاقية سايكس بيكو بدون إعطاء حق تقرير المصير للشعب الكوردي وبعد أنضمام تركيا إلى الحلف الأطلسي ومعها في نفس الفترة الحلف الثلاثي المقام بين طهران شاه إيران وبغداد وأنقرة دخلت الحركة التحررية الكوردستانية في نفق مظلم وتحولت إلى حركة شعب يتيمة لا صديق لهم في العالم سوى الجبال.
مع أنه في نهاية الحرب العالمية الثانية في فترة التفاوضات بين القوى الكبرى ألأتحاد السوفيتي الماضي والولايات المتحدة الأميركية ظهرت فرصة ذهبية من أجل قيام كيان كوردي في شرق كوردستان أي جمهورية مهاباد الكوردية في ظل الجيش الأحمر السوفيتي في عام 1946 لمدة قصيرة جدآ وقدمت حسب المفاوضات بين الدول الراعية نتيجة المفاوضات ككبش فداء وأعيدت إلى سيطرة الحكومة المركزية في طهران وهكذا دفن أمل الشعب الكوردي من أجل أقامة دولة مستقلة وكيان قومي على جزأ صغير من جغرافيته
ولكن بعد نكبة جمورية مهاباد تحول نشاط الحركة التحررية الكوردستانية إلى كوردستان العراق وبشكل جديد حيث تم إنشاء تنظيم سياسي قومي تحت أسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني عراق على غرار الحزب الديمقراطي الكوردسناتي في مهاباد هنا بدآ التحول في الشكل النضالي للشعب الكوردي من عصيانات عشائرية إلى تنظيمات سياسية تتبنى برنامج قضية حق تقرير المصير وأستقلالية كوردستان ولو بشكل ضيق يخص أقليم كوردستان العراق
وإمكانية نجاح في فترات قصيرة ومنها طويلة مع نكبات متتالية في هذا الجزأ من كوردستان في مراحل مختلفة منذ ثورة أيلول في عام 1961 كانت متعلقة بظروف الحكم في بغداد والتدخلات من قبل دول الجوار والشعب الكوردي كان يتصور بأن أقليم كوردستان سيحقق الأستقلال ويدعم الحركات التحررية الكوردستانية في الإجزاء الأخرى وبناء على خلفية هذا التصور تم قيام تنظيمات حزبية بنفس الأسم موالية وبنفس الوقت متحاربة مع بعضها للحزب الديمقراطي الكوردستاني في كافة أجزاء كوردستان لم يكتب لهم النجاح سوى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البرزاني
لكن هذا التنظيم تعرض لصعوبات جمة أكبر من حجمه وخاصة بعد أنشقاق جلال طالباني ممثل منطقة صوران ومركزها السليمانية تقلصت قوة وهيمنة الديمقراطي الكوردستاني في أقليم كورستان العراق وفي الأجزاء الأخرى
وبعد النكسة الأليمة في عام 1975 وأنهيار الثورة الكوردية بقياة الملا مصطفى البرزاني والخروج من أرض كورستان إلى إيران ومنها إلى الملجئ في الولايات المتحدة أالأميركية ساد فراغ كبير في نظرية ومسار الحركة التحررية الكوردستانية ومرت في مرحلة سوداء قضت على أحلام الشعب الكوردي في كل مكان.
