نوسوسيال

بقلم حسن ظاظا: أوصمان صبري البحث في الشخصية المتكاملة

380

يظهر الشخص ناميا متطورامن جهة, ويظهر  من جهة أخرى ثابتا نوعا من الثبات في مواقفه واتجاهاته, ويبدو متفردا متميزاعن غيره, وهذا يقودنا إلى تعريف الشخصية على أنها نظام لمنظومات خصائص تعمل متفاعلة في مواقف الحياة المتنوعة في مجالات التكيف وغيرها.            إن هذا التعريف يدفعنا للوقوف على عدة نقاط في دراسة الشخصية, وهي أن السلوك هو ما تظهر الشخصية من خلاله, وهو ليس السلوك الظاهر فقط, بل وكذلك السلوك الضمني.                    وتدخل في ذلك الأفكار والمركبات النفسة المختلفة,ويتفاعل الطرفان ويتعاونان في التعبيرعن شخصية واحدة,إن نزوع الإنسان إلى المبادئ والأسس العامة في معارفه التي يكونها, يقابله في الشخصية وجود منظومات أو مبادئ عميقة.                                                                                                  من الشخصية تنطلق أشكال السلوك التفصيلية في المواقف المختلفة, أكانت أشكال السلوك, أو عمليات تكيف وغيرها, ونعني بذلك أساليب  التكيف لدى الشخص واتجاهاته وقيمه.

إن تكامل الشخصية يؤدي بها إلى نوع من الثبات يسمح بالتنبوء بما ستفعل في المستقبل في مواقف محددة, إن مثل هذا الثبات نابع من المبادئ العميقة التي تنطوي عليها الشخصية.

إن أشكال السلوك متعلمة في الأصل, وإن ما يحمله الإنسان من استعدادات ودوافع أولية هي القاعدة في عملية التعلم .

وإذا أسقطنا هذا التعريف على شخصية المناضل الكردي الكردستاني ( آبوأوصمان صبري ) نلاحظ أن أوصمان صبري يظهر في تلك الصورة المنظمة المتكاملة لكل الحياة النفسية في مظهرها الداخلي والخارجي, والتي تميزه عن غيره من المناضلين الكرد.

إنه الشخصية المثقفة الناضجة المتحررة, القادرة على تقرير مصيرها اتماداعلى طاقتها, وهو واثق من قدراته, مدرك لحقائق الحياة وكيفية معالجة المشكلات والأزمات السياسية الكردستانية, يظهر عليه التعاون مع الآخرين من خلال نشاطه السياسي والإجتماعي في تحقيق المهام السياسية والثقافية والإجتماعية, فهو مناضل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال بصلابة المواطن الكردستاني…بصلابة شعب يبحث عن الحرية والاستقلال.. فكان طيلة حياته السياسي الفعال ضمن رفاق دربه دون أن يفقد احترامه الذاتي, يفهم مشاعر  الآخرين, ويتعاطف معهم, وهو قادر على بذل الحب وتلقيه.

إن صلابته النضالية وعقيدته السياسية هي مكون هام ومناضل ذو بعد متطور بين مكونات شخصيته, ولهذا نلاحظه شخصا ناضجا, يتطلع إلى تحقيق أهدافه الوطنية والقومية من خلال فكر متنور ونهج رشيد يوجه سلوكه في المواقف السياسية والوطنية والإجتماعية المختلفة, ويحددعلاقاته بالآخرين من خلال هذا النهج,مما يجعل الحياة أغنى بالمعاني السامية وأكثر حيوية وإشراقا.

إن هذه الشخصية هي حصيلة للتطور التاريخي لنضاله السياسي والوطني والقومي, والتي طهرت في وعيه ودوره في المجتمع الذي يسعى إلى التأثيرفيه, والعمل على تطويره.

إن هذا التطور التاريخي تؤطره البيئة, وأقصد بالبيئة كل العوامل (( المادية, والاجتماعية, والسياسية,والثقافية,)), إن البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها الفرد تشكله إجتماعيا, وتحوله إلى شخصية متميزة, وهو ما يجعله يكسب أنماطا ونماذج سلوكية وسمات شخصية نتيجة التفاعل الاجتماعيمع غيره من الناس, وهذا ما يدفعنا للقول والشهادة  بمناضل  يملك رؤيا سياسية لوطنه كردستان الحرية والسلام (( آبو أوصمان صبري )) الذي ساهمة بفعالية كبيرة في تأسيس أول حزب للكرد السوريين – البارتي -مع رفاقه المناضلين الأوائل, إن هذه البيئة القفافية العالية المستوى انعكست بشكل إيجابي على تكيفه الاجتماعي والشخصي, أما تكيفه على الصعيد, فقد تمتع المناضل الصلب صاحب الإرادة القوية أوصمان صبري بقدرة كبيرة على عقد صلات اجتماعية راضية مرضية مع من عملوا معه في ساحات النضال, من خلال صلات يغشاها الاحتكاك والتشكي والشعور بالاضطهاض, ودون أن يشعر بحاجة ملحة إلى الاستماع إلى إطرائهم, أو في استدرار عطفهم, أو طلب المعونة منهم, فكان آ أوصمان صبري قادرا على ضبط نفسه في المواقف التي تثير الانفعال, ولديه قدرة على معاملة الناس بصورة واقعية.

أما على الصعيد الشخصي فنحن نراه راضيا عن نفسه, وتمضي حياته السياسية بعد نضال مرير في كل العهود الأستبدادية التي توالت على حكم سوريا والصراعات والنزاغات الإقليمية والدولية على مناطق النفوذ لدول الشرق الأوسط وكردستان, وهو ما يرجع إلى إشعاع دوافعه المختلفة  بصورة يرضى هو والمجتمع عنها والشعب الكردي في آن واحد\وإن هذا المحيط الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي أحاط بالمناضل الصلب القوي ( آبو أ وصمان صبري ) شكل لديه منظومة من القيم الأخلاقية السامية, وإذا قسناها حسب تصنيف ( لافبيل ) للقيم نرى أن قيمه تطابق قيم الإنسان فوق العالم, وهذه القيم تفوق القيم العقلية والجمالية, لأنها تقوم على احترام الإنسان للإنسان في ذاته وفي ذات الأخرين, وتدفع روحه الإنسانية إلى السمو فوق العالم المادي والطبيعي, متخلصة من أسر النفعية لتبحث عن كمالها فيه.

كل هذه القيم الأخلاقية والثقافية والعلمية والتربوية التي تجسدت في شخصية آبو أوصمان صبري  اعطته شخصية متميزة هي الشخصية المتكاملة, التي تخضع استجاباتها للعقل والإرادة الخيرة والصالح العام لشعب كردستاني يعيش تحت نير الأستعمار في وطنه وبلاد المنافي في الدول الإقليمية وهكذا ( آبو أوصمان صبري ) عاش حياته بكل شموخ وطني وقومي لشعب كردستان وتوفي عزيز النفس وقرير العين على كردستان الحرية والسلام.

الكاتب الصحفي حسن ظاظا عضو مركز حريات للدفاع ع الصحافة والصحفين في سوريا وعضو إتحاد الإعلام الحر في شمال شرق سورياوروج آفا.