نوسوسيال

بقلم سيدار رشيد : البطالة الدائمة للزوج تؤدي للإنفصال

428

 

إن عقد الزواج عقد مقدّس، ولا بد أن تكون الحياة الزوجية قائمة بين الزوجين على المودة والرحمة، كما أمر رب العالمين، إلى أن يفرّق الموت بينهما، فإذا تعثر العيش، وضاقت السبل، وفشلت وسائل الإصلاح بينهما عن طريق أهل الصلاح من أهل الزوجين، يقع الطلاق، فكثيرًا ما يحدث بين الزوجين من الأسباب والدواعي، ما يجعل الطلاق ضرورة لازمة .. لصعوبة العيش بينهما، فليس الزواج ألعوبة في يد

 

العابثين بهذا الميثاق الغليظ كما سماه رب العالمين، أو أن تتجنبه حتى تصبح مؤهلًا لذلك، لأن الإنسان غير المؤ هل للحياة الزوجية مجتمعيًا وأخلاقيًا يضر بنفسه وبزوجته وبالمُجتمع، ولذلك شرعت الاستخارة قبل الزواج. وبعد الزواج ذابت الثلوج وبانت المروج وخلع الزوج قناعه المزيف تبين أنه بكره

العمل والانخراط في المجتمع والحياة العملية والمهنية ومثل هؤلاء من الرجال من الأزواج يعيشون على هامش المجتمع ينتظرون راتب الزوجة و ( الخرجية ) ويستنفذون معاش زوجاتهم من هنا تنعكس على حالة الزوجة العاملة نفسيا واجتماعياو ينعكس على الأولاد, وهذا مما يؤدي الى الانفصال عن بعضهما ونفور الزوجة من الزوج ( التنبل ) ساند جدران البيت .

فلا يجوز فك هذا الميثاق الغليظ بين الزوجين لأسباب تافهة يستطيع أحدهما التغاضي عنها لاستمرار الحياة، ولكن قد يتزوج الرجل والمرأة، ثم يتبين أن بينهما تباينًا في الأخلاق، وتنافرًا في الطباع، فيرى كل من الزوجين نفسه غريبًا عن الآخر، نافرًا منه وقد يظهر لأحدهما من صاحبه بعد الزواج ما لا يحب، ولا يرضى من سلوك شخصي، أو عيب خفي. عند الزوج الذي يعيش في دوامة ( البطالة ) معتمدا على راتب زوجته الكادحة التي تكدح من أجل  تربية أطفالها.

وقد يظهر أن استمرار الحياة الزوجية للمرأة عقيم لا  يتحقق معها أسمى مقاصد الزواج، وهو لا يستطيعه، إلى غير ذلك من الأسباب والدواعي، التي لا تتوفر معها المحبة بين الزوجين، كما أمر الله (وجعل بينكم مودة ورحمة).

فأسباب الطلاق معروفة أو يظهر منها المشتهر على ألسنة الناس، لكنّ هناك أسبابًا لا يعلمها إلا الله تعالى بين الزوجين، منها الصحيح ومنها التافه الذي لا يجوز به الطلاق، ولكن أنا ألوم على الرجل الذي يستطيع أن يحتوي هذه المشاكل ويقدر على تجاوزها، لكنه يهرب من المسؤولية لعدم أهليته في الحياة الزوجية.

فكثير من الناس يتفنن في الأخلاق وتحسين صورته، وبعد مرور الأيام يظهر معدنه في المعاملة، فمثلًا يكون الزوجان متفقين على أساسيات الحياة ومسارهما المستقبلي، ومع الوقت قد يعدل أحد الطرفين أو كلاهما عن بعض الآراء إما لأسباب عارضة قد لا يتقبلها الآخر أو افتراءات للتخلص والرغبة في التغيير.

فهناك جهل كبير من بعض الأزواج بالحقوق والواجبات المُتبادلة على كل طرف تجاه الآخر وتجاه الأسرة والمجتمع، وهذا نابع من ضعف الإرادة بالبحث عن عمل والبطالة الدائمة وقلة الوعي بالمسؤولية والمفهوم الحقيقي للزواج وبناء الأسرة.

فمن ينظر إلى غالبية حالات الخلافات الزوجية التي قد تصل إلى القضاء من أجل الطلاق، يجد أن دافعها الأساسي الرغبة في الانتقام من قِبل الطرفين، وفيها نكران للجميل، ونسيان للفضل والعشرة.