نوسوسيال

تقرير نوس سوسيال : كانت . . . معكم شيرين أبو عاقلة

442

لحظة سقوط الزميلة شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين الفلسطينية (أ ف ب).

لحظة سقوط الزميلة شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين الفلسطينية

“لا تقولوا استشهد، قولوا أُعدم بعد أن سقط على الأرض”

مَن مثل شيرين أبو عاقلة لا يموت؛ خطواته فوق الجمر ثابتة، يُحدّق إلى الشمس بأجفان بلّوريّة. “في الطريق إلى هناك”، إلى دائرة الحتف، كانت لها رسالة أخيرة مفتوحة على فصلٍ لم يكتمل، فيما كان الموت “على مسافة قريبة” جدّاً هذه المرّة.
موجعٌ استشهاد شيرين. فيه شيء من تمخّض الشّمس كلّما طلعت فوق القدس. كانت السّاعة تُشير إلى السّابعة والثلث صباحاً حين بلغنا النبأ، فجاء إعلان استشهاد الزميلة برصاص عدوّها مهولاً، ثقيلاً، شديد الرهبة، ينتهر النفس ويسحقها، ويهمس في أذني: “أنت التالي… أنت، قد تكون التالي”.
شاملٌ استشهاد شيرين، ينفتح على أسئلة محورها الهُويّة والنُعوت. فبين “الفلسطينيّة” و”المسيحيّة”، كاد سهم الغضب ينحرف فتغرق قضية اغتيال صحافيّة، خلال تأدية واجبها المهنيّ، في جملة اعتبارات رثّة. لكن موت شيرين أعمق وأبلغ من الألقاب؛ هي التي عاشت من دون لقب، و”كانت معكم شيرين أبو عاقلة”، ليس إلا.
تعود صورة شيرين إلى رأسي وتأبى أن تغادر. تعود حادّة، مكفهرّة، متدفّقة. في أرض سيّارة، تمدّدت من دون حركة. أحدهم يدفع جثّتها إلى الداخل، ووابل الرصاص يُعلن الفاجعة. سيميائيّة الموت تنخر الدّماغ.
هل أدركت شيرين أنّ “الصورة اتّضحت” بالفعل، وأنّ المشهد اكتمل؟
لسنا ندري. قد يأتي يومٌ وأسألها. وحتّى ذلك اليوم، سيُجهّل الفاعل مراراً، وستتنصّل إسرائيل من الجريمة على قاعدة “Put the Blame on Mame”. سيقول الاحتلال إنّ فلسطينياً قتلها، وإنّها كعادتها “كانت تصوّر مناطق أمنية”، وستتراجع إسرائيل مقدار مرتبة أو مرتبتين في “التصنيف العالمي لحريّة الصِّحافة”.
شيرين!
أردتُ أن أكتب عن موتك صبيحة اليوم التالي، تماماً كعادة الصحافة المكتوبة التي تنشر ولا تتلقّى ردوداً، علّني أنجّي نفسي وأنجّيكِ لعنات “السوشيل ميديا”.
لعلّك تذكرين يوم قرأَت راهبات الوردية على مسمعك قصّةَ صلب المسيح. صرخَ اليهود “دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا”، فهزمهم؛ و”أولادهم” مذّذاك يُنكرون جريمةً تلو الأخرى.

ما قصة شيرين أبو عاقلة مع جنين؟

شيرين أبو عاقلة.

