نوسوسيال

آلدار خليل: الشهيد يوسف كلو أيقونة النضال الوطني..

354

                          /  حوار سوزان علي /


أكد عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل أن الشهيد يوسف كلو شخصية وطنية، اجتماعية، مصلحة، ورمز من الرموز الشعبية الكردية؛ ينبغي على شعوب شمال وشرق سوريا السير على خطاه بسلك درب الوطنية، وأشار إلى أن استهداف دولة الاحتلال التركي للمدنيين والعسكريين على حدَ سواء غير مشروع بتاتاً..
استهدفت دولة الاحتلال التركي، من خلال طائرة مسيرة عائلة كلو الوطنية، اُسْتُشِهد على إثرها الشخصية الوطنية المحبوبة، العم يوسف كلو وحفيديه مظلوم ومحمد كلو، كما تٌهدّد بشن هجمات احتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا، واحتلال مناطق جديدة في تطبيق للميثاق الملي وتغيير ديمغرافية المنطقة، في الوقت الذي اتخذت فيه شعوب شمال وشرق سوريا الحماية الذاتية سبيلاً لردع الاحتلال. وحول هذه النقاط؛ التقت صحيفتنا عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، وأجرت معه الحوار التالي:
ـ عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل؛ بداية؛ نرحب بكم في صحيفتنا “روناهي”.
أهلاً ومرحباً بكم.
ـ منذ مدّة تهدّد دولة الاحتلال التركي مناطق شمال وشرق سوريا، بذريعة أنّ شعوب المنطقة تشكّل خطراً على أمنها القومي، هل هي محقّة في ذريعتها تلك أم أنّها ذريعة واهية؟
منذ تشكيل الجمهورية التركية بنيت على أساس محاربة الكرد، والأرمن، وبقية الشعوب الموجودة في تلك الجغرافية، وكما تعلمون تمّ تشكيلها بعد انهيار العثمانية، الحكم العثماني انهار، ونتيجة ذلك استغلّ الأتراك تلك المرحلة، وتمّ تأسيس الجمهورية التركية. وكي يضمنوا بناء تلك الدولة، استهدفوا بشكل ممنهج ومدروس الشعوب الموجودة جميعها على تلك الجغرافيا، بما فيهم الأرمن، والكرد، ومنذ ذلك الحين وبالرغم من الكثير من المحاولات، والانتفاضات، التي حصلت غير أنّ الدولة التركية دائماً، تسعى إلى إبادة الكرد بعدما تمكّنت من القيام بالمجازر بحقّ الشعب الأرمني، واستفادت من المجازر التي قامت بها العثمانية، واستكملتها الجمهورية التركية. ولكن؛ عندما وجدت أن وجود الشعب الكردي يشكّل خطراً على وجودها، ـطبعاً هي تدعي ذلك ـ، دأبت على الاستمرار في تلك السياسة، واعتماد مبدأ “أنّه لضمان وجود تركيا، يجب إنهاء الوجود الكردي”. منذ ذلك الحين، ولغاية اليوم دائماً الحكومات المتعاقبة في تركيا تعتمد هذه السياسة، وتعمل على القيام بالمجازر المستمرّة بحقّ الشعب الكردي. في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في الأربعين سنة الفائتة؛ المرحلة المنصرمة رأينا كيف أنّ الجمهورية التركية أو الحكومات المتعاقبة على الدولة التركية، ارتكبت الكثير من المجازر، حتّى أنّها قامت بإفراغ القرى، والقيام بتهجير أهالي المناطق الكردية من قراهم ومناطقهم؛ بغية إنهاء الوجود الكردي ثقافياً وفكرياً، واجتماعياً، بالتأكيد إضافة إلى هجماتها المستمرّة من الناحية العسكرية على الكرد في الأماكن كلّها، بعد بدء الثورة السورية، وبدء مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع مرحلة ربيع الشعوب؛ تمكّن الكرد من قيادة مرحلة جديدة، وهي مرحلة بناء النظام الديمقراطي في المنطقة، فالكرد بالإضافة إلى مطالبتهم بضرورة حل القضية الكردية؛ كانوا الروّاد في قيادة المشروع الديمقراطي، وبالفعل تمّ قيادة هذه المرحلة بشكل ناجح، من خلال تنظيم صفوف المجتمعات، والاعتماد على مبدأ الأمّة الديمقراطية، والمشاركة بين الشعوب؛ لتطوير نموذج ديمقراطي. عندما رأت تركيا، أنّ هذا النموذج يتمّ تطويره، وأنّ الصراعات في المنطقة ستنتهي بتطور النموذج الديمقراطي وستستقر المنطقة؛ قالت: إنّ هذا هو الخطر الحقيقي، ولذلك عليّ بمحاربة هذا المشروع، مستفيدة من الوضع المتأزم في سوريا؛ بغية استغلال هذه الأزمة وهذا الواقع لأجنداتها وحساباتها الخاصة بها، وخصوصاً أنّ حزب” العدالة والتنمية” يستغل هذه الفرص من خلال قيامها بجلب مجموعات مرتزقة إلى تركيا، والتواصل مع جبهة النصرة، ومع داعش ومع مجموعات أخرى؛ كي تتدخّل في الشأن السوري، وتطيل أمد الأزمة. فهي بذلك تحارب المشروع من زاويتين؛ الزاوية الأولى، هي: أنّها تعتمد على أنّه لا بدّ من إنهاء الوجود الكردي، وهي لديها فوبيا كردية، ثانياً، هي: ضد تطور أي مشروع ديمقراطي في المنطقة، ولذلك؛ تستهدف الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكذلك تستهدف المشروع الديمقراطي، وتستهدف المؤسسات جميعها التي تعتمد هذا المشروع، وأيضاً الحركات والتنظيمات كلّها، التي تدعو إلى حرية المرأة، علاوة على استهدافها للمنظّمات جميعها، التي تدعو إلى ترسيخ الديمقراطية، والشعوب والقوميات، والأديان الموجودة كلّها في المنطقة، المؤمنة بمبدأ وفلسفة الأمّة الديمقراطية، هي تريد الاستمرار في هذه الأزمة وتعميق الصراعات، بدلاً من ما تفعله الإدارة الذاتية الديمقراطية؛ لأنّ الإدارة الذاتية الديمقراطية، قامت بوضع أساس لمشروع، يعالج هذه الصراعات والأزمات، ويحقّق الاستقرار والأمن. لذلك؛ الحكومة التركية ـخصوصاً حزب العدالة والتنمية، والحركة القومية التركية، وهما شريكان متحالفان أهدافهما مشتركة ـ تسعى لإبادة الكرد والمشروع الديمقراطي.
ـ كما نرى أنّ من نتائج هذه التهديدات استهداف المدنيين، حيث استهدفت دولة الاحتلال التركي المدنيين في كوباني منذ مدة واليوم؛ استهدفت عائلة كلو الوطنية باستشهاد ثلاثة أشخاص من العائلة ذاتها، ومنهم الشخصية الوطنية يوسف كلو؛ حبذا لو قيّمتم هذا الوضع؟
