خلال هذه الفترة الخاصة التي بدأت فيها محاربة فيروس كورونا في كامل أرجاء االعالم . يوجد عدد لا يحصى من الذين تميزوا بالشجاعة ولعبوا الأدوار المهمة والخاصة ضد المرض. بعضهم من الطواقم الطبية، وبعضهم من رجال الشرطة، والبعض الآخر من العاملين وبعضهم من المتقاعدين . بعضهم أزواج وزوجات، وبعضهم عشاق، تركوا أسرهم في سبيل المصلحة العامة فأنتجوا أغنية . “أنا أحب الحياة، لكنني أحبك أيضا”. وفي عيد الحب الاستثنائي لهذا العام، كان هذا هو نشيد الأشخاص الذين يقاتلون المرض .
لو كنت أمتلك موهبة الكتابة الروائية لكان عنوان روايتي: “الحب مع الكورونا”.العنوان المقتبس من رواية الحب في زمن الكوليرا للكاتب الكولومبي ولا مجال هنا للتحدث او تلخيص الرواية .Gabreil Garcia
ولكن موضوعي عن الحب في زمن “الكورونا” مختلف تماماً، وليس بقصة حب تدور أحداثها بسلاسة قلم جارسيا.
قصة الحب هذه هي أن هذا الشعب يعيش قصة حب مع هذا الوطن، ويعيشون الحب بينهم الذين يقفون بإجلال لجهود الملك والحكومة في تنمية هذا الحب، وضمان استمراريته، كما أثبتتنا من قبل بكل الظروف الصعبة واليوم نواجه الكورونا بالحب الذي يرجعنا الى ثوابثنا الراسخة التي مرت بالاردن منذ الامارة الى اليوم سواء كانت حروب او أمراض او ارهاب او غيرها .لم تغيرنا ولم تبعدنا عن الطريق بل في كل مرة نتمسك أكثر بحب الوطن لاولاده وحب اولاده له والدفاع عنه .
ومن باب الحب الذي يجمعنا
ليوم بتنا جميعاً عرضة لنصائح متكررة تتلخص بتجنب الأماكن المزدحمة ومحاولة البقاء في المنزل قدر المستطاع وإلغاء رحلات السفر غير الضرورية، إضافة إلى التوقف عن العناق والمصافحة والتقبيل، والانعزال في المنزل بحال الشعور بأعراض المرض، .
عادت الجلسات العائلية المصغرة أو الفردية لتصبح مغرية وجذابة، عشاء صغير ومشاهدة التلفزيون بجو عائلي ، ممارسة بعض ألعاب الفيديو، القراءة، إلخ….، كما لم يعد إلغاء المواعيد في اللحظة الأخيرة يثير الشك أو التذمر لدى الآخرين.
من الصعب مع اشتداد عواصف الوباء التي أجتاحت العالم بأسره متابعة او كتابة عن موضوع أخر غير هذه المحنة الأنسانية الي أثرت على البشر وقلبت شؤون حياتهم الصحية والنفسية والاقتصادية ،واخطرها النفسية لكثير من الناس حيث سيطر القلق والتفكير وتوقعهم للأسوأ على أنفسهم وعلى أحبتهم ما هو قادم ومع تزايد الاخبار والمتابعة عبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بجميع انواعها وما يتداوله الناس من اخبار وقصص بعضها الأيجابي والاخر السلبي التي تسبب مشاكل نفسية وخيمة للبعض.
فالفايروسات تتشكل وتتغير بشكل مستمر ولكننا نحن من لا نتغير، كنت أستمع إلى تأفف بعض الأشخاص المقبلين على الزواج ممن تم إلغاء مراسم زفافهم ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفايروس، فتلك تذرف الدموع وهذا يندب تأخير الحفل. فلماذا لا نعيش جنبات رواية «الحب في زمن الكوليرا» ونتعظ ونستقي الحكمة منها؟ أليس الأساس في الزواج الحب؟ وإن كان الزواج بهدف الزواج فقط فيجب على الشخص مراجعة قراره المصيري. إن لكل أمر جانب مشرق، ولا أقصد أن انتشار وباء أمر إيجابي في حد ذاته، لكن سلامتنا وسلامة من نحب أهم ، فإن كان جميع من حولي بصحة سأكون سعيدا، والباقي سيعوض. كما يستطيع العروسان أن يبحثا عن حلول بديلة كالزواج العائلي الذي يتميز بالدفء، أو إقامة الحفل بعد الزواج بفترة وهذا مايطلق عليه الغربيون (البداية) وهو حفل كبير للعروسين بعد فترة من زواجهما، فلا بأس من الحلول البديلة ما دام الحب أساسا والصحة والعافية تاج على رؤوسنا، في هذا الصدد، أشيد بجهود الدولة الاردنية في نطاق مكافحة العدوى والصحة العامة فما نراه من تحركات استباقية لتطويق الوباء والوقاية منه أمر يثلج الصدر ومدعاة للفخر لانتمائنا لهذا الوطن فعلى كل شخص من باب الواجب الوطني أن يساهم بقدر الإمكان بتعزيز الأهداف المعنية بهذا النطاق إلى حين تجاوزنا هذه الأزمة بنجاح بإذن الله تعالى، وأقل ما نقدمه في هذه الفترة تجنب التجمعات والخروج دون حاجة، بالتأكيد إن كل أمر مقدر ومكتوب ولكن الحرص لا يتنافى مع التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
ومن أفضل ما قرأت حول هذه الظاهرة وهنا أقتبس منها الاعتراف بأن القادم أفضل وأن كل ما يتم تداوله مجرد احتمالات غير مؤكدة ،وعند القلق حاول تهدئة روعك وأخذ نفس عميق باتباع خطوات التنفس العميق ،مارس الرياضة في محيط منزلك ،الاتصال بالاحبة والأصدقاء وليس التجمع معهم وخاصة الذين يتمتعون بروح التفاؤل وأعطائك طاقة ايجابية لرفع معنوياتك التي تعمل على رفع المناعة ،ويجب ان لا ننسى نحن المسلمين والمسيحيين الصلاة والتضرع الى الله لرفع البلاء فهذا بلسم الحب وطمأنينة القلب
وهذه فرصة لكل واحد منا كتابة ما يمر به في تلك الفترة من سلبيات وايجابيات وقصص ونشرها ليتعلم منها الاخرين ، فنحن نحب الحياة –ولكننا نحب أناس نعيش لأجلهم
كل شدة ستزول ،وكل غمة ستنجلي ،فغداً أجمل
أمل الكردي
[email protected]