                                                             شيرين أبو عاقلة.
#شيرين أبو عاقلة، ال#فلسطينية التي قتلت الأربعاء خلال عملية أمنية للجيش ال#إسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة، صحافية مخضرمة كانت من أولى الوجوه التي ظهرت على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، ومعروفة بإقدامها وسعة اطلاعها على النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.ولدت شيرين أبو عاقلة (51 عاما) في مدينة القدس، وهي تحمل أيضا الجنسية الأميركية. تتحدر عائلتها من مدينة بيت لحم. درست أبو عاقلة الصحافة في جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في الإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” وإذاعة مونتي كارلو، قبل أن تنضم في 1997 الى “الجزيرة” بعد سنة من انطلاقها.
وسرعان ما أصبحت شيرين أبو عاقلة نجمة في “الجزيرة” التي بدورها كانت أول قناة فضائية عربية شاملة. وصفت شبكة الجزيرة مقتلها بـ”الاغتيال”، مشيرة الى أن القوات الإسرائيلية قتلتها “بدم بارد برصاص حي بينما كانت تقوم بعملها الصحافي”.وشكّل مقتلها صدمة بين الفلسطينيين، لا سيما الإعلاميين الذين نعوها متحدثين عن شجاعتها، ولكن أيضا هدوئها ورزانتها. وهي مشهود لها بين زملائها بأخلاقها ومهنيتها.
وقالت زميلتها هدى عبد الحميد الموجودة حاليا في أوكرانيا في اتصال هاتفي معها من مكتب وكالة فرانس برس في القدس “كانت بالتأكيد صحافية شجاعة جدا”.وأضافت “كنت أسألها: ألا تتعبين؟ لأنها كانت دائما حاضرة كلما حصل شيء، وكانت مقدامة أكثر مني بكثير”. وتابعت “لكنها كانت أيضا صحافية متمرسة لا تخاطر بشكل غبي لمجرد المخاطرة”.
في أشرطة الفيديو التي بثتها “الجزيرة” أو تمّ تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر صحافيون مصدومون ومتوترون قرب جثة شيرين التي كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها “إعلام” بالانكليزية، وخوذة على رأسها.
في مقابلة معها أجرتها وكالة أنباء “النجاح” المحلية في نابلس، قالت أبو عاقلة “بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير”، مضيفة “أنا لا أرمي بنفسي الى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحافي قبل ان أقلق على اللقطات”.
كانت شيرين أبو عاقلة تغطي عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين عندما قتلت برصاصة في وجهها. قبل وقت قصير من ذلك، بثّت على حسابها على تويتر فيديو قصيرا التقطته من السيارة، مع عنوان “الطريق الى جنين”. وبدت في الصور طريق ضيقة، بينما يتساقط المطر على زجاج السيارة الأمامي

                          قصتها مع جنين

في تشرين الأول الماضي، كتبت شيرين أبو عاقلة في دورية “فلسطين هذا الأسبوع” عن جنين، قائلة “جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عاليا”.وأضافت “إنها تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها”.نعتها شخصيات سياسية وقيادية بارزة وتنظيمات فلسطينية ومنظمات نقابية دولية والرئاسة الفلسطينية وحركة حماس الإسلامية في غزة وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز.وقال عنها الصحافي محمد دراغمة المدرس في جامعة بير زيت وأحد أصدقائها المقربين “أنا اعتبرها إحدى أقوى الصحافيين في العالم العربي. أنا أدرّس تقاريرها لطلابي في جامعة بير زيت وفي قطاع غزة”.

وأشار الى أنه “كان لديها اهتمام كبير في مواصلة علاقاتها مع السياسين حتى لو لم تكن هناك قصة آنية. كانت تلتقي بهم باستمرار”.وأضاف “هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية،كانت جملها تتميز بجمل قصيرة مكثفة،ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضا”.ونقل عنها أنها “كانت تقول” لا أريد تسيس قصتي أريد أن أعطي وقائع ومعلومات”.

تحية لروح “نجمة القدس “الشهيدة شيرين بو عاقلة

الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

                        الشهيدة   شيرين أبو عاقلة.

“أمَا لآخر هذا الليل من آخر ؟”… هذه الصرخة المدوّية التي قذفها شاعر الثورة الفلسطينية بوجه القدر، بوجه الزمان، بوجه الغرب المتواطئ، بوجه الإنسانية جمعاء بل بوجه السماء الصمّاء…

نعم يا درويش، يبدو أن صرختك المدوّية لم تلقَ مجيبًا. وهذه الشهيدة شيرين ابو عاقلة قد وافتك في الهناك الأرحب كي تحيطك علمًا بما كان لصرختك اليائسة تلك من أصداء…

نعم يا درويش، ما زال درب جلجلة فلسطين طويلًا جدًا… وستخبرك شيرين بالكثير الكثير مما فاتك عن أرض الزيتون و”البرتقال الحزين”!
لا بد أن تخبرك عمّا قاله المعلم الالهي الفلسطيني، ذلك النجار من الناصرة، من أنّه “ما من تلميذ أفضل من معلمه” و”كما اضطهدوا المعلم سوف يضطهدون تلاميذه”.