حقيقة ليس بغريب على تركيا، أن تقوم بهذه الأمور، فهي دائماً ترتكب المجازر والإبادات ضد شعوب المنطقة، وهي باستهدافها للمدنيين؛ تؤكّد مرّة أخرى على عنجهية وخطورة هذا النظام على المنطقة بالإجماع، ما يعني هي خطر على الكرد، وخطر على العرب، وعلى الفرس، وعلى الأتراك أنفسهم؛ على الشعب التركي برمّته، وهي خطر على عموم الشرق الأوسط، هذه الحكومة المتشكلة من اشتراك حزبين؛ حزب الحركة القومية، وحزب العدالة والتنمية، تشكّل خطراً على الميراث الثقافي للشرق الأوسط. لذلك؛ باستهدافها للشهيد يوسف كلو وحفيديه تؤكّد مرّة أخرى، أنّها نظام ديكتاتوري استبدادي؛ يستهدف الإنسانية، يستهدف الحس الوطني لدى شعوب المنطقة، يستهدف الديمقراطية، ووحدة وتكاتف الشعوب، طبعاً نحن في البداية نستذكر شهداء الحرية كلّهم، وننحني إجلالاً وإكراماً أمام ذكرى الشهداء، وبشكل خاص الشهيد يوسف كلو وحفيديه مظلوم ومحمد. كما تعلمون الشهيد مظلوم هو ابن الشهيد مصطفى، والشهيد مصطفى هو ابن الشهيد يوسف كلو، يعني الجدّ شهيد والابن شهيد، وكذلك الحفيد، ثلاثة شهداء استهدفتهم الدولة التركية، وهذا يعبّر عن مدى الحقد الدفين لدى حزب العدالة والتنمية، وأردوغان بشكل خاص ضد الشعوب الموجودة في المنطقة، الشهيد يوسف كلو كان رمزاً وأيقونة للنضال الوطني، والروح الوطنية، تميّز منذ بدايات بدء حركة التحرر الكردستانية، ولغاية اليوم بروحه الوطنية، ودعمه اللامحدود للنشاطات والفعاليات الوطنية جميعها خدمة لشعبه، هو من المميزين في المنطقة الذين ضحوا بكلّ شيء، فهو معلوم لدى أهالي المنطقة جميعهم، أنّه كان متواضعاً جدّاً من الناحية المادية؛ حتى أنكم إذا زرتم منزله، ستجدون أنّه كان يستغني عن أقل مقومات الحياة المادية، فهوكان غنياً بفكره، بروحه، بعواطفه، بمشاعره الوطنية، لم يكن يولي أيّ أهمية للأمور المادية، وأمور الحياة اليومية، كان دائماً يقول: إنّه مادام قائدنا أسير لدى العدو، وشهداؤنا يضحون بدمائهم وأرواحهم؛ فإننا سنعيش بأقل الإمكانات الممكنة؛ كي نكون لائقين بذكرى أولئك الشهداء. بالفعل كان إنساناً وطنياً، لم يكن يتملق أو يتظاهر بالأمور، بالعكس كان يؤمن بشكل جوهري، وفعلي بما يتحدث به، فما كان ينطق به بلسانه كان موجوداً بقلبه، يعني كان إنساناً جوهرياً، وبالرغم من أنّه كان بعمر الخامسة والثمانين عاماً، غير أنّه كان مستمراً بنشاطاته وعمله، لم يتوانَ لحظة واحدة، حتى أحياناً عندما كان مريضاً أو يعاني من بعض الآلام الجسدية، كان ينهض ويباشر بالعمل دون أي تردد، وكانت أحاديثه دائماً عن الوطنية، وضرورة الفداء بالذات من أجل الشعب والقضية، كان مؤمناً بما يتحدّث به. لذلك؛ وجدنا أنّ أولاده وأحفاده يتحلّون بتلك الروح، كان البوصلة الأساسية لهم، فالجميع كان يحترمه، الصغار والكبار، وأينما جلس لم تكن أحاديثه تخلو من النصائح والتوجيهات بخصوص القيام بالواجبات، وحتى أنّه كان مضحياً جداً، لدرجة أنه كان دائماً يقول: إذا تطلب التضحية والفداء بالذات، فأنا وجميع أفراد عائلتي جاهزون في ذلك، وبالفعل وفى بوعده، لم يتردّد لحظة واحدة في القيام بواجباته الوطنية.
