صدرت مؤخراً رواية جديدة لنشأت المصري الكاتب المصري الموسوعي صاحب المائة كتاب الذي أصدر العديد من الإنجازات في مجالات التوجه الفكري والاجتماعي والسياسي والإنساني. كتب الشعر منذ وقت مبكر ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة والتلفزيون، وكتب البرامج الأدبية والتمثيليات والسيناريو والمسلسلات الإذاعية، ونُشرت أعماله الأدبية للكبار والصغار في معظم الصحف والمجلات المصرية والعربية، وأنجز الكثير من الروايات التاريخية والرومنسية والاجتماعية والإنسانية. ومن إبداعاته الجديدة رواية / بونابرته / عنوان يشدنا للوهلة الأولى ويدفعنا إلي معرفة مكنون تلك الرواية، خاصة أن بونابرته كان موضوعا خصبا للمؤرخين والروائيين أيضا.
/ بونابرته / هو الإسم الثاني لنابليون الذي ولد في جزيرة كوسيكا لأبوين من طبقة أرستقراطية تعود بجذورها إلى إحدى عائلات إيطاليا القديمة، نابليون بونابرته أو نابليون الأول، هو قائد عسكري وسياسي فرنسي إيطالي الأصل، بزغ نجمه خلال أحداث الثورة الفرنسية وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضد أعداء فرنسا، وخلال حروبه الثورية استطاع توحيد أرجاء واسعة في أوروبا بالقوة .
لم يكن نابليون بونابرت إمبراطوراً وقائداً بارعاً وحسب، بل كان أيضاً رجلاً على قسط كبير من الثقافة، وعلى ثقة بأنه قادر على أن يملك العالم بأكمله. هذا هو مااستهل به نشأت المصري روايتة على لسان بونابرت بقوله : /
المجد للرب ولنا، والوهم لهم / من هنا ينطلق القارئ بفكره إلى عمق الحدث الكبير، فيرى أن الكاتب يستعيد حدثاً تاريخياً لا يُنسى لدى كل مواطن مصري وعربي وهو حملة نابليون على مصر. ومن هذا المنظور يمكن الدخول
إلى العالم الذي تعرضُه رواية بونابرته التي تتقصى السمات النفسية والاجتماعية لتلك المرحلة المفصلية من مراحل التاريخ، ليتركنا الكاتب أمام باب واسع يُطل على الحياة في تلك الفترة، بين حقائق التاريخ وإضافات السرد
التخيلي. لقد قدم لنا الكاتب شخصية بونابرته المعقدة واستمتاعه بالتلاعب بمصير الشعوب ومحاولات استيلائه على الشرق الأوسط بتخطيطاته الذكية والمدروسة. وقد أوضح الكاتب ذلك بقول بونابرته: (نحن ذاهبون إلى
الشرق الأوسط عامةً وإلى مصر خاصة، إنه الشرق الحقير سأفعل به ما أشاء)، ويبرع الكاتب في كشف خفايا بونابرته وشخصيته المتسلطة، ونظرته الدونية للعرب، وقراءاته الجيدة عنهم وهذا ماقاله بونابرته للضابط المساعد: (اسمعني جيداً، لنتذكر معاً ماقرأناه في التاريخ وفي تقارير جواسيسنا، وما سطره مائة عالم فرنسي في وصف مصر، أن مصر ثلاث فئات …
الأولى: المماليك ومعظمهم ليسوا من المصريين وهم يملكون القوة والسلاح ، أمامنا أمران، أن نستقطب الخائن منهم فينضم إلينا، ثم نقتل الآخرين .