وستخبرك شيرين أيضًا أنّهُ منذ اكثر من الفي سنة عندما قامت عصابة من اليهود بصلب يسوع على أيدي الرومان، وبعد موت الرب تداعت هذه العصابة من كبار اليهود إلى مقر الحاكم الروماني مطالبين اياه بوضع الحراسة على قبره، فأجابهم الحاكم: “الرجل قد مات. ألم

يكفكم موته؟ أي صنفٍ من البشر أنتم؟

نعم يا صاحب “سجِّل أنا عربي” لم يكتفِ أنجاس الصهاينة بقتل يسوع، بل أرادوا أن يقتلوه ويقتلوه ويقتلوه حتى ما بعد الموت.
وهذا هو التاريخ السمج يكرر ذاته من جديد فاليوم يا سيدي الشاعر ها هم الرعاع من أحفاد أولٰئك الذين صلبوا يسوع ولم يكتفوا، ها هم يتدافعون خلف الجنازة يتنابحون مسعورين ليمنعوا المشيعين من أكرام شهيدتهم الحبيبة في يوم جنازتها المهيبة. غير أن هؤلاء الأوغاد القتلة لم يستطيعوا شيئًا في وسط هذا الخضم من جموع الشعب الفلسطيني العظيم، وكان أنّ الجنازة قد تحولت الى عرسٍ وطنيٍ رائع إذ وحدت شيرين بدمائها الزكيّة جميع اطياف الشعب الفلسطيني.
أنظر يا درويش ها هي دماء العنفوان الفلسطيني قد عادت- وهي ما خمدت يومًا- لتغلي في شرايين الوطن السليب. وهذا بالطبع ما أثار حفيظة المحتل وما أكد هواجسه بأنه لن يكون له راحة بين ظهراني هذا الشعب الغضوب الأبيّ الصامد…
وهذا زميلك المبدع اللبناني “العاصي” الرحباني الكبير ما زال يكرر ويعيد من الفَوق أيضًا: “عبث كل اللي صار، عبث اللي بدو يصير، قتلنا البيّ، قتلنا البنت وعبث. شو بدنا نقتل تَ نقتل ما بقى رح تخلص القصة… خود العسكر وهروب يحنّي جايين، من خلف الصخور جايين، من تحت الشجر جايين. جايين وجايين من أيام الغضب، إيديهن عم تلوّح بالزمان… هربو ت نهرب هربو…”.
نعم يا درويش. نم قرير العين. سيهربون يومًا، سيرجعون إلى شتاتهم، سيهربون ذات ثورة، لا بدّ أن يهربوا ما دام في الأرض حقٌّ وما دام في السماء إلٰه…
وأنتم… أنتم أيها الممانعون والمقاومون والصامدون في أرجاء الأرض، بالله عليكم إتّقوا الله في الشهداء وأعيدوا تصويب البوصلة، فالعدوّ هناك يصول ويجول مسعورًا بل مذعورًا قلقًا خائفًا من جنازة قد تتحول عرسًا وطنيًا كبيرًا وقد تحققت مخاوفه بالفعل.

نعم أيها المقاومون اينما كنتم، صوّبوا البوصلة، فالعدوّ هناك وليس في أيّ مكان آخر !

قناة “الجزيرة” في قطر تفتقد مراسلتها شيرين أبو عاقلة… “صحافية شجاعة ومقدامة”

حداد في قناة "الجزيرة" في قطر (أ ف ب).

حداد في قناة “الجزيرة” في قطر سأوافيكم بتفاصيل الخبر بعد قليل”… كانت هذه آخر رسالة وجهتها مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية #شيرين أبو عاقلة إلى غرفة الأخبار في طريقها لتغطية عملية أمنية إسرائيلية في مدينة #جنين في شمال #الضفة الغربية المحتلة.

ويقول مدير تحرير قناة “الجزيرة” العربية محمد معوض بتأثُّر: “ولكنها لم تحضر”.

ويضيف لوكالة “فرانس برس”: “آخر اتصال معها كان قبل عشرين دقيقة من حدوث هذه الجريمة البشعة”، في إشارة الى مقتل شيرين أبو عاقلة برصاصة في الوجه.

وقُتِلت الصحافية المخضرمة (51 عاماً) صباح الأربعاء، برصاص إسرائيلي، وفق قناة “الجزيرة” ومسؤولين #فلسطينيين.

ويشير معوض إلى أنّ أبو عاقلة أرسلت رسالة إلكترونية قالت فيها: “في الطريق إلى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة”، بينما كانت تتجه الى جنين التي قالت عنها يوما “جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنّها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عالياً”.

بدلاً من البث المباشر، فوجئ موظفو قناة “الجزيرة” برؤية صور على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى إصابة أبو عاقلة.

وبحسب معوض، قام صحافي آخر بإرسال رسالة مفادها أنّ شيرين قُتِلت، مشيراً إلى أنّها كانت مع أربعة صحافيين آخرين يرتدون كلهم سترات الصحافيين الواقية من الرصاص وخوذاً واقية.

