اعترفت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، بصحة التقارير التي تحدثت عن طرد جواد غفاري، المعروف أيضًا باسم “العميد أحمد مدني”، قائد قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني من سوريا.وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمره الصحفي وتابعته مراسلة “العين الإخبارية” في طهران، عند سؤاله عن قرار الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً بطرد “جواد غفاري”، “إثارة مثل هذه الأخبار في وسائل الإعلام حول وجود المستشار الإيرانيين في سوريا ليست جديدة”.وأضاف خطيب زاده “العلاقات الإيرانية مستمرة واستراتيجية، ولكن جواد غفاري انتهت مهمته في سوريا بشكل ناجح”، على حد وصفه.

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت الخميس الماضي، بأن الرئيس بشار الأسد أمر بطرد “جواد غفاري” قائد قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني من سوريا.

وبحسب تلك التقارير فإن بعض المسؤولين في حكومة الأسد واجهوا مشاكل جدية مع بعض تصرفات وأفعال غفاري بل واعتبروها “انتهاكاً لسيادة سوريا”.

وبحسب مصادر في دمشق فإن غفاري قام بتهريب بضائع مختلفة إلى سوريا وأقام سوقًا للأسلحة كان منافسًا للسوق السورية.

كما أفادت التقارير أن سوريا اتهمت القوات الإيرانية باستغلال الموارد الطبيعية والاقتصادية لسوريا دون دفع ضرائب للحكومة السورية.

ووفق التقرير فقد نفذ غفاري عددًا من الهجمات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل من الأراضي السورية، كان بعضها خطيرًا للغاية وكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب غير مرغوب فيها في المنطقة ويشمل ذلك هجوم 20 أكتوبر / تشرين الأول الماضي على القوات الأمريكية.

وقال مصدر سوري “إن عزل جواد غفاري كان بمثابة ضربة كبيرة للشخص الذي كان يمثل قائد فيلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني، الذي قتلته الولايات المتحدة العام الماضي، والذي يسعى للسيطرة على مناطق استراتيجية من حدود إيران إلى شواطئ سوريا لبنان في البحر المتوسط”.

وجواد غفاري، المعروف أيضًا باسم “العميد أحمد مدني”، هو أحد القادة القدامى في الحرب العراقية الإيرانية، الذي ذهب إلى سوريا عام 2014 تحت قيادة قاسم سليماني وأصبح القائد الرئيسي لقوات الحرس الثوري الإيراني في شمال سوريا.

ولعب دوراً مهماً في مدينة حلب الجنوبية الشرقية في تطوير القوات الموالية للأسد في الحرب الأهلية السورية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015، بعد اغتيال الجنرال حسين همداني، تلقى غفاري أمرًا جديدًا من سليماني ليكون القائد العام للحرس الثوري الإيراني في سوريا.

وبحسب بعض المصادر “فقد تورط غفاري في بعض عمليات القتل خلال معركة تحرير حلب، بل إن بعض المصادر السورية وصفته بـ “جزار حلب”.

وتابعت المصادر: “كما أنه متهم بارتكاب جرائم أثناء حصار الغوطة الشرقية قرب دمشق ومدن مهمة أخرى مثل درعا والقنيطرة، كما شارك غفاري في وجود قوات الحرس الثوري الإيراني على الأراضي العراقية”.

وأشارت إسرائيل مرارًا إلى غفاري في تقاريرها عن شخصيات من الحرس الثوري الإيراني في تهدد البلاد.

وبحسب ما ورد حذرت إسرائيل، التي لها علاقات وثيقة مع روسيا، غفاري خلال اجتماع مع مسؤولين في موسكو.

وخلال الحرب الأهلية السورية، سمحت روسيا عادة لإسرائيل بشن عدة غارات جوية على الأراضي السورية لمنع القوات الإيرانية وحلفائها، مثل حزب الله اللبناني من الاقتراب من حدود إسرائيل.