نوسوسيال

واشنطن نوس: ماري فرنسيس/ إستقالات في الجيش الأمريكي ماذا يحدث؟

453

مازال ضحايا فضيحة حاملة الطائرات تيودور روزفلت يتساقطون واحدا تلو الاخر، دون ان تلوح في الافق نهاية لها في ظل التخبط الغريب في القرارات التي يتخذها الرئيس الامريكي دونالد ترامب و وزير دفاعه ماك اسبر، ذات الطابع المتسرع واللامسؤول.

  واشنطن مراسلة نوس سوسيال: ماري فرنسيس

لم تمر ايام قليلة على إقالة قائد حاملة الطائرات تيودور روزفلت الجنرال بريت كروزير على خلفية تفشي وباء كورونا بين طاقم الحاملة البالغ عددهم 5000 بحار من قبل توماس مودلي القائم بأعمال وزير البحرية الأمريكي، الذي انتقد ما جاء في رسالة الاستغاثة التي رفعها كروزير لاجلاء البحارة، حتى قدم مودلي نفسه اليوم استقالته الى وزير الدفاع ماك اسبر الذي قبلها على الفور وعين مكانه وكيل الوزارة جيم ماكفيرسون بعد ان صادق ترامب على التعيين.

اللافت ان المقال والمقيل المستقيل والامر بالاقالة والاستقالة، جميعهم تعرضوا لانتقادات لاذعة من الكونغرس والاعلام والصحافة الامريكية على خلفية ادارتهم لفضيحة حاملة الطائرات تيودور روزفلت.

مودلي أقال الخميس الكابتن كروزير بعدما طلب الاخير في رسالة استغاثة وجهها إلى رؤسائه، وسربت إلى الإعلام، السماح له بالرسو لإخلاء الحاملة من البحارة المصابين بفيروس كورونا بعدما تفشى الوباء على متنها.

العقوبة التي تعرض لها كروزير ، الذي اصيب هو شخصيا بكورونا، لقيت استنكارا واسعا واعتُبرت عقوبة قاسية وغير منصفة بحق ضابط أراد حماية طاقم سفينته بمناشدته رؤساءه أن يسمحوا له بإخلاء السفينة بعد رسوها في غوام.

اللافت ان مودلي لم يكتف بإقالة كروزير، وذهب الى ابعد من ذلك عندما سافر الى جزيرة غوام في المحيط الهادىء حيث توجد حاملة الطائرات روزفلت للدفاع عن قراره بإقالة كروزير، والقى مودلي خطابا من على متن الحاملة، انتقد فيه بشدة كروزير واصفا إياه بأنه إما غبي أو ساذج.

هجوم مودلي على كروزير واجه هجوما مضادا من قبل اعضاء الكونغرس الذين دعا العديد من اعضائه مودلي الى تقديم استقالته، مشيرين الى انهم فقدوا الثقه في ادائه.

مسؤولون امريكيون، طلبوا عدم نشر اسمائهم نقلوا لوكالة رويترز ان مودلي تعرض للضغوط من اجل تقديم استقالته، وهو ما حدث بالفعل حيث اعلن وزير الدفاع اسبر ان قائد سلاح البحرية توماس مودلي قدم استقالته من منصبه، وقد قبلت، مؤكدا ان مودلي “استقال من تلقاء نفسه”!!.

الشيء الثابت في كل هذه الفوضى التي تعصف بالمشهد الامريكي هو “التخبط” الذي اصبح العنوان الابرز والاكبر لهذا المشهد في ظل ادارة ترامب، والذي زاد وباء كورونا هذا التخبط تخبطا، فكل الذي حصل على خلفية فضيحة حاملة الطائرات روزفلت كان للتغطية على المسؤول الاول والاخير على هذه الفضيحة وهو ترامب، الذي قد يضحي حتى بوزير دفاعه اسبر لحماية نفسه بعد ان باتت جميع الاصابع تشير اليه لكونه السبب الرئيسي في كل الفوضى التي تلف القرار الامريكي.