ـ أثناء حديثكم عن استهداف الاحتلال التركي للمدنيين؛ راودنا سؤال؛ هل حقّاً استهداف العسكريين حقّ مشروع لمهاجمتهم وارتكاب المجازر بحقهم؟
لا طبعاً؛ نحن عندما نقول: إنّهم كانوا مدنيين واستهدفتهم تركيا، هذا يجب ألاّ يفهم أبداً، أننّا نقول: ما داموا مدنيين ونستنكر استهداف المدنيين، يجب ألا يفهم، بأننا نغض النظر عن استهداف العسكريين، فحتى القوات العسكرية وحتى الشابات والشباب الذين يمتشقون السلاح هم أيضاً لم يقوموا بذلك برغبة الهجوم، أو الانتقام، أو برغبة حبهم في العسكرة، بل منطلقين من واجب الحماية والدفاع، فإن لم تهاجم تركيا مناطقنا ومهاجمة شعوبنا لما قام أي فرد من أفراد هذا الشعب بحمل السلاح، فلا يوجد أي إنسان في الدنيا يحب السلاح والحرب، بالعكس من ذلك تماماً، فشعوب المنطقة جميعهم مدنيون، وإن كان البعض يحمل السلاح، فإن اضطر أحدهم إلى حمل السلاح، فهو في سبيل الحماية والدفاع، وهذا لا يبرر أبداً للحكومة التركية، أن تقوم باستهداف أيّاً كان، في هذه المنطقة، فأولاً إن راجعنا الأمور، فسنجد أنه حسب مقاييس وقوانين الدول والأمم المتحدة، هذه الجغرافية لا تقع تحت حكم الحكومة التركية، فهذه الجمهورية السورية، وأردوغان يحكم الجمهورية التركية، فلا يحقّ له التدخل خارج الجغرافية، التي حددّت باسم الجمهورية التركية، هذا أولاً. ثانياً استهدافه لشعوب المنطقة والمدافعين وحماة هذه المنطقة ليس مشروعاً، وبالعكس هو يقوم بإثارة الصراعات، ويقوم باحتلال مناطقنا، هو من قام باحتلال عفرين، وكذلك جرابلس، إعزاز، والباب، هو من قام باحتلال كري سبي، وسري كانيه، وهو من يحاول الآن التوسع، واحتلال مناطق أخرى. لذلك؛ المهاجم هو، وإذا كانت شعوب المنطقة تقوم بالحماية، هذا لا يبرّر، أن يستهدف أيّ فرد أو كائن في أي منطقة من مناطقنا. لذلك؛ نحن نستنكر، ونشجب عمليات الاستهداف جميعها، التي يقوم به جيش الاحتلال التركي.
ـ بالعودة إلى الشخصية الوطنية؛ الشهيد يوسف كلو، يوسف كلو كان شخصية اجتماعية، وطنية، محبوباً لدى الجميع، وكان شغوفاً بالوحدة الوطنية؛ ما هدف دولة الاحتلال التركي من استهداف رموز الشعب الكردي؟
الدولة التركية تريد أن تخبرنا: أنّ عليكم ترك الروح الوطنية، اتركوا التزامكم بمبادئ وأخلاق ثورتكم، اتركوا تلك الروح التشاركية، اتركوا تلك الأخلاق التي كان يتميز بها الشهيد يوسف كلو”، هي تريد الكردي الميت، الكردي الذي لا يمتلك إرادته، الكردي الذي لا يستطيع التحدث بشيء، غير أن تكون هي راضية عنه؛ لذلك عندما استهدفت الشهيد يوسف كلو وحفيديه، استهدفت الكرامة الإنسانية، وحرية الإنسان، وكذلك حرية التعبير، استهدفت الروح الإنسانية التي يتميز بها عموم شعبنا، هي تريد إيصال هذه الرسالة إلينا “اتركوا نضالكم من أجل الحرية والديمقراطية”، فيوسف كلو كان دائماً يعالج المشاكل الاجتماعية، كان يتصدّر لجان الصلح المجتمعية، كان دائماً في مجالسه يشجّع الآخرين على روح التسامح، ولكن بضرورة الالتزام بالروح الوطنية. تركيا دائماً تريد الإنسان العبد، لا تريد الإنسان الوطني والثوري، هي تريد الإنسان التابع، ولا تريد الإنسان الحر بإرادته، هي تريد الإنسان العميل والخائن، هي لا تحب الإنسان الوطني الشريف، عندما تستهدفه هي تريد أن تقول لعموم أهل المنطقة “اتركوا مشروعكم الديمقراطي، اتركوا مشروعكم الوطني، كونوا تابعين كما يفعل الآخرون الذين يتعاونون مع الدولة التركية، ويقدمون لها المعلومات، يقومون بأعمال التجسس، ويخونون شعبهم وأهلهم ومنطقتهم على حساب تلك الروح، يقدمون الخدمات للمحتل التركي. بالطبع؛ تركيا تحب الإنسان أن يكون عميلاً لها، ولا تقبل أن يكون الإنسان وطنياً شريفاً.
