نوسوسيال

الشاعر السوري جان إبراهيم من واحاته ميلادُ القصيدةِ

599

الشاعر هو الإنسان الحساس ورقيق المشاعر والإبداع

هو الإنسان القادر على التأ ثير في نفس الغير وكشف حقائق الحياة من حوله ودفعه إ لى حياة أفضل والشاعر السوري المعروف جان إبراهيم رهيف المشاعر والإ حساس في قصائده وحروفه الرشيقة المعبرة عن وجدانية إنسانية في واحاته الشعرية المليئة بنبض الحياة والإ نسانية.

بين سطورِ الكونِ
وثنايا شرايينِ الحياةِ
على صدور صفحاتِ
دواوينِ القوافلِ العابرةِ
بين تسلسل الأيّامِ
وعلى الأطلالِ المتناثرةِ
هنا…….. وهناك
أتّكئُ على عكازة الحسراتِ
وأنا أبحثُ عن ذاتي
*
أبكي مَن كانوا هنا
تبكيهم صباحاتي وأمسياتي
مع صدى.. صمت الجدارِ
حينما بدا نصفُه منهاراً
تناثرت أحجاره
على أرصفة الجليدِ هناك
ولا زال ضوءُ المصابيحِ هنا
ينتظر حلقاتِ بسماتِ الصغارِ
*
على شفاه الغروبِ
دمعةٌ يتيمةٌ سالت
وتبعثرتْ مفرداتي
أرتّبها على وسادة النومِ
أنسجها على خاصرة الليلِ
والليل في ألم المخاضِ
أترقّبُ ميلادَ قصيدتي
من رحم جنونِ عشقي
وأبحثُ فيها عن ابتساماتي
*
رقصاتُ الفصولِ العاريةِ
على مسرح صباحات
أناشيد الصغارِ
كابوسٌ شاحبٌ طاغٍ
خيّب آمالي
كلّما توسّدت صدرَك الحنونَ
في ازدحام المآسي
وما أكثر الباحثين عن ذواتهم
في غفلة الليالي
بعيداً عن أجسادهم الثكلى
وأنا أفتّشُ في الذكرياتِ
*
أحلّقُ بعيداً
مع أسراب السكارى
ألملمُ تشرّدَ أفكاري
كلّما ارتشفت قهوة الصباحِ
على إيقاع دقّاتِ قلبي
ولا زال عنفوانُ نبضي
يحرّكُ شراييني
كلّما مزّقت قناديلُ الحروفِ
ستارَ الليلِ الثقيلِ
في توالي كوابيسِ الأحلامِ
ولا زلتُ أبحث عن ذاتي
*
ولا زال الزيتونُ يحبلُ
وعلى وريقاتها
كان ميلادُ قصائدي
ولم تذبل
جذورُها تعمّقتْ
في الأرض ولم تذبل
وسأبقى بجوارها
ولن أرحلَ
*****
جان ابراهيم – القامشلي