قراءة في الصحف الفرنسية
تداعيات الحرب على أوروبا، وخطة إصلاح القضاء في إسرائيل وعنف العصابات في هايتي، هي من بين المواضيع التي تطرقت لها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 27 شباط/فبراير 2023.

ليزيكو: كيف غيّرت الحرب أوروبا؟
سؤال طرحه دومينيك مويزي تزامنا مع مرور عام كامل على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا واندلاع الحرب التي لم تخلُ من تداعيات مختلفة على القارة العجوز، ويرى كاتب المقال أنّ دول الاتحاد أقل انقسامًا مما كانت عليه في بداية تسعينيات القرن الماضي حيال الحرب في البلقان أو في عام 2003 أثناء حرب الخليج الثانية.
ورغم التباينات يعتبر الكاتب أنّ فلاديمير بوتين عبر إفراطه في جنون العظمة يعد في الواقع أفضل عامل تأثير وأفضل إسمنت للوحدة الأوروبية والأطلسية. كما يعتبر كاتب المقال أنّ الفضل يعود لبوتين في بروز جناح شمالي لأوروبا وقريبًا لحلف الناتو في حال ضمّ فنلندا والسويد، وبفضله أيضا تخلّصت بولندا وحتى المجر من نظرة بروكسل الحذرة.
أضاف دومينيك مويزي أنّ بولندا أصبحت “قوة إنسانية عظيمة” بالنظر إلى ملايين اللاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم إضافة إلى كونها مركزا حيويا في السند العسكري واللوجيستي الذي يقدمه الغرب للجيش الأوكراني. أما المستفيد الآخر من هذه الحرب حسب الكاتب فهي المملكة المتحدة التي ورغم تداعيات البريكسيت ومشاكلها الاقتصادية والاجتماعية إلّا أنّها تمكنت من الاستمرار في تبني ثقافة تشرشل في ميدان الحرب.
وفي المقابل أشار كاتب المقال إلى أنّ الخاسر الأكبر بعد عام من الحرب هما ألمانيا وفرنسا بسبب تعامل مسالم مع روسيا ولعلّ تصريح إيمانويل ماكرون الأخير حين قال:”لا نريد سحق روسيا” أكبر دليل على ذلك وهو ما لم يلق استحسان كييف ووارسو ناهيك عن لندن وواشنطن. ويرى الكاتب أنّ أوروبا ستجد مكانتها عندما يحين وقت المفاوضات وتنتهي الحرب، وبالتالي ترسيخ فكرة أنه إذا مرت الحرب عبر الناتو فإن السلام يمر عبر أوروبا.
لوفيغارو”: رفض متزايد لمشروع إصلاح القضاء في إسرائيل
كتب غيوم دو ديولوفو أنّ موجة الرفض لخطة حكومة بنيامين نتانياهو في تزايد مستمر وأن الاحتجاجات الشعبية لم تضعف مع مرور الأسابيع مشيرا إلى أنّ عشرات الآلاف من الإسرائيليين احتجوا السبت الماضي ضد هذه الخطة بحيث كان عددهم مئة وستين ألفاً في تل أبيب وحوالي ثلاثمئة ألف في كل البلاد، واعتبر الكاتب أنّ هذه المظاهرات هي دليل آخر على الانقسامات الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي لكن نتانياهو لم يتراجع عن تنفيذ هذا المشروع الأهم منذ عودته إلى السلطة قبل شهرين.
وأشار الكاتب إلى أنّ خطاب نتانياهو اكتسى طابعا عنيفا وذلك تجلى في دعوته عشية المظاهرات إلى “ضرب” معارضي الخطة. وفي هذا التصعيد لدى رئيس الوزراء دراية بأنّه يعتمد على أغلبية قوية في الكنيست وعلى دعم قاعدته الانتخابية المقتنعة بضرورة إعادة توازن السلطات لأن القضاة ذهبوا بعيدًا في سيطرتهم على الحكومة والكنيست.
وأضاف الكاتب إلى أنّ المحكمة العليا في إسرائيل هي الوصي والضامن لقوانين الأساسية في البلاد وهذا هو السبب الذي يجعل المعارضين يخشون أنه بمجرد إقرار الإصلاح سيكون أي قانون بسيط كافيًا لزعزعة الديمقراطية في البلاد.
ويقول كاتب المقال إنّ التخلي عن هذه الخطة قد يكلف نتانياهو غاليا مشيرا إلى صدور تحذيرات من وجوه فعالة في ائتلافه الحكومي. وإلى جانب ذلك أشار الكاتب إلى تهديد آخر لرئيس الحكومة قادم من الدوائر الاقتصادية. فبينما ينخفض سعر الشيكل منذ عدة أسابيع يدق رجال الأعمال والاقتصاديون ناقوس الخطر بشأن مخاطر فقدان الثقة لدى المستثمرين الأجانب في بلد لا يقدّم كل الضمانات المتوقعة لديمقراطية غربية.
لاكروا: شعب هايتي وحيد في مواجهة عنف العصا