وفي خضم هذه السنوات المظلمة بدأ الكورد أشخاصآ ومجموعات في كل جزأ يدرس ويراجع نظرية قيام ومسار الحركة التحررية الكوردستانية ومن بين هذه المجموعات كان قيام ناشطي حزب العمال الكوردستاني من الطلبة من الجامعات التركية ومن الشباب دراسة الوضع الكوردي ووضع خطط وبرامج من أجل بناء حركة تحررية كوردستانية والساحة السياسية كانت فارغة وملائمة لهذا النشاط. وتم من نتائجها في عام 1978 تأسيس حزب العمال الكوردستاني من أجل تحرير وتوحيد كوردستان ومن أجل تحقيق أهدافه تبنى أولآ ألية الأعتنماد على النضال المسلح والعمل العسكري قبل النشاط السياسي المدني والتوعية الأجتماعية في المجتمع الكوردي وأنعدام المصالح الموالية لدعم القضية الكوردية وخاصة القوى الكبرى المعادية للشعب الكوردي وتركيا بثقلها الجغرافي ودولة من دول الحلف الأطلسي كانت عقبات كبيرة أمام هذا التنظيم من أجل الوصول إلى أهدافه السياسية وفي الحقيقة كانت هناك فرصة كبيرة لنجاح هذا التنظيم في سنوات الثمانين من القرن الماضي إلى 1992 تركيا كانت إقتصاديأ ضعيفة وجيشها أخلى معظم مراكز الأمن الصغيرة وبنى مواقع تضم عدد كبير من الجنود في قواعد محصتة.
يعتبر هذا التنظيم هو الأول في تاريخ الكورد يحلل الماضي ويكتب المستقبل بأطروحات تحليلية للماضي واقعية مثل وضع المجتمع الكوردي العشائري والرجعية وأغاوات وحكام القرى المتعاملون مع الأعداء وكيفية تحرير المجتنع الكوردي
لكنه لم يستطع القضاء على التناقضات الكوردية الكوردية وضم المجموعات الكوردية الأخرى إلى صفه وتبني أسلوب سياسة الحزب الواحد والزعيم الواحد وعدم الأهتمام بالنشاط السياسي الدبلومسي العالمي وتطبيق أسلوب النضال المسلح في العمل في كوردستان مما أدى إلى تصنيفه ضمن مجموعة الأرهاب
رغم ذلك يتعتبر حزب العمال الكوردستاني أول أكبر تنظيم حزبي سياسي كوردي يتبنى نظرية العيش المشترك بين الأثنيات أي نظرية الأمة الديمقراطية وتخلى عن النظرية القومية وحول نشاطه بشكل مكثف إلى العمل السياسي الدبلوماسي ولكن الأبواب مازالت بسبب قوة تركيا وممانعتها مغلقة أمامه وهذا الوضع سيتغير في الفترة القادمة.
بعد قيام الثورة السورية وما أعقبتها من تغيرات على الأرض ومتابعة حزب الأتحاد الديمقراطي رديف حزب العمال في سوريا وتبنيه سياسة الخط الثالث بدعم غير محدود من العمال الكوردستاني أنتج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ونتيجة التضحيات الكبيرة من أجل تحرير المناطق الواسعة من تحت سيطرة تنظيم داعش برهنت القوات الكوردية جدارتها في القتال والأنضباط في الشكل التنظيمي وإدارة المناطق التي تحت سيطرتها كسبت خلالها الدعم العالمي من دول التحالف ورفعت مناقشة القضية الكوردية إلى أعلى منصات السياسة الدولية من خلالها أصبحت القضية الكوردية قضية محورية في الشرق الأوسط وهكذا وصل الكورد إلى باب النشاط والعمل الدبلوماسي على الساحة الدولية ولها تأثير كبيرعلى كافة أجزاء كوردستان والكورد في سوريا بعد تجربة الإدارة الذاتية الإيجابية في إدارة المناطق والعيش المشترك بين الأثنيات والأطياف عليها تقديم برنامج سياسي على مستوى سوريا وتوسييع مهام مجلس سوريا الديمقراطية على الجغرافية السورية وضم شخصيات كوردية جديدة الى الطرف الكوردي بين مجموعة الأثنيات إلى هذا البرنامج حتى يتم تحقيقه وفي هذه الحالة ستحل القضية الكوردية بشكل ديمقراطي دبلوماسي وستدخل دول الجوار إلى مدخل الديمقراطي الحقيقي من أجل خدمة شعوبنا وتأمين الأمان والعيش الكريم لأبناء شعوبنا في المنطقة وسنكون فخورين بين دول العالم
16.05.2020
د. توفيق حمدوش