انتابت حالة من القلق بعض أعضاء تحالف للمعارضة التركية من القوميين إزاء دعوة أطلقها حزب تركي مناصر للأكراد لإجراء محادثات مع التحالف بشأن دعم مرشح التحالف في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مايو المقبل.
فقد قدم مدحت سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي اليساري، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان، الطلب الليلة الماضية بعد أن أعلن تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب أن كمال قليجدار أوغلو سيكون مرشحه في الانتخابات الرئاسية.وقال مسؤولان في التحالف لرويترز إن هناك مخاوف من أن مثل هذه المحادثات مع حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يواجه احتمالات بإغلاقه في قضية تنظرها محكمة بسبب شبهة صلات بمسلحين أكراد، قد تقلل من دعم الناخبين القوميين المعادين لسياسات الحزب المناصرة للأكراد.
ويضم التحالف عددا من الديمقراطيين الاشتراكيين والقوميين والعلمانيين والإسلاميين، وقد تجاوز خلافاته الاثنين ليعلن دعم المرشح قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في الانتخابات المقبلة.ودعا سنجار التحالف لإجراء محادثات قد تمهد الطريق لحزب الشعوب الديمقراطي لدعم قليجدار أوغلو.وقال سنجار لمحطة خبر تورك “هدفنا هو الديمقراطية والعدالة والحرية. نريد التحدث عن المبادئ بصورة أساسية”.وقال مسؤول كبير بأحد أحزاب التحالف لرويترز إن دعوة سنجار جاءت “قبل وقتها بعض الشيء”، مضيفا أن كيفية تقديم حزب الشعوب الديمقراطي الدعم ستكون أكبر مشكلة تواجه المعارضة.وقال “دعم حزب الشعوب الديمقراطي المفتوح سيأتي بردود فعل (سلبية)، لا سيما من الحزب الصالح وقواعده الشعبية”، وذلك في إشارة إلى ثاني أكبر حزب في التحالف.وقال “دعم الحزب الصالح أمر بالغ الأهمية”، لكنه أضاف أنه قد يقوض الدعم من نواح أخرى.وقال مسؤول بارز في حزب آخر بالتحالف إن تأييد حزب الشعوب الديمقراطي العلني يمكن أن يؤثر على دعم الحزب الصالح بنحو خمسة بالمئة وحزب الشعب الجمهوري بنحو اثنين إلى ثلاثة بالمئة.

لم يشر قليجدار أوغلو في خطاب ألقاه الثلاثاء إلى حزب الشعوب الديمقراطي واكتفى بالقول إن الأحزاب الخمسة الأخرى ستساعد في تحقيق الفوز.وقال المسؤول الثاني “لا بد من التوصل لتوازن
دقيق للغاية هنا، وإلا فقد يكون هناك ثمن يتعين دفعه… ربما تكون هناك مقارنة بين الأصوات القادمة من حزب الشعوب الديمقراطي وتلك التي سيخسرها التحالف”.وتنظر المحكمة الدستورية التركية
حاليا في قضية لإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي بسبب شبهة صلات بمسلحين أكراد، وهو ما ينفيه الحزب.ولم يتضح بعد موعد إصدار الحكم، لكن المحكمة رفضت طلب حزب الشعوب الديمقراطي
لتأجيل الحكم إلى ما بعد الانتخابات. وجمدت المحكمة بالفعل الحسابات المصرفية للحزب.وقال المسؤول الثاني، الذي لم يكن مخولا بالتحدث بشكل رسمي، إن بعض الناخبين الأكراد لن يدعموا
تحالف المعارضة بسبب وجود الحزب الصالح فيه.وقال سنجار إن حزب الشعوب الديمقراطي لعب دورا رئيسيا في خلق توازنات سياسية في تركيا، وإنه يجب أن يكون ها في العلن لا خلف المغلقة. وأضاف
أنه لم يُحرز أي تقدم منذ أن أعلن الحزب سياساته في سبتمبر.وسبق أن أشار حزب الشعوب الديمقراطي إلى أنه سيقدم مرشحا في حالة عدم وجود محادثات، لكن سنجار قال إن الحزب يعيد النظر في ذلك بعد زلزال الشهر الماضي.
اقتراح للمعارضة بترشيح نائبي رئيس في انتخابات تركيا
وأعلن مسؤول في حزب الشعب الجمهوري، الإثنين، أكبر حزب معارض في تركي، قبول مقترح الحزب الصالح بشأن نائبي الرئيس.واقترح الحزب الصالح اليميني المعارض، الإثنين، أن يصبح رئيسا بلديتي أنقرة وإسطنبول نائبين للرئيس إذا فازت المعارضة في الانتخابات المقررة في مايو المقبل،
وذلك بعدما انسحب الحزب من تحالف المعارضة الرئيسي قبل أيام.وقال المتحدث باسم الحزب كورساد زورلو، إن الاقتراح جاء بعدما زار كل من رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، زعيمة الحزب ميرال أكشينار.وفي وقت سابق، قال ياواش المنتمي لحزب
الشعب الجمهوري أكبر حزب معارض في تركيا، إنه يتطلع لعودة الحزب الصالح إلى التحالف.وانسحب الحزب الصالح من تكتل من 6 أحزاب، الجمعة، وسط خلاف حول مرشح التحالف للرئاسة.وحثت أكشينار رئيسي البلديتين على الترشح للرئاسة، وهو أمر بدا لاحقا أنهما رفضاه.
بعد تصريحات رئيسته.. توقعات متشائمة لمستقبل حزب الخير التركي
تراجعت كارثة الزلزال في تركيا لتحتل الأولوية الثانية في اهتمامات الرأي العام، ولا صوت الآن يعلو فوق صوت “قنبلة” التصريحات التي ألقتها زعيمة “حزب الخير” ميرال أكشنر، الخاصة برفضها المرشح الموحد للمعارضة في انتخابات الرئاسة، لتمهد الطريق أمام تصدع تحالف المعارضة السداسي، الذي تنتمي إليه.
غير أنه يبدو أن هذه التصريحات قد تنقلب على ميرال أكشنر نفسها، التي تطاردها اتهامات بتعمد حدوث هذا التصدع بناء على اتفاق مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالحصول على مكاسب سياسية كبيرة بعد الانتخابات المقررة 14 مايو؛ مما دفع أعضاء بحزبها للانشقاق والانضمام إلى حزب الشعب الجمهوري، وفق محللين سياسيين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويضم التحالف السداسي 6 أحزاب معارضة، هي:
-
حزب الشعب الجمهوري – أكبر أحزاب المعارضة في تركيا – بقيادة كمال كيلشدار أوغلو، المرشح المطروح لانتخابات الرئاسة.
-
حزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان.
-
الحزب الديمقراطي بقيادة جولتكين أويسال.
-
حزب السعادة بقيادة تميل كرم الله أوغلو.
-
حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو.
-
حزب الخير بقيادة ميرال أكشنر.