نوسوسيال

مخطوطات سيلين.. كنزٌ أدبي لا يُقدّر بثمن

نادي

365

 

“قرأنا لكم   قصة ظهور المخطوطات المسروقة للكاتب الفرنسي الشهير فيرديناند سيلين.

قرأنا لكم  في نادي نوس سوسيال لحدث ثقافي نادر في فرنسا وواحد من أعظم الاكتشافات الأدبية تمثل في العثور على مخطوطاتي ل مجهولة للكاتب الفرنسي الكبير فرديناند سيلين تضم مخطوطات لرواياته المنشورة وأخرى لم تنشر، بالإضافة إلى قصص ومقالات ورسائل طالما اشتكى سيلين من أنها سُرقت من شقته في باريس في صيف عام 1944 عندما بدأت تباشير هزيمة الجيش النازي تلوح في الأفق.

وكان سيلين الذي اتهم بالخيانة ومعاداة السامية قرر مغادرة باريس على وجه السرعة إلى ألمانيا ومن هناك إلى الدنمرك كمنفى اختياري.

وخلال غيابه، اقتحم مجهولون شقته في حي مونمارتر الشهير وسرقوا كل ما تحتويه من أغراض ووضعوا أياديهم على آلاف الصفحات من المخطوطات التي كان يحافظ بها سيلين في أدراجه.

وحتى وفاته عام 1961، ظل سيلين يتحسر على هذا الكنز من المخطوطات الذي سلب منه واعتقد كثيرون أن سيلين يبالغ في شكواه أو أن المخطوطات سرقت بالفعل وضاعت الى الأبد.

واعتبر الناقد ايمانويل بيرا أن هذه المخطوطات كنز لا يقدر بثمن.. “هذه المخطوطات الثمينة هي بمثابة قنبلة نووية واعتقد أنها ستغير نظرتنا إلى سيلين بشكل جذري وإلى الأدب الفرنسي في القرن العشرين بشكل عام”.

فمن بينها يوجد مخطوط كامل من 800 صفحة لرواية Casse-pipe التي تتناول الحرب العالمية الأولى. هذه الرواية لا يعرف عنها المتخصصون في تراث سيلين سوى خمسين صفحة مبتورة.

وسيتيح لنا نشر هذه الرواية ودراستها التعرف على تجربة الحرب العالمية الأولى من وجهة نظر سيلين الذي كتبها انطلاقا من تجربته كمجند في سلاح الفرسان في ثكنة رامبويه بضواحي باريس ثم انتقاله لاحقا الى جبهة الحرب.

إن هذه الرواية لوحدها ستعيد النظر في رؤية أعمال سيلين لأنها بمثابة حلقة مفقودة بين روايتي “موت بالتقسيط” و”رحلة في أقاصي الليل” وستعطي فكرة وافية عن تطور الأسلوب والرؤية لدى سلين.

وضمن هذه المخطوطات هناك مخطوط حكاية “إرادة الملك كروغولد”، وهي حكاية لم نعرف عنها سوى إشارات وتلميحات وردت في رسائل سيلين. وهناك أيضا مخطوط “رحلة في أقاصي الليل” الذي يتضمن عشرات الصفحات التي تخلى عنها سيلين وحذفها من الرواية المنشورة.

إذن نحن فعلا أمام اكتشاف مذهل، وأعتقد أن هناك عدة أعمال سترى النور انطلاقا من هذه المخطوطات خاصة وأنها تعود في غالبيتها إلى الفترة الأكثر خصوبة في مسار سيلين ما بين سنوات 1929 و1937.

ويعود الفضل لظهور هذه المخطوطات، بعد مرور ستين عاما على وفاة سيلين، إلى جان بيار تيبودا وهو صحافي متقاعد من أسرة صحيفة “ليبراسيون” وكان تلقى مكالمة من مجهول قال له بأنه يحتفظ بمخطوطات مجهولة لسيلين ويريد أن يسلمها له بعد أن توفت زوجة الكاتب.

واتضح من خلال التحقيقات أن الأمر يتعلق بفرد من عائلة أحد الأشخاص الذين قاموا بسرقة بيت سيلين عام 1944 وأن تركها لعائلته بعد وفاته وبقيت قابعة في قبو بمنزل في جزيرة كورسيكا طيلة أكثر من سبعين عاما.

هكذا إذن تحققت نبوءة سيلين الذي كان دوما يطالب باسترجاع مخطوطاته، وسيكون بوسع القراء أن يطلعوا على جديد سيلين عبر دار النشر “غاليمار” التي ما تزال تمتلك حقوق نشر مؤلفات سيلين التي ستزداد سمكا في رفوف المكتبات بعد ظهور عناوين جديدة تضاف الى قائمة أعماله الكاملة.

وكل كتاب وأنتم بخير…