نوسوسيال

تقرير/ نوس سوسيال : ماذا يحمل وزير الخارجية المصري إلى دمشق؟

243

 

 

تحدثت مجموعة من الخبراء والمحللين المصريين عن زيارة وزير الخارجية المصري إلى سوريا، وما قد تحمله هذه الزيارة من رسائل أبرزها احتمالية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وقال البرلماني المصري مصطفى بكري إن هذه الزيارة كونها الزيارة الأولى بعد فترة من عدم التواصل وتأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس السوري بشار الأسد تعني فتح الباب واسعا أمام عودة العلاقات الكاملة بين البلدين في كافة المجالات.

          الرئيس السوري الأسد   الرئيس                                  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

وأشار إلى أن الزيارة في نفس الوقت تمهد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وتنهي هذا الحصار غير المبرر الذي فرضته القوى الدولية والقوى الأخرى على سوريا.

ونوه بأن الزيارة تعني أيضا اعترافا جديدا بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أكد عليه الرئيس المصري عام 2016 عندما طالب بعدم التدخل في شؤون سوريا وأكد أن مصر مع وحدة الأراضي السورية.

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية في مصر حامد فارس، أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة السورية دمشق تحمل أهمية كبيرة.

وأوضح فارس في تصريحات خاصة لـ RT أن الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة لسوريا؛ خاصة وأنها تأتي بعد أحداث الزلازل التي ضربت سوريا مؤخرا؛ والدمار والآثار الخطيرة التي خلفتها على مجمل الأوضاع الإنسانية.

وأشار إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلازل تعد نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثلبة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية ؛ وبين الدول العربية وسوريا.

وكشف الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية عن أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة أن يكون هناك موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية ؛ في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.

وحول مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة؛؛ أكد دكتور حامد فارس أن موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية؛ وان يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.
وأعرب أستاذ العلاقات الدولية عن توقعه بأن تشهد القمة العربية المقبلة اتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الحضن العربي مرة أخرى وأن تشغل مقعدها بالجامعة؛ مستبعدا في الوقت نفسه مشاركة سوريا في القمة المقبلة؛ حيث أن هذا القرار يتطلب موافقة قادة الدول العربية بالإجماع على عودة سوريا ؛ وهذا ما قد تشهده القمة العربية المقبلة لتكون المشاركة السورية في القمة التي تليها.

وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير موقع وجريدة المشهد في مصر مجدي شندي إن المصريون والسوريون شركاء تاريخ وشركاء مصير لذلك كان طبيعيا أن تقود كارثة الزلزال إلى نوع من التكاتف لمساندة الشعب الذي يعاني تداعيات قتال مرير بين أبناء الوطن وما تبعه من حصار وتدخلات إقليمية ودولية أضعفت سوريا.

وأوضح في تصريحات لـRT لذلك أدعو وزير خارجية مصر إلى تقديم كل العون الممكن لدمشق إغاثيا وإنسانيا وسياسيا وأتمنى ألا تقتصر زيارته على دمشق بل تمتد إلى شمال البلاد التي يعاني فيها جزء من الأشقاء السوريين لمعاناة ومأساة إنسانية جراء الزلزال المدمر.

ونوه بأن مصر دائما حلقة وصل وأعتقد محنة الزلزال يمكن أن تحمل في طياتها منحة لإنهاء تداعيات الحرب وإعادة سوريا موحدة تحت نظام سياسي تقبله وترتضيه، فما فشلت الحرب في تحقيقه يمكن أن تنجح السياسة لتعود سوريا مرة أخرى عفية موحدة.

يذكر أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق تأتي بعد اسبوعين من زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، الر العاصمة السورية دمشق؛ حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد؛ تناولت تداعيات وآثار الزلزال الذي ضرب سوريا.

أصدرت الرئاسة السورية بيانا، حول تفاصيل لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في دمشق.

الرئاسة السورية تنشر صور الأسد مع شكري.. وتكشف تفاصيل اللقاء

ووفقا للبيان: “نقل وزير الخارجية المصري سامح شكري للرئيس بشار الأسد خلال لقائه به اليوم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وأبلغه تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سوريا ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين”وتابع البيان: “بدوره شكر الرئيس الأسد ما قدمته جمهورية مصر العربية من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكّد أنّ سورية حريصة أيضاً على العلاقات التي تربطها مع مصر، مشيراً إلى أنّه يجب النظر دائماً إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات”.واعتبر الرئيس الأسد أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.

الرئاسة السورية تنشر صور الأسد مع شكري.. وتكشف تفاصيل اللقاء

ونوّه بأن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سورية كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.واعتبر الوزير شكري أنّ العلاقة السورية -المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكداً أن مصر ستكون دائماً مع كلّ ما يمكن أن يساعد سورية، وستسير قُدماً في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق.وأشار شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، ولفت إلى أنّ السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري ، وحققوا نجاحاً كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.