ثانياً: الشعب، وهم عبيد يمجدون أسيادهم. ثالثاً : المشايخ والفاهمون وهم قِلة ثورية يجب أن نتخلص منهم أولاً بأول، أو نستخدم المنافقين منهم لتحذير الشعب)
وانطلاقاً من هذا الموجز سلط الكاتب الضوء على حقائق استراتيجية ارتكز عليها بونابرته لتكون زاداً لفكرته ونقطة تحَوُّل تقوده للنجاح في الاستيلاء على مصر وممتلكاتها، ولديه ثقة عارمة في أنه سيصل إلى أهدافه ومخططاته،
كما ورد في الرواية بقوله: ( بداية أقول لكم اطمئنوا، فالعدو المصري فريسة سهلة، لقد قرأت أنهم منذ مئات السنين يفيقون بعد فوات الأوان، سنستغل صبرهم الأحمق، ونكتم أنفاسهم، ونسوقهم أمامنا كالحمير حتى يكفوا
عن أناشيد الوهم، ولأنهم ضعفاء وفقراء على رغم ثراء مواردهم الشديد سيتراجعون أمامكم ، وهذه فرصتنا، لن نمنحهم فرصة التجمع. قريباً جداً تصبح أراضيهم وخيراتهم ملكاً لنا وشبابهم عبيدنا) .
لقد ارتدى نابليون ثوب النفاق والرياء وأخفى خبثه خلف أكاذيبه بحجة التقرب للشعب من خلال اعتناقه المزيف للإسلام. وقد كتب نابليون عن الإسلام في مذكراته قائلاً : الذي يبهر في الإسلام أن استطاع في عشر سنين أن يسيطر على نصف الكون، لقد دمر الآلهة المزورة ودعا إلى الإيمان بإله واحد. نبي الإسلام (الرسول) كان رجلاً عظيماً وجندياً مقداماً وقائداً كبيراً وخطيباً مفهوماً ورجل دولة .
ركز الروائي نشأت المصري على كشف خفايا بونابرته الشريرة عندما تقمصّ دور المحب للشعب والمنقذ بارتدائه ثوب الزيف واعتناقه الكاذب للإسلام، ولأنه كان موقناً باعتزاز الشعب بالإسلام وتمسكه به، دخل دخلته أمام
الشعب مردداً: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعم أيها الأحباب فمن لايعادينا هو حبيبنا، جئنا إليكم بالمحبة لنخلصكُم من جرائم المماليك، ولننشر العلوم ونعمل بروح الإسلام الذي هو قريب جداً إلى قلوبنا، وأعدكم لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر، وسأقيم لكم أكبر المصانع والمزارع . ولهذا لقبَّ نفسه بالشيخ نابليون .
لقد جسّد الروائي المشاهد من منطلق أن فهمه الخاص لأبعاد الحقائق والوثائق التاريخيّة التي تعري شخصية بونابرته، تلك الشخصية المشهورة في التاريخ، التي تتمتع بالدهاء الشديد. أوضح الكاتب ذلك من خلال المنشور الذي أصدره بونابرته عندما بدأ بالبسملة داعياً به التوحيد لله وحده لاشريك له على أنه أكثر من المماليك عبادة لله وحده .
لقد انتحل بونابرته كل الأدوار ولعب لعبته اللعينة على جميع الأصعدة في سبيل إنجاح توسيع مستعمراته مستنداً على على رخاوة بعض الفئات من الشعب، حيث يستخدمهم كدمى متحركة على الوجهة التي تناسب سير
الحملة. أشار الكاتب إلى ذلك في الرواية، إذ قال بونابرته لمساعده برتييه: ( لاتخف سينجينا جهل المصريين وفقرهم وتخلفهم، سيحفرون قناة السويس لصالحنا وسنصنع تاريخاً طويلاً ) ( لو كانت مصر قوية ربما كان أحد الفراعنة يحكم باريس وربما كنا خدماً في بلاطة ).
هذه هي نوايا أوروبا يكشفها الروائي للقارئ من خلال أفكار نابليون وشخصيته الخبيثة ومطامعه اللامتناهية، ليكون الشرق الأوسط في قبضته مع طمس المعالم المصرية بحجة أنه الحضن الحنون للشعب وأنه جاء لحمايتهم من الخليفة العثماني.
