نوسوسيال

تقرير نوس سوسيال : تفاصيل خطة روسية لغزو أوكرانيا على مراحل

497

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية إنغيلاميركل السابقة فيما تتكثف المحادثات هذا الاسبوع بين موسكو والغرب في محاولة للتوصل الى مخرج للأزمة المتفاقمة بين الجانبين على خلفية الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية قبل اسبوعين تقريراً يقدم تفاصيل جديدة حول خطة لغزو روسي لأوكرانيا.

وكانت موسكو هددت بأن الحرب ضد أوكرانيا ستكون حتمية إن لم تتخل الأخيرة عن خططها لاستعادة دونباس التي تحتلها روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها.

أجهزة الاستخبارات الغربية على دراية بخطط موسكو

وأصبحت خطط روسيا لشن حرب ضد أوكرانيا معروفة منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، إذ اعترضت وكالة الاستخبارات المركزية (السي أي أي) الاتصالات العسكرية الروسية، وأبلغت الحكومة الأميركية، التي قامت بدورها باطلاع “منظمة حلف شمال الأطلسي” (الناتو) على المسألة في تشرين الثاني (نوفمبر). وكانت صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية قد أشارت إلى احتمال أن يحشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 175 ألف جندي قرب الحدود.

وحصلت الصحيفة الألمانية على تفاصيل بالغة الأهمية حول الخطط الروسية. وأشار ضابط رفيع المستوى إلى إنها “في الدرج بانتظار قرار بوتين”. ويبدو أن حشد القوات قرب الحدود الأوكرانية منذ نيسان (أبريل) يشير إلى أن الكرملين يميل إلى تنفيذها.

وتستند التفاصيل حول الغزو الروسي المحتمل وخريطة “بيلد” إلى تقديرات مصادر في “الناتو” ودوائر أمنية.

هجوم محتمل بين كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)

وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى أن الجيش الروسي، إن تلقى الأمر من بوتين، سيشن هجوماً من شمال القرم، من المناطق الانفصالية في الشرق والشمال، وهذا يمثل رأي أعضاء “الناتو” وأجهزة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. ويحتمل تنفيذ الهجوم في نهاية كانون الثاني (يناير) يناير أو مطلع شباط (فبراير) إن لم يحصل بوتين على مطالبه.

في المقابل، يرى البعض أن الهجوم سينفذ على ثلاث مراحل، حيث قد يؤدي رد الفعل الغربي في كل مرحلة إلى إعادة تقييم الوضع.

المرحلة الأولى: الجنوب

وصرح مسؤول أمني للصحيفة الألمانية أن المرحلة الأولى ستتضمن احتلال جنوب أوكرانيا لضمان الإمدادات لشبه جزيرة القرم وقطع أوكرانيا عن البحر وبالتالي عن الإمدادات.

وأفاد مسؤول استخباراتي غربي بارز أن روسيا تعتزم نقل الدبابات والقوات من شبه جزيرة القرم إلى منطقة حول أوديسا، باستخدام سفن الإنزال التي تم نقلها في الربيع من بحر البلطيق إلى المنطقة.

وذكر ضابط آخر أن الخطط الروسية تشمل عملية برمائية في  شرق أوديسا بين نهر فونتنكا ومنطقة كوبليفو، معلناً أن القوات الروسية ستتقدم من شمال شرق المدينة إلى ترانسنيستريا، لتحاوط أوديسا.في الوقت نفسه، ستنفذ عمليات جوية في منطقة خيرسون، على طول نهر دنيبر، ما قد يؤدي إلى إغلاق الجسور على النهر الرئيسي، وبالتالي قطع الإمدادات عن الأوكرانيين، فضلاً عن إطلاق نار من شبه جزيرة القرم، ومحاصرة القوات الأوكرانية إلى ذلك، ستتقدم الدبابات الروسية المدعومة من القوات البحرية والجوية، غرباً من منطقة دونباس المحتلة في شرق أوكرانيا، ثم تنقسم بين زابوريزعيا وشبه جزيرة القرم.

وإن نجح ذلك، فسيكون جنوب أوكرانيا كله تحت السيطرة الروسية ويكون بوتين قد أقام ممراً من روسيا إلى حدود “الناتو” في رومانيا.

المرحلة الثانية: الشمال الشرقي

إلى جانب المرحلة الأولى، ستضعف الصواريخ الروسية الجوية والصواريخ الباليستية القدرات العسكرية الأوكرانية في كل أنحاء البلد.

وقد تتمكن الوحدات المدرعة الروسية من عبور الحدود إلى منطقتي لوغانسك وخاركيف والتقدم إلى المدن الرئيسية في دنيبرو وبولتافا. ثم تبدأ في تطويق المدن وقطع الكهرباء والغاز والإمدادات الغذائية. وبعد أسابيع قليلة، قد يظهر الروس كمنقذين للمدنيين، ويخلصون المواطنين الأوكرانيين من الجوع.

المرحلة الثالثة: كييف

في المرحلة الثالثة، سيتقدم الجيش الروسي من الشمال باتجاه كييف.

ويسود عدم اليقين بين الاستراتيجيين في “الناتو” حول ما إذا كان نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سيشارك في الأعمال العدائية من بلده. فإن كانت بيلاروسيا مستعدة لتكون بمثابة نقطة انطلاق للهجمات الروسية أو حتى البيلاروسية، ستتمثل خطة روسيا في محاصرة كييف من الشمال الشرقي والشمال الغربي.

هزيمة أوكرانيا

في النتيجة، ستحتل روسيا حوالي ثلثي الأراضي الأوكرانية الحالية. واعتبر أحد المحللين أن الغزو سيؤدي إلى فرض عقوبات على روسيا، فإن بدأته، لن تتراجع قبل السيطرة على أوكرانيا.

وذكر مسؤول بارز أن الأوكرانيين سيقاتلون، إلا أنهم لن يتمكنوا من مقاومة هجوم روسي ضخم.

ولفت مسؤول آخر إلى أن صواريخ “جافلين” الأميركية ليست قريبة بما يكفي من كل الدبابات الروسية وطائرات “بيرقدار” التركية. وبالتالي، ستحتاج أوكرانيا إلى صواريخ “باتريوت” و”بوينغ هاربون”، للتصدي لأي هجوم محتمل.