نوسوسيال

فقدالمشهد الثقافي السوري فارس الإبداع نصر الدين البحرة

340

 

/    بقلم  : الكاتب الصحفي  حسن ظاظا  /

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
غيب الموت الزميل الكاتب الصحفي نصر الدين البحرة عن الدنيا إلى عالم الأخر،وترك لنا أثرًا طيبًا في القلوب، مات أبو عمر  فتبقيت ذكراه خالدة تاركا لنا من أسلوب حياة يعد من أرقى أساليب الحياة متمثلًا في القدوة الحسنة وهو ما يبرز سيرته العطرة بيننا.

نصر الدين البحرة الكاتب والصحفي والروائي  المبدع  ( أبو عمر  )  الذي زارته المنية في فراشه  مساء أمس الخميس الفائت  يحمل في ذاكرته تاريخًا  وطنيا عريقًا، منذ طفولته فاكتسب منها مهارات الحياة وتأسيس فكره وثقافته سلك سلوك الوطنيين المخلصين الشرفاء فكان الجندي المجهول المتواضع والأستاذ المربي للأجيال في مدارس دمشق شارك في تحرير معظم الصحف  والدوريات السورية
ألفه طلابه ورفاقه في الحزب الشيوعي السوري مقابل داره إذ كان يرفض التغيب عن إجتماعاته الحزبية مهما  حدث  ملتزما بالدسبلين الحزبي  (إنّا لله وإنا إليه راجعون).حينما نتحدث عن فقيد ذي شأو عظيم وهمة عالية ونخصص له مساحة في عمود (بداية سطر) فلأن شهادات المتحدثين عن حسن سيرته وعطر حياته تعكس انطباعًا تصدّق ما نورد في هذه المساحة.

وتؤكد بأنّ فقيدنا ليس برجل هيّن، إنّه في قلوبنا وقلوب محبيه  أحبته مدينته دمشق وأحبها وعشق حاراتها العتيقة وروائح زهر النارنج والياسمين  التي تفوح من بيوتها الجميلة  وما نورده هنا لا يمكن أن يعكس حياة الرجل الوطني المبدع ا الذي بلغ 87 عامًا ولا يزال وكأنه في ريعان العمر في الهمة الصادقة وفي العطاء ا  ألددبي والفكري والثقافي الوفير والأعمال  الأدبية مستمرة  حتى أخر رمق من عمره.فهذه السلوكيات الثقافية التي تقرب الإنسان المثقف المبدع ترفع همم الآخرين فيستنيرون بها دروبهم لتوقظ أحاسيسهم بأن الإنسان لا محالة سيغادر الدنيا الفانية وخير ما يترك فيها أعماله الأدبية والثقافية خالدة بعد حياته توفي الزميل والصديق  ( أبو عمر )  إستاذنا الكبير الرائع  وترك لنا إرثا عظيما من  المؤلفات والكتب والدراسات الثقافية والعلمية والفكرية  فلربما نتعلم من مدرسته الصادقة ونقتفي أثره ولو بشيء يسير.

ما أحوجنا اليوم الى تعلم معاني الثبات على الدين والتقوى من مثل هؤلاء الرجال الصالحين.
قبل أسبوع من وفاته زرته في بيته وهو في سرير المرض يرطب لسانه بذكر الله ويشد على يدي وكأنّ لسان حاله يوصيني بتقوى الله في السراء والضراء فلقد كان متهللًا بشوشًا فرحًا كما هي عادته مبتسمًا لمن يعوده ويدعو الله لنا في كل زيارتنا له، ويدعونا الى عدم التخلف عن زيارات الأرحام..نعم السلوك سلوكه..فلقد كان رائعًا يمشي بين أفراد الأسرة.
أي حزن غشي أفراد الأسرة إبان تشييع جثمانه لأننا فارقنا رجلًا عزيزًا على قلوبنا خطفه الموت بعد معاناته من مرض عضال وترك لنا أحداثا وذكريات ستنتابنا لا ريب إلا أن الانسان مهما بلغ من العمر عتيا فلن يبقى الى الأبد وهو مصير كل حي.
فالإنسان بعد وفاته إما ان تبقى له سيرة حسنة عطره يذكر الناس مناقبه أو صمتا لا حديث عنه، رحل نصر الدين البحرة ولكن ستبقى ذكراه في مجلسنا بنادي الصحفيين ومقهى الهافانا وستغني مؤلفاته المكتبة السورية والمكاتب الوطنية بتراثه الأدبي والفكري لتنير الطريق للأجيال والأوساط الثقافية
وأخيرًا رحم الله نصر لدين   الحرة ابو عمر الرائع في جلساته اليومية تاركا فراغا كبيرا للمشهد الثقافي السوري    فكم من إنسان نسجت أكفانه من حيث لا يدري كان بيننا بشوشًا ضاحكًا وأضحى في اللحود.
فكم من الدروس والعبر والمواعظ تركت بعد رحيل رجالها من الحياة الدنيا.. فهل نتعظ ونعتبر نحن بني البشر منها..؟ فكفى بالموت واعظًا.

وداعًا العم رفيقنا وإستاذنا وأديبنا ابو عمر وأرقد بسلام، فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

رئيس تحرير نوس سوسيال الدولية حسن ظاظا     تاريخ  30/ نيسان      2021