وفعلاً نجح نابليون بخطته وكان يوما تاريخيا أول يوليو عام ١٧٩٨ م ، وكانت توقعات الضابط برتييه باستلام الإسكندرية دون حرب لأنهم متخلفون في سلاحهم ، وأضاف بونابرته : هؤلاء المصريون رعاع سنضعهم بين نارين / الخوف والتمني / .
لقد كانت سطوة نابليون سهلة لأنه استقطب الخائن منهم وضمّه إليه، كما ورد في الرواية ( أنا بحري عثماني أعمل في الميناء بالنقل البحري / ماذا قذفَ بك إلى هنا ؟ / مشهد العمارة والأسطول المهيب / وهل تريد أن تكون صديقاً لنا ؟ / نعم نعم فأنا لاأحب المماليك) .
إنَّ نابليون لم يكن يهمه تأهب الشعب ولم يأبه لمجموعات الدفاع الثورية ،لأنه كان موقناً تماماً أن العرب متفرقون بعيدون كل البعد عن الاعتصام والتمسك بيد واحدة مقاومة، هذا ما ذكره الكاتب على لسان بونابرته ( هاأناذا أعمل بحرية لنهب خيرات مصر وغيرها لصالح فرنسا لتكون سيدة الأرض، المهم أن أجيد اللعب بتأثير القرآن على الرعية المصريين فهو الخطر الأول علينا إذا عملوا بما فيه) ( لو أنهم احتشدوا في وقت واحد أمامنا لقتَلَنا الفزع قبل أن نضغط على الزناد، لكنهم يدمنون التفرق) (مسكين هذا الشعب الذي يسلم أمره لحاكم غير مصري أو خائن يحكمهم بالنار) .
إنَّ صلب الرواية يبين للقارئ نص يحفر في طيات الماضي من خلال الوثائق والمصادر التاريخية لتقديم صورة دقيقة من خيبات العرب وضعفهم وخيانتهم، ناهيك عن فقر أسلحتهم وخذلانهم واستسلامهم، ولكن في الوقت ذاته لم ينف الكاتب في روايته حضور نخبة من الشعب التي ناضلت واستبسلت لنيل حرية مصر، ودحر عدوها ، كأمثال مصطفى وابنته والكثير من الأبطال وعلى رأسهم البطل محمد كريم .
لقد ظلَّ محمد كريم حافظاً لعهده في الدفاع والنضال لوطنه ودعمه للمقاومة وإثارة الأهالي ضد الحملة الفرنسية، إلى أن قبض عليه، واستقبله نابليون بنفسه تقديراً لاستبساله وشجاعته، وردَّ إليه سلاحه وقال له في مجلس أعيان المدينة :/ لقد أخذتك والسلاح في يديك وكان لي أن أعاملك معاملة الأسير، لكنك استبسلت في الدفاع وبشجاعة متلازمة مع الشرف، لذلك أعيد إليك سلاحك/.
من جهة أخرى، لم يستطع بونابرته جذب محمد كريم ولا إغراءه بقوله: ( من المستحيل أن نرشوه رغم أنه كان قبانياً فقيراً ، لهذا يجب ألا يغيب عن عيون جواسيسنا). لقد أعدموا البطل محمد كريم برصاصهم الغادر وهو يقول: وفقك الله يامصطفى وأكثر من أمثالك. وامتدّت أجنحة بونابرته القاتلة إلى صدور المصريين جميعهم، واغتال أحلامهم وسرق حياتهم وأضحت قهقهات نابليون الهستيرية تدوي في مسامع كل زمان ومكان.
يوضح لنا الكاتب نشأت المصري استهزاء نابليون بالمصريين آنذاك وكشف هشاشة الشعب وضعف إمكانياتهم من خلال تمتمات بونابرته عن المصريين والاستهتار بهم بقوله :
( مسكين هذا الشعب الذي يسلم أمره لحاكم غير مصري أو خائن يحكمهم بالنار … دولة لا تطور سلاحها لاتستحق الحياة ) ( الناس هنا ليسوا كتلة واحدة ، من حسن حظنا أن المصريين حتى في حال الثورة على حكامهم ، يثورون ثورة بالقطاعي، فتفشل ثورتهم ) .
