وزير خارجية فلندا يثمن عاليا الإدارة الذاتيةودور قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا
أكد فنر الكعيط بأن الخارجية الفنلندية أيدت تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مرتزقة داعش، خلال أول زيارة رسمية للإدارة الذاتية لدولة فلندا، وأكدت على استمرار التواصل الدبلوماسي بين الجانبين.
زار جمهورية فنلندا وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ضمّ كل من الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة نظيرة كورية، ونائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية فنر الكعيط، وممثل الإدارة الذاتية في دول اسكندنافيا شيارعلي.
وعن تفاصيل اللقاء الذي جرى بين وفد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ووزير خارجية فلندا بيكا هافيستو، قال نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية فنر الكعيط، لـ نوس سوسيال”وفد الإدارة الذاتية زار فنلندا في تلبية لدعوة رسمية وُجّهت لهم من الحكومة الفنلندية عن طريق وزارة الخارجية”.
وأشار الكعيط بأن وفد الإدارة الذاتية استُقبل من قبل وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في مقر وزارة الخارجية، وقال: “اللقاء استمر أكثر من ساعة ونصف”.
ونوه الكعيط بأن الجانبين تتطرقا خلال اللقاء لعدّة جوانب، سياسية، وعسكرية، واقتصادية وإنسانية، وسبل إيجاد حل لسوريا بشكلٍ عام، والوضع في شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص.
وحول أبرز النقاشات التي دارت بين الجانبين، أوضح الكعيط بأن “وزير خارجية فلندا شكر في البداية جهود الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لمحاربتهم الإرهاب وفرضهما الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا، ودفاعهم عن العالم والقيم الإنسانية”.
وقال: “بدورنا شرحنا وضع الإدارة الذاتية والهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، واحتلالها للأراضي السورية، وانعكاساتها وآثارها على المنطقة التي كانت تتمتع بالأمن والاستقرار، وصولاً إلى الوضع الاقتصادي، والتهديدات التركية المستمرة، والحل السياسي في سوريا بشكل عام، ووجهة نظر الإدارة للحل في سوريا”.
فنلندا قطعت علاقاتها العسكرية مع تركيا عقب الهجمات
وأشار فنر الكعيط إلى موقف الحكومة الفنلندية من الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، وقال: “وضح وزير الخارجية الفنلندي بأن الحكومة الفنلندية أدانت هجمات الاحتلال التركي منذ الساعات الأولى، وