نوسوسيال

​​​​​​​روسيتا: إلى كل فتاة وامرأة إيزيدية تسلم نفسها للبيت الإيزيدي

339

 

 

 

 

 

/  نوس سوسيال – هاوار وكلات  /

                                                                      ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

اختطفت من قبل مرتزقة داعش وهي بعمر 8 أعوام في قضاء شنكال، وتم بيعها مرات عدة، وبعد القضاء على داعش جغرافياً في الباغوز تم نقلها إلى مخيم الهول لكن التهديدات التي كانت تصلها منعتها من الكشف عن هويتها الإيزيدية، واليوم وبعد قرابة 8 أعوام تعود روسيتا حجي باجو إلى ذويها في شنكال.

تروي الناجية الإيزيدية روسيتا حجي باجو (16عاماً)، من مواليد قرية تل قصب في قضاء شنكال بباشور (جنوب كردستان) تفاصيل اختطافها على يد مرتزقة داعش وما عاشته في تلك الفترة.

                          روسيتا حجي باجو تروي قصتها

فتاة قاصر وحيدة لعائلتها، اختطفت على يد مرتزقة داعش عندما كانت تبلغ من العمر (8 سنوات) أثناء هجوم داعش على قضاء شنكال في الثالث من آب/ أغسطس 2014.

تستذكر الناجية الإيزيدية روسيتا حجي باجو، تفاصيل ما تعرضت له مع عائلتها والآلاف من العوائل الإيزيدية الأخرى آنذاك، بعد هروب قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني التي كانت تدعي حماية شنكال وتركهم أمام مجزرة ، قائلةً: “في عام 2014، هاجم مرتزقة داعش قضاء شنكال، كنت في عمر الـ 8 أعوام وقتذاك، لم يكن باستطاعة الإيزيديين فعل أي شيء، اختطف المرتزقة في تلك الليلة الكثير من النساء والفتيات الإيزيديات، بالإضافة إلى الأطفال، كنت أنا ووالدتي من ضمنهم، وقتلوا على الفور الكثير من الرجال الإيزيديين كان من ضمنهم والدي”.

ووفقاً للإحصائية التي أصدرتها مؤسسات إيزيدية، فإن مرتزقة داعش اختطفوا ستة آلاف و417 شخصاً، بينهم (3548 امرأة) و(2869 رجلاً)، وخلال عمليات التحرير تمكنوا من تحرير 3 آلاف و438 شخصاً، بينهم 1199 امرأة، فيما لا يزال 1900 في عداد المفقودين.

تشير الناجية الإيزيدية روسيتا حجي باجو، إلى أنه تم نقلها برفقة عدد كبير من النساء الإيزيديات إلى قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى العراقية ثم إلى الموصل، وتقول “بعد مكوثنا عدة أيام في الموصل، تم نقلنا إلى الرقة في سوريا حيث مكثت مع والدتي 9 أشهر أيضاً”.

                          بيع وجريمة اغتصاب

وتحدثت عن محاولات هروبها مع والدتها وامرأة إيزيدية أخرى من المرتزقة في مدينة الرقة، “خرجنا من المنزل بسرية تامة، كنا نبحث عن منزل يأوينا، طرقنا أبواباً كثيرة، ولكن في إحدى المرات فتح لنا مرتزق من مرتزقة “مجموعات الحسبة” وقام بتسليمنا إلى سوق لبيع النساء الإيزيديات في مدينة الرقة”.

وتضيف “بيعت والدتي لمرتزق من الجنسية الجزائرية حيث نقلنا إلى الموصل، وهناك قام الجزراوي (بلهجتها وتقصد الجزائري) ببيعنا لسوق بيع النساء الإيزيديات في الموصل، ولاحقاً تم بيعي إلى والي العراق والشام كان يدعى “أبو إسلام”.

وتذكر روسيتا حجي باجو، إحدى أبشع الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق والدتها، قائلةً: “إن شقيق والي العراق والشام والذي كان يطلق عليه اسم “البراء”(20 عاماً)، اغتصب والدتي أمام عيني، وبعد أخذي بالقوة منها أقدمت والدتي على الانتحار”.

لم تنتهِ مأساة الفتاة الإيزيدية عند ذلك، فبعد بيعها إلى ما يسمى والي العراق والشام، “تعرضت لجميع أنواع الظلم والقهر من ضربٍ وإهانة وذل، وبعدها تم بيعي لعائلة عراقية للعمل عندهم كخادمة طيلة 5 سنوات”.

وتتابع في السياق “بعد مكوثي 5 سنوات عند العائلة العراقية، زوجوني إلى مرتزق من الجنسية العراقية كنت أبلغ من العمر 13 عاماً، وكان المرتزق يبلغ من العمر 18عاماً، وبعد 18 يوماً من زواجي قُتل في معارك العراق”، مضيفة “بعد مقتله تنقلت بين عدة عوائل حيث كانت كل عائلة تقوم ببيعي لعائلة أخرى من أجل الخدمة في منازلهم”.

                حملة تحرير الباغوز من مرتزقة داعش

الناجية الإيزيدية تشير إلى أنه بعد بدء حملة تحرير بلدة الباغوز من مرتزقة داعش، تم نقلهم إلى مخيم الهول في مدينة الحسكة، وكانت مع عائلة عراقية آنذاك أيضاً، – وبحسب قولها – تم بيعها وتزويجها لرجل عراقي فاقد البصر ومتزوج إلى أن تم اعتقال زوجها لتبقى مع بقية أفراد عائلته “بالإجبار”.

وفي الـ 23 من شهر آذار/ مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) القضاء جغرافياً على مرتزقة داعش بشكل كامل بعد معارك دامت أكثر من 6 أشهر.

تهديدات منعتها من كشف هويتها الإيزيدية

وتؤكد الناجية الإيزيدية، بأنها كانت تحاول في الكثير من المرات إخبار إدارة مخيم الهول وقوى الأمن الداخلي بأنها فتاة إيزيدية، ولكنها كانت تخاف من نظرة المجتمع وعدم تقبل أهلها لها مرة أخرى، فيما كان السبب الأكبر لعدم إفصاحها عن هويتها تهديدات كانت تتلقاها ضمن المخيم.

وقالت “بحثت عن أقاربي على وسائل التواصل الافتراضي وتعرفت على أحدهم، أرسلت له بعض الرسائل وعرفت فيها عن نفسي، وتواصل معي على الفور، أعطيته التفاصيل الكاملة عن مكان تواجدي، وتم إخبار البيت الإيزيدي وقوى الأمن الداخلي الموجودة داخل المخيم، وفي اليوم نفسه تم تطويق المخيم وأخرجوني”.

هذا، وقال البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، عبر بيان، إنه وبمؤازرة قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول “تمكنا من الوصول إلى الأسيرة الإيزيدية، روسيتا حجي باجو، والتي تم اختطافها على يد داعش أثناء هجومه على شنكال”.

وكشفت روسيتا حجي باجو عن وجود عدد كبير من الفتيات الإيزيادت في مخيم الهول الواقع 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، ويضم الآلاف من أسر مرتزقة داعش، لكنهن يخفن من كشف أنفسهن وفق تعبيرها؛ “بسبب نظرة المجتمع وعدم تقبل الأهل لنا”.

وأعربت روسيتا عن سعادتها بقولها “أنا الآن في قمة سعادتي بين أهلي وناسي، سأنتقل للعيش مع أسرة ابن عمي في مسقط رأسي في تل قصب بشنكال”.

في ختام حديثها، وجهت رسالة إلى كل فتاة وامرأة إيزيدية في مخيم الهول “لترك قذارة المخيم، وتسليم نفسها إلى البيت الإيزيدي، لأن أهاليهن في انتظارهن وليس كما يفكرن”. ومن خلال نوس سوسيال الدولية وجهت روسيتا نداء الى كل النساء الإيزيديا تسليم أنفسهن للبيت الإيزيدي في شمال شرق سوريا.