نوسوسيال

بقلم عبد الرحمن عيسى : الافلاس الفكري عند الحكومات العربية

279

 

 

شعوب تندب حظها بعد فوات الأوان، وهناك من يستلذ بألمها وهي تجوب الطرقات تحاكي نفسها ولا يفهمها من كان السبب في ذلك، وان تم الحديث بينهم فهو حديث الشجون للجنون .
فمسؤولون يعيشون الترف على حساب معيشة هؤلاء الفقراء والعاطلين عن العمل، وشباب يعيشون حياة دنيوية بسببهم، ومدن غفت اشعة الشمس عنها بسبب حرائق الغضب.

وحاكت خيوط القمر قصص فضائح مسؤوليها، حتى اصبح للطيور حكايات في اعشاشها بعد رحلة فوق المعتصمين بالطرقات وهي ترقب عيون المارة والجالسين والعابرين، هل حكايات آخر المطاف لحكومات لم يكن بمقدورها ان تنجز، ام لحكومات عاث الفساد فيها متقاسمين ارزاق هؤلاء المواطنين، وهم ينثرون الرمل والرماد في عيونهم فاقدين لمعنى الحياة التي كانوا يعيشونها .

والانسان كما نعلم يحتاج باستمرار الى عملية تغيير في حياته نحو الافضل والتغيير يعني ايجاد معنى في الحياة حتى لا يضيع حلم الشباب، والتغيير الاصلاحي يشد الانسان الى العمل والحركة ويعزز الانتماء للوطن وعندما يفقد الانسان حلمه تضيع حياته ويدخل في ضياع .
فالفكر من صنعنا وعلى الجميع ان يسعوا الى التغيير الاصلاحي من الرؤية الفكرية ليلحق في ركب التطور، قال تعالى ( وفي انفسكم افلا تبصرون ) .
اما عندما تصل الحكومات الى حالة الافلاس الفكري والمالي فسيبقى التوتر والقلق والاحباط سيد الموقف، وهذا ما يوصل الشعوب الى مناحي ودروب سيئة، ويدخل في دار الظلام ودروب مغلقة .
فهل حكومات تلك الدول ستتعظ مما يجري على الساحة الشعبية من احداث وصدامات وهتافات، ام ستستمر في سياسة التهميش والتغابي، واصبح الحراك يديره مواقع التواصل الاجتماعي ومشاعل نور من هواتف خلوية . وجاء الربيع الغربي … وتحول إلى خريف مع سقوط الإفلاس الفكري لعروبة مشوهة. عند الحكومات  العربية.

عبد الرحمن العيسى