نوسوسيال

بدران جيا كرد: مشروع الأمة الديمقراطية الخيار الأمثل لسوريا

386

 

 

حاوره/ رفيق إبراهيم في جريدة روناهيالمحر

 

المحرر السياسي لجريدة روناهي

 

 

أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية، بدران جيا كرد، على أن مشروع الأمة الديمقراطية، حقق التقاء الشعوب المتعددة، ووحد طاقاتها في مواجهة الإنكار ومصادرة الإرادة المجتمعية، وأشار، إلى أن شعوب المنطقة أدركت حقيقية الأنظمة القمعية، وطورت أنظمة الدفاع والحماية الذاتية، وأوضح، أن تركيا تستثمر الظروف الآنية لاحتلال المزيد من الأراضي في المنطقة وإبادة شعوبها. وحول ذلك والقضايا الأخرى، أجرت صحيفتنا حواراً معه، وإليكم نص الحوار:

من أجل حل الأزمة السورية يتم طرح مشروع الأمة الديمقراطية أو الكونفدرالية الديمقراطية، إلى أية درجة يمكن لهذا المشروع أن يقدم الحل في سوريا، وفي الشرق الأوسط؟

المنطقة تعاني من تصدعات بنيوية ومعضلات متجذرة في موضوع تعميق الخلافات، والتنافر بين شعوب المنطقة، ومرد ذلك لجملة السياسات، التي اتبعتها الأنظمة القمعية والسلطوية على مرّ التاريخ؛ واليوم مساعي هذه الأطراف في خلق النزاع، والصراع تبوء بالفشل، في ظل إدراك الشعوب لحقيقة واقعها، وفي ظل تطور آليات الدفاع والحماية الذاتية، كذلك في شكل الأطروحات التي تقدم بها المفكر عبد الله أوجلان، ومنها مشروع الأمة الديمقراطية، هذا المشروع قد حقق التقاء الشعوب المتعددة وتوحد طاقاتها في مواجهة مساعي الإنكار والقمع ومصادرة الإرادة المجتمعية. وهنا تكمن ماهية هذا المشروع، وحقيقته، وقد تم إثبات هذه الحقيقة في شمال وشرق سوريا، حيث حافظ شعبنا من خلال مشروع الأمة الديمقراطية بخيار وجوده رغم مساعي النفي، والإبادة، سوريا ذاتها اليوم تعاني من أزمة، وأحد جوانبها تعميق الشرخ ومنع تكاتف الشعوب، مشروع الأمة الديمقراطية كفيل بحل الإشكاليات، وشكل التشتت، والتشرذم في الحالة السورية، ونجاح هذا المشروع اليوم يمثل أرضية حل للمعضلات في ظل استفحال الأزمات البنيوية، التي أفرزتها الدول القومية في المنطقة عامةً.

– بعد اجتماع الناتو، ما المتغيرات التي حدثت بين تركيا والناتو، والاتحاد الأوروبي، بعد الاجتماع الأخير للناتو، وهل ستؤثر هذه المتغيرات على شمال وشرق سوريا؟ :

 تركيا تسعى لاستثمار الظروف والتطورات لصالح مشروعها الاحتلالي، وإبادة الشعوب في سوريا والمنطقة، هناك سياسات مبنية في المنطقة على منع تطور إرادة الكرد على وجه الخصوص تقودها تركيا وغيرها، هناك أيضاً شروط تركية على الناتو وهدفها تعميق دور تركيا المذكور في المنطقة وسوريا.دون شك أي شيء يتضمن الموافقة على الشروط التركية سيعزز الفوضى والدمار والإبادة في المنطقة، الناتو يريد التوسع وضم دول جديدة، وتركيا تستثمر ذلك بوصفها دولة عضو بالناتو، بالمقابل هناك مشكلة كبيرة في موضوع الحريات داخل تركيا، لذلك ستواجه تركيا الفيتو الأوروبي في مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك مشاكل كثيرة غيرها، بالمجمل على الناتو أن يدرك كيف تستثمر تركيا وجودها في الناتو لتحقيق أجنداتها، وتأثير ذلك سيكون سلبياً دون شك على المنطقة وسوريا، لأن تركيا لها مشروع احتلالي في المنطقة.

– القوى الدولية لا تبدي أي موقف إزاء هجمات الاحتلال التركي، ما السبب في ذلك؟ وما المطلوب من أجل إفشال هذه الهجمات؟ :

تركيا لديها مساعٍ واضحة في إبادة شعبنا، الصمت المرافق لذلك عامل خطير؛ وتركيا تستثمر الصمت، وتتوسع بهجماتها لمنع القضاء على داعش والتطرف، لابد من أن تكون هناك مواقف رادعة، وإلا فإن تركيا ستعيد المنطقة وسوريا إلى المربع الأول، وهذا لن يكون لمصلحة أي طرف من الأطراف الحريصة على القضاء على داعش والإرهاب.

الأطراف الدولية تسعى لإرضاء تركيا على حساب مصالح شعبنا ومكاسبه التي تحققت، وعلى شعبنا الاستمرار بموقفه المناهض لمثل هذه المساعي، التي تحاول تقويض مشروعنا الديمقراطي، ولا بد من التمسك بالمشروع الديمقراطي، لإفشال المخططات الرامية إلى نسف هذا المشروع الرائد في المنطقة.

 – عمليات التغيير الديمغرافي تتواصل في عفرين منذ خمس سنوات، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح له تجاهل هذا الواقع، ما السبب في ذلك؟

 تطرقنا لهذا الموضوع، فاتضح أنه غير عادل، وغير مقبول، وبعيد عن المنطق والحقيقة، الأسباب قد تكون كثيرة، لكن الوقائع لا تتفق مع حال الواقع الموجود، والمتمثل بالتغيير والإبادة على الأصعدة كافة، نتمنى ألا يتم تناول الواقع بشكل مغاير لما هو عليه، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على جوانب كثيرة، منها شرعنة مساعي تركيا وممارساتها، وهذا توجه غير متوازن، لأن الكثير من الجهات والمنظمات، وحتى مؤسسات أممية أدركت حقيقة ما يجري في عفرين وغيرها من مناطقنا المحتلة، وبمشاهد موثقة وحقائق عينية وأدلة دامغة.

– وجود القوى الخارجية في شمال وشرق سوريا هل أصبح عبئًا على الشعب السوري، وكيف تنظرون إلى الوضع الراهن في المنطقة؟

واقع الحال في سوريا هو صعب، القوى الموجودة لديها استراتيجيات عدة، وفشلت هذه القوى في التعاون على تحقيق الاستقرار في سوريا، وللأسف ذهب البعض منها نحو استثمار الأزمة السورية لرسم مناطق نفوذها، وتقاسم ذلك فيما بينها، ولنتمعن في اجتماعات آستانا، ومراحلها وجولاتها التي شكلت عبئاً كبيراً على السير نحو الحلول في سوريا. تلك الجهات كانت عليها أن تكون داعمة لجهود الحل والحوار والتفاهم السوري – السوري، لا بد من الشعب السوري أن يتفق على خيار الحوار الوطني، وبناء سوريا الديمقراطية العادلة، دون ذلك سنكون أمام مخططات ومشاريع خطيرة، أولها تفتيت وحدة سوريا على المجالات كافة، وثانيها عودة الإرهاب وتحول سوريا من جديد لبؤرة خطيرة، نحن نتمسك بخيار الاتفاق الوطني السوري، ونرى بأن ذلك سيكون سبيلاً للحل والاستقرار في سوريا.