وقالت قناة “الجزيرة” القطرية، في بيان، إنّ القوات الإسرائيلية “اغتالت” أبو عاقلة “بدم بارد” و”برصاص حي استهدفها بشكل مباشر”.

ورجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن تكون نيران “فلسطينيين مسلحين” هي المسؤولة عن مقتل أبو عاقلة.

ويقول معوض: “نعتبر أن هذا كان أمراً متعمَّداً لأنّ الرصاصة أصابت بالضبط المنطقة الواقعة أسفل الأذن”، واصفاً بعض التصريحات التي صدرت في إسرائيل بـ”غير المسؤولة”.

صحافية شجاعة ومقدامة

وأبو عاقلة (51 عاماً)، صحافية فلسطينية معروفة تحمل الجنسية الأميركية وتتحدُّر من عائلة من بيت لحم وتقيم في القدس الشرقية المحتلة.

خلال دقيقة الصمت التي أوقفت فيها قناة “الجزيرة” البثّ تكريماً للصحافية التي انضمت للقناة بعد وقت قصير من افتتاحها في 1996، بكى زملاؤها وتعانقوا داخل مبنى الشبكة في الدوحة. وأصبحت شيرين أبو عاقلة سريعاً نجمة في “الجزيرة” التي بدورها كانت أول قناة فضائية عربية شاملة.

وحمل العديد من موظفي غرفة الأخبار الأربعاء صوراً لشيرين أبو عاقلة ولافتات تقول “الصحافة ليست جريمة”.

وكانت أبو عاقلة ثاني صحافية تنضم إلى “الجزيرة” في الأراضي الفلسطينية. وارتفع معها إلى 12 عدد الصحافيين الذين يعملون في قناة “الجزيرة” وقتلوا خلال عملهم.

ويوضح معوض: “كانت في كل مكان. ذهبت إلى كل مكان لإعطاء صوت لمن ليس له صوت”، مشيراً أنّ هناك “الكثير من مقاطع الفيديو التي تُظهر تعرّض شيرين لتهجم من جانب قوات الإسرائيلية، بالرصاص أو غيره”.

وعلى الرغم من كل ذلك، لم تشكُ شيرين أبداً.

ويتابع: “كانت دائماً تقوم بتغطية القصة دون أي خوف. لم نُكلّف شيرين القيام بأي قصة يوما، كانت دائما موجودة من تلقاء ذاتها”.

وتروي زميلتها هدى عبد الحميد، الموجودة حاليّاً في أوكرانيا، في اتصال هاتفي معها، إنّها “كانت بالتأكيد صحافية شجاعة جدّاً”.

وتضيف: “كنت أسألها: ألا تتعبين؟ لأنها كانت دائماً حاضرة كلما حصل شيء، وكانت مقدامة أكثر مني بكثير. لكنها كانت أيضا صحافية متمرّسة لا تخاطر بشكل غبي لمجرد المخاطرة”.

وتتابع: “أنا متأكدة أنها كانت اليوم في مكان آمن مخصص للصحافيين، وكان من السهل التعرّف عليها. لم تكن لتعرض نفسها لخطر إطلاق النار لمجرد المخاطرة. هي لا تفعل هذا”.

الصورة الأخيرة للصحافية شيرين أبو عاقلة قبل دقائق من مقتلها”؟ إليكم الحقيقة

صورتان يتم تناقلهما بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).

                        صورتان يتم تناقلهما بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورتين بمزاعم انهما تظهران الصحافية ال#فلسطينية الشهيدة من قناة “الجزيرة” القطرية شيرين أبو عاقلة، “قبل دقائق من مقتلها”، صباح الأربعاء 11 ايار 2022، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تغطيتها اشتباكات في جنين في الضفة الغربية المحتلة. غير أن هذه المزاعم خاطئة. فالصورة الأولى تظهر  الصحافية الفلسطينية شذى حنايشة، مرافقة أبو عاقلة لحظة مقتلها. اما الأخرى، فهي غير مؤرخة، وقد وزعتها قناة “الجزيرة” لأبو عاقلة، وتظهر فيها الأخيرة بقميص مختلف عن الذي كانت ترتديه يوم مقتلها. 