ـ نشر الإعلام التركي أنّ الشهيد يوسف كلو قام بتنظيم حزب العمال الكردستاني في روج آفا، فكما نعلم: أنّه مدنيٌّ ومعمّرٌ، يفوق عمره الخامسة والثمانين؛ ماذا تقولون في ذلك؟
من وجهة نظر تركيا كلّ من يقول لتركيا “لا أقبل تصرفاتك ومعاداتك لشعبنا”، كلّ من يطالب بنظام ديمقراطي، كلّ من يريد الاستقرار والأمان، كلّ من يريد معالجة القضية الكردية بشكل عادل، كلّ من يريد العيش بحرية وكرامة، كلّ من يطالب بتحقيق حرية المرأة، كلّ من يطالب بحرية الشبيبة؛ هؤلاء كلّهم هم بالنسبة لتركيا أعداء، وهم من حزب العمال الكردستاني؛ لأنّه حسب تركيا، كلّ من ينادي بهذه الأمور، فهو في خانة حزب العمال الكردستاني، بالحقيقة هي بالأساس كذلك، فكلّ من ينادي بالحرية والديمقراطية والروح الوطنية، وكلّ من ينادي بأخوة الشعوب، وحرية المرأة، فهو يؤمن بمبادئ وفكر، وفلسفة حزب العمال الكردستاني. لذلك؛ وبحسب منظورها أنه لا يوجد طرف آخر يطالب بهذه الأمور سوى حزب العمال الكردستاني. فحزب العمال الكردستاني بات كهاجس وكابوس على رأس حكام تركيا، هي حتى في لقاءاتها مع الدول الغربية، والدول الأخرى عندما تجد أحدهم يطالبها بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية مباشرة، تدعي أنهم يدعمون حزب العمال الكردستاني، حتى بعض الدول عندما تقوم بأيّ تصرف تحلّ تركيا تلك التصرفات، وكأنها تتماشى مع ما يطلبه حزب العمال الكردستاني، مباشرة تجدها تطلق التهديدات والإشاعات حول تلك الدول والجهات، وتقول: إنّهم يدعمون حزب العمال الكردستاني، بالنسبة لتركيا كلّ من يعيش بشرف وكرامة هم من حزب العمال الكردستاني.
ـ باستشهاد الشهيد يوسف كلو فقدنا إحدى الشخصيات الوطنية؛ كيف لنا نحن شعوب شمال وشرق سوريا أن نحمي ميراثه؟
عندما يقدم شعبنا الشهداء، ويسير على نهجه وخطاه؛ هذا يعني، أنّنا نسير في الاتجاه الصحيح، يعني تقديم أي شهيد يجب أن يشكل لدينا الحافز للتقدم والتطور نحو الأمام، لا بالتراجع والتردد، فالشهيد يمنحنا القوة والدافع؛ لأنّ نطور فعالياتنا بشكل أفضل، ونطور نظام الحماية بشكل أفضل، لأن ننظم أنفسنا بشكل أقوى. لذا؛ فاستشهاد العم والشهيد يوسف كلو، يؤكّد لنا بضرورة أن نتكاتف جميعاً، وننظّم أنفسنا وخصوصاً في ظلّ هذه التهديدات التي لا بدّ لنا من مواجهتها والمواجهة لا تتم بالهجرة، ولا تتم بالهروب من الوطن، ولا تتم بالتردد والتراجع عن الأهداف التي نحن نطالب بها منذ سنوات. الارتباط بذكرى الشهداء يفرض علينا أن ننظم شعوب المنطقة جميعها، حسب نظام حرب الشعب الثورية. يعني أن يكون الجميع جاهزين لحماية هذه المكتسبات، ولحماية هذه الجغرافية وحماية أنفسهم وعوائلهم، ضد هذا العدو الغاشم، يعني ألا ننتظر الحماية من أحد آخر.
في الأحوال جميعها من يطالب بالحرية، عليه أن يكون جاهزاً لتقديم التضحيات، هناك مبدأ أن الإنسان العبد لا يمكن أن يصبح حراً، الإنسان المتردّد لا يمكن أن يحقق الحرية، الإنسان الحائف والجبان لا يمكن أن يضمن المستقبل الحر والديمقراطي، علينا بالفعل إن كنا نطالب بالحرية والديمقراطية وبالكرامة وبمعالجة قضيتنا علينا جميعاً أن نكون على أهبة الاستعداد مواجهة أي خطر قد نتعرض له. الروح الوطنية هي حب الوطن، حب الشعب، وحب الجغرافية، حب الطبيعة، حب الإنسان، وبالفعل إن كنا نتميز بها، كما كان يتميز بها الشهيد يوسف كلو، هذا يعني أن نلتزم بذكراه من خلال الالتزام بما كان يحبه ويعشقه يوسف كلو والشهداء الآخرين.