هنا نسمع نداء الكاتب وصيحته الصامته، يصل صدى صوته للقارئ من خلال سطوره ورؤيته التي يوقظ بها الغافلين العرب، فهنا الكاتب لا ينقل لنا فقط خبث بونابرته وسخرياته بالشعب واحتلاله لمصر، إنما يخاطب الكاتب الحاضر وينبه بما وقع من الجور والظلم وبطش العدو وتنكيله بالأفراد، وفرض هيمنته وسلطته على الشعب وهو باسط ذراعيه، والغنائم المصرية تنهال إليه دون كبد ولا مشقة. هذا ما أوضحه الكاتب بقول بونابرته :
( ما أعبط هذا الشعب، ولو أنّ هجوماً كاسحاً حاصر القصر الآن لعدنا إلى باريس على أجنحة الرعب العظيم)/ شكراً أيها الشعب المضياف/. لقد مارس بونابرته كل أساليب الإرهاب والاعتقالات وجز الرؤوس، وجعل من النيل
شاهداً على حزن الشعب واستولى على بيوتهم وقصورهم ممتطياً أساليب الترغيب وإقناع الشعب أنه المنقذ لهم . إنه العدو الظالم الذي أبحر في دواخلهم وسلب خيراتهم وارتوى من نهر النيل وهو قابع خلف ثيابه التنكرية
وأفكاره الاستعمارية. لقد كشف لنا الكاتب نوايا نابليون المسرطنة وزحفه للاستيطان، قال له الضابط برتييه حزيناً: ( لقد قتلوا واحداً من عساكرنا، قال نابليون ونحن قتلنا تاريخهم كله ، ويحدث نفسه قائلاً: ما أغباكم يا مصريين لو أنكم تحركتم معاً لقتلتموني خنقا على الأقل ) .
يفضح الكاتب نشأت في روايته حقائق العدو الذي هو ليس سوى شيطان يسعى لتنفيذ أغراضه ومصالحه الشخصية، ولفرض استعمار استيطاني قاس عنصري وتوسعي، يقوم على العنف والإرهاب والقتل والترهيب. تلك
هي قوانينه وممارساته، يسلك سياسة الإبادة الجماعية وفرض العقوبات على الجميع لتمكين احتلال الأراضي وتحطيم السكان ومحو تاريخهم واستغلالهم من أجل إضعافهم واستعبادهم. ولأنه لم تنشأ إمبراطوريات عظيمة لهم إلا في الشرق، جاؤوا لطمس الهوية العربية وإلغاء وجود العرب. لقد اتبعوا شتى الطرق والأساليب الحقيرة. وهذا مافعله نابليون الذي ادعي اعتناق الإسلام كذبا وخداعاً بقوله:( سيكون الإسلام مطيتي إليكم، ستسعدون
بنابليون فرعونكم القادم) كما أنَّ كليبر كان سعيداً حين أخبره حافظ أن بعض البسطاء يعتقدون أن قادة الحملة مثل نابليون وكليبر يميلون إلى الإسلام وأن البعض يثق بهم بهدف القضاء على كوارث الجباية التي يمارسها المماليك .
لقد نسج الكاتب روايته بكل إتقان، أنار فيها الكثير من الخفايا وبين في إضاءته أنه بالرغم من بطش الغاشم نابليون وجبروته، إلا أنه كان يخفي قلقه وخوفه من البطولات الشعبية في داخله عندما قال: ( لو أن من أبناء مصر مائة شخص مثل كريم، لرحلنا من مصر خلال يوم واحد) .