             نوس سوسيال   دقّقت من أجلكم 

تزامن انتشار الصورتين مع مقتل الصحافية في قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة (هنا، هنا) صباح الأربعاء 11 ايار 2022 برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تغطيتها اشتباكات في جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وقد اثار مقتلها ردود فعل عربية وعالمية مستنكرة، بينما توالت الدعوات الى اجراء تحقيق شفاف ومعمّق في مقتلها. وقد طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق في مقتلها بينما اعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن “أجهزتنا موجودة على الارض للتحقق من الوقائع”، مطالبة بـ”وقف الإفلات من العقاب” وبتحقيق “مستقل وشفاف”.
كذلك، طالبت فرنسا بفتح “تحقيق شفاف” في مقتل الصحافية “في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة”. بدوره طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق “مستقل”، ودعت الولايات المتحدة الى إجراء تحقيق “شفاف”.

شيرين أبو عاقلة… شهيدة المهنة والأرض

– حقيقة الصورتين – 
غير ان المزاعم ان الصورتين المتناقلتين هما “الاخيرتان لأبو عاقلة قبل دقائق من مقتلها”، مزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
*الصورة 1- 
يتداولها مستخدمون (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا…)، بمزاعم انها “‏الصورة الأخيرة  لأبو عاقلة التقطت قبل دقائق من ارتقائها”. غير ان من يظهر في الصورة، ليس أبو عاقلة، بل الصحافية الفلسطينية شذى حنايشة، مرافقة أبو عاقلة لحظة مقتلها (هنا، هنا، هنا، هنا…). في الواقع، هذه الصورة المتناقلة اقتُطِعت من لقطة أكبر تظهر فيها ابو عاقلة، ممددة أرضا بعد اصابتها بالرصاص، بينما كانت الصحافية حنايشة الى يمينها.
ويمكن مشاهدة صورة حنايشة في التوقيت 1.41 و2.02 من تسجيل مصور نشرته قناة الجزيرة في 11 ايار 2022، و”يوثق لحظة اصابة ابو عاقلة ومقتلها برصاص القوات ال#اسرائيلية” (هنا). وكانت الى يمين الشاشة (هنا ايضا Getty Images).

وتحدثت حنايشة عن اللحظات الأولى لإصابة شيرين أمام أعينها، خلال مقابلة من جنين مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، مساء الأربعاء (هنا). وقالت: “كنت أحاول الوصول لشيرين وأمد يدي لها، وكلما اقترب منها كانت قوات الاحتلال تطلق النار علينا، واستمر إطلاق النار على الشجرة التي كنت احتمي وراءها”.

وأضافت أنها صرخت تستغيث وتطلب ممن حولها أن يتصلوا بخدمة الإسعاف، وعندما حاول أحد الشباب الاقتراب منهم أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، فطلبت شذى منه الابتعاد لخطورة الموقف.

وتابعت: “شيرين وقعت على وجهها بعد إصابتها بالرصاص، وحاولت الاقتراب منها إلا أن إطلاق النار المستمر من قوات الاحتلال اضطرني للتراجع”. وقالت إن قوات الاحتلال كان يمكنها أن تطلق فقط طلقات تحذيرية… لكنها انتظرت وصولهما (اي شيرين وشذى) إلى مكان يصعب الرجوع منه لأن جدارًا كان خلفهم، وأطلق النار عليهم، مؤكدة أن الاحتلال تعمد اغتيال الزميلة شيرين (هنا، هنا).
* الصورة 2- 
تنتشر ايضا في حسابات وصفحات (هنا، هنا، هنا، هنا…)، بالمزاعم ذاتها اعلاه: “آخر صورة  لشيرين أبو عاقلة، وهي ترتدي الدرع الواقي خلال ذهابها لتغطية الأحداث في جنين”.
غير ان “هذه الصورة غير المؤرخة، وزعتها قناة الجزيرة لأبو عاقلة، في 11 ايار 2022″، وفقاً لما ذكرت الوكالة الأوروبية للصور الصحافية EPA، موزعتها (هنا).
ويُلاحظ ان ابو عاقلة كانت ترتدي في هذه الصورة قميصاً بلون مختلف تماما عن الذي كانت ترتديه يوم مقتلها.
في الواقع، نشرت وسيمة عولمي من قناة “الجزيرة”، في 11 ايار 2022، صورة لأبو عاقلة (هنا) خلال ارتدائها السترة الواقية، مع تعليق: “آخر صورة… شيرين أبو عاقلة”. وقد نقلت عنها مواقع اخبارية عالمية وعربية ووسائل التواصل هذه الصورة بكونها “آخر لقطة لأبو عاقلة قبل مقتلها”.
وفي هذه الصورة او في الفيديو الذي يوثّق لحظات مقتل أبو عاقلة، كان لون قميصها يختلف عن لون القميص في الصورة المتناقلة التي ندقّق فيها.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تقرير : حسن ظاظا