ـ أمام هذه التهديدات والهجمات؛ ما الآليات التي يجب أن تتخذها شعوب شمال وشرق سوريا في الدفاع عن ذاتها؟
بالطبع التهديدات التي يطلقها أردوغان لا يستهدف شعباً واحداً، بل تستهدف شعوب المنطقة جميعها، تستهدف السريان، والعرب، والكرد، والتركمان، والشركس والشاشان، وتستهدف السيادة السورية، والإرادة السورية، تستهدف لاحتلال مناطق أخرى في سوريا، وكذلك تستهدف المشروع الديمقراطي. لذلك؛ علينا جمعياً من الشعوب والأديان كافة، كباراً وصغاراً، أن نتكاتف لمواجهة هذه التهديدات. مثلاً لابدّ من تجهيز الملاجئ لحماية عائلاتنا إن استجد أي خطر، أن يكون التموين واللوجستيك جاهزاً، في حال تعرّضت المنطقة للحصار وما شابه، أن يكون شبيبتنا على أهبة الاستعداد لحماية عائلاتهم من أي هجوم تقوم به المرتزقة والجيش التركي. علينا الاعتماد على ذاتنا، يجب ألا ننتظر أن تقوم إحدى الدول أو الجهات الخارجية بحمايتنا، حتى لو عقدنا العلاقات وطوّرناها، حتى لو استفدنا من بعض الإمكانات التي قد يقدمونه لنا. ولكن؛ الحلّ الأساسي يكمن في أن ننظم أنفسنا حسب مبدأ الحماية الجوهرية، فالشعب الثوري المحارب الذي يؤمن بمبادئه وقضيته، عليه أن يكون لائقاً بذلك، وأن يتحرك على هذا الأساس، أن يمتلك تلك الروح التي كان يتميز بها يوسف كلو وعلى هذا الأساس نحن جميعاً جاهزون لحماية منطقتنا من الاحتلال التركي ومن تهديداته، وعندما ترى تركيا بأنّ الجميع سيقاومونه، ولن تقتصر المقاومة على فئة معينة، آنذاك لن تستطيع التقدم والنجاح في مشاريعها الاحتلالية التي تعتزم على القيام بها.
ـ ختاماً ما رسالتكم لشعوب شمال وشرق سوريا؟
على شعوب شمال وشرق سوريا جميعاً، أن تدرك بأن تركيا تهدد الأمن والاستقرار في سوريا، وهي مصدر الصراعات والأزمة الموجودة، صحيح أنّ النظام في دمشق، لو تصرّف بشكل جيد ومعقول، لما تعمقت الأزمة لهذه الدرجة، ولكن حالياً السبب الرئيسي، والاستراتيجية الأساسية تكمن في ضرورة حماية المنطقة من الاحتلال التركي. لذلك علينا جميعاً أن نلتزم بنظام حماية مشترك ضد الاحتلال التركي، ونسعى إلى حماية هذه المناطق بالإضافة إلى ضرورة التكاتف، والعمل المشترك في سبيل تحرير المناطق المحتلة أيضاً، وإلى جانب أننا نعمل على تطوير الحلّ في سوريا، وكذلك تحقيق الاستقرار، وإن تطلب الأمر أن نتحاور مع دمشق كي نتفق على مشروع يضمن الاستقرار والأمن لعموم سوريا، وخصوصاً لمناطقنا في شمال وشرق سوريا.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, من هي سوزان علي  ؟ ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

سوزان علي صحفية كردية تحمل إجازة في الادب العربي ورئيسة تحريرالقسم العربي في جريدة روناهي اليومية التي تصدر في شمال شرق سوريا ونحن  في هيئة تحرير نوس سوسيال الدولية ننشر هذا الحوار التي أجرته الزميلة سوزان علي رئيسة تحرير جريدة روناهي ونظرا لأهميته السياسية على الصعيدين الأقليمي والدولي نقلا عن جريدة روناهي الزاهرة .