نوسوسيال

الشمال السوري:بقلم أكرم حسو:التغير التاريخي للهندسة الديمغرافية لروج أفا

755

 

 

للمرة الرابعة روج افا تتعرض للتغير في الهندسة الديمغرافية وبرضى وتجاوب روسي
بعد استيلاء 1969 والتي بموجبها صادرت الحكومة السورية أكثر من مليون هكتار من الجغرافية الكردية تاريخيا والمعتبرة اول المحاولات لتعريب المنطقة الكردية من خلال إنشاء حزام عربي ممتد من سري كانيه “رأس العين ” وصولا إلى ديريك على الحدود الكردية في الطرف العراقي و بطول يصل لمسافة 300 كيلومترا وعرض 15 كيلومترا راح ضحيتها حوالي 350 قرية كردية
اتفاق اضنة والاحتلالات الثلاث .
جاءت العملية التركية الثانية المسمى ” غصن الزيتون ” التي احتلت بموجبها مدينة عفرين الكردية بناء على اتفاق اضنة وبمباركة روسية وسورية (( النظام والمعارضة التركوسورية )) والتي تسببت بهجره اهلنا الكرد وجلب عوائل المرتزقة وعرصات الثورة السورية من مناطق خفض التوتر الغوطة والجنوب السوري وحمص واريافها بل وصل الحد بهم ايضا الى جلب عرصات العوائل الفلسطينية من المخيمات وايضا العوائل التركمانية من كركوك وتوطينهم في عفرين
لتشكل الحلقة الثالثة من عملية التغيير في الهندسة الديمغرافية لروج افا .
لتأتي العملية التركية الثالثة ايضا المسمى ” نبع السلام ” والتي انطلقت بموجب اتفاق اضنة ايضا وهذا ما اكده اردوغان عندما صرح ” مؤكداً أنها ليست عملية استعمارية وانما هي قائمة على اسس قانونية متفق عليها سابقا ”
وذلك في سياق رده على راس النظام السوري الذي وصف العملية بتاريخ 17 اكتوبر 2019 ” بالعدوان الاجرامي ”
هذه العملية التي احتلت بموجبها وبجهود ومؤازرة عناصر عربية سورية تتدعي الثورية حيث سيطرت من خلالها على ما يقارب على مساحة حوالي 4500 كم مربع تمدد بمسافة 110 كم وبعمق 32 كم تقريبا والممتدة من كري سبي ذات الجغرافية الكردية تاريخيا وحتى سري كأنيه .
والتي جاءت بمضمونها وشكلها لتشكل المرحلة الرابعة من التعريب على الجغرافية الكردية و بجهود روسية صرف .
علما بان العملية التركية الاولى المسمى ب ” درع الفرات ” لاحتلال جرابلس المدينة المعربة تاريخيا بعد انشاء وتشكيل الدولة السورية عام 1916 “اتفاق سايكس بيكو” لتكون بذلك ثاني حلقات تمزيق الجغرافية الكردية جسديا والاولى تغيرا في الهندسة الديمغرافية بعد عام 2011 وذلك وفق اتفاق تم تسليم مدينة حلب للنظام السوري .
ما بين اتفاق 22 اكتوبر2019 واتفاق 5 مارس 2020 فيما بين الروس والاتراك “الخبث الروسي واضح ”
بالرغم من الاتفاق الروسي التركي في 22 اكتوبر 2019 الذي نص على قيام الطرفين بحصر اعمالهم في دوريات مشتركة بالمنطقة للتأكد من انحساب قوات سوريا الديمقراطية الى عمق 32 كم ومن ثم أنهاء العملية التركية المسمى نبع السلام وتثبيت الاستقرار بعدها
.الا انه يبدو بان الروس ليسوا مستعدين للتدخل ولا تتوافق مصالحهم في منع هذا التغيير الديمغرافي .
وهذا ما اثبتته التصرفات والاعمال التركية في هذه المنطقة بعد اتفاق 5 مارس الخاص بجغرافية ادلب والذي ضمن تنازلت روسية لتركيا تتمثل بأجراء وتنفيذ هذه التغيرات في الهندسة الديمغرافية بمقابل امور تصب لصالح الروس وتفاهماتهم مع الاتراك وعلى حساب الشعب السوري
بل وحتى على حساب راس النظام السوري ” وهذه مشكلتهم –الروس –النظام – ولسنا طرفا فيها ”
ففي 20 أبريل الماضي 2020 توجهت قافلة من 151 مركبة متنوعة الاستعمالات تضم 14 حافلة نقل ركاب من جرابلس الى تركيا عبر معبر ” قرقاميش ” ثم عبرت إلى تل أبيض من بلدة أقجة قلعة التركية في الطرف الاخر
وهم من سكان “الغوطة الشرقية وحمص وإدلب ودرعا ودير الزور وريف دمشق ”
حيث تم إعادة توطين الوافدين في مدينة تل أبيض و شرق تل أبيض عين العروس علي بيلي حمام التركمان سلوك خرمازة خربة الروز حفيس وشريان
وبعد تسريب مقاطع فيديو للقافلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أجبر مكتب والي ولاية أورفا الحدودية التركية
على اصدار بيان للتوضيح بتاريخ 21 أبريل 2020 يدعي بأن القافلة كانت تقل عائلات نزحت من تل أبيض اثناء الإدارة الكردية للمدينة .
التقارب بين الجغرافية الكردية في العمق والافكار مؤشر جيد ومرحب به بجميع الاتجاهات ولكن عليه ان يكون حذرا من التجاذبات الاقليمية وبعض الاطراف الدولية التي تستخدم جميع ما بيدها لأجل البدء بالمرحلة الخامسة من عملية التغير في الهندسة الديمغرافية الهادفة لسلخ الاسم والوجود الكردي من على أرضه التاريخية
شمال سوريا اصبح واقع وحقيقة
عفرين قادمة – روج افا تاريخ يتجدد