ينتاب القارئ مشاعر الغضب عند قراءة الرواية ويمتزج مع مشاعر الكاتب التي رفضت الماضي، وفضحت الواقع المزري والحاضر الملطخ بدم الماضي، تختنق الكلمات غصة لدى القارئ فيرى أن الكاتب يسطر أحداث اليوم
بقلم الماضي، في ثورة غضب تتجدد، ودخان الماضي يلهب الحاضر برائحته النتنة التي مازالت تعشش في صفوف الخائنين العرب، الذين يسبحون في مستنقعات الجهل، فمنذ القِدَم نشَأَت الفتنة التي نثرتها سياسة العدو تحت شعار فَرّق تَسُد لتكون الطوائف طبقاً شهياً مقدماً بأيدهم للعدو. ذكر الكاتب نشأت المصري كيف أن بونابرته
استغَلَّ جهل الشعب وأحلامهم البسيطة المستمدة من الغَير، وهذا ما قاله نابليون عندما انفرد بدينون مساعده وقال: ( جميل أن نشتري الرجال بإبداء الاهتمام والطعام بالرغم من أنهم أثرياء، وتبقى تجربة هي أهم لم نجرّبها ! هي أن نُضعِف الشعب ليستسلم تماماً لنا بالتفرقة أو بالوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، دورنا أن نطمس الهوية ونغير كل شيء لمصحة أُمّنَا فرنسا.
لقد حقق نابليون جميع أهدافه ومارس كل أساليب السلطة الحاكمة الخبيثة، وغرق في عسل مصر حتى أنه اغتصب نساءها، وبات الشعب لقمته الشهية، وعبَّر الكاتب عن حزنه العميق مشيراً إلى ماآلت إليه مصر
تتميز رواية بونابرته ببناء فني يقوم على ابتكار الأحداث الموازية، ويجسّد فيها الكاتب حقبة تاريخية تنطلق من الماضي إلى الحاضر، حيث يتفاعل القارئ معها الكاتب بقوة، لأن الكاتب لا يروي لنا سير الحملة الفرنسية
فحسب، بل يحدثنا الكاتب عن قضايانا المعاصرة والراهنة بلغة الماضى، ويفجر قنبلة تثير سبات العرب ومواقفهم من القضية الفلسطينية التي باتت قضية العالم بأكمله لما تشهده من ظلم وقتل وإبادة وتنكيل بالشعب الفلسطيني.
كأنما أحاط نشأت المصري في هذه الرواية بكل المنجزات السردية التي كُتِبَت حول تلك الحقبة التاريخية العصيبة، بما قدمته من أبعاد وتحليل نفسي للواقع العربي المر، كما ابتكر الكاتب أساليب مدهشة، فى التعبير واللعب بالفلاش باك، والربط الفني بين المعطيات والشخصيات من بداية الرواية إلى ختامها، وإبراز الواقع المهلهل وتداعياته.
انتهت رواية نشأت المصري بسطور مدهشة وبليغة، لكن أمواجها لم تنته في الفكر ولا في الذاكرة ، لأنها تنطوي على إضاءة حول أسباب ما آل إليه حال الأمة العربية من هوان وذل وانحطاط وخذلان وانبطاح وفشل .
لقد أبدع الكاتب في التعبير عن نقمته وغضبه على الصامتين والمتخاذلين للعدو، بينما عدوهم يتربص بهم ويشتت شملهم، لقد طال سباتكم ياعرب، حتى أن القبور تنادي أجسادكم الميتة .
رواية / بونابرته / هي منتج إبداعي يزَّودنا بجرعة فكرية عميقة، رواية مكثفة، تتماهى مع ماهو اجتماعي وسياسي وعاطفيّ، لقد أفلح الروائي نشأت المصري في أن يفسر التاريخ تفسيرا إبداعيا كاشفا لما كان،
ومحاكما للحاضر فى آن، وذلك بالنقش في تضاريس الماضي التي نهرب من تذكرها. وكيف استطاع السرطان الصهيونى أن يستفيد منها. ومن الواضح اهتمام أديبنا فى الكثير من إنتاجه الأدبي بقضايا الإنسان العربي، هو كاتب يحمل هموم شعبه ووطنه، يجسدها بقلم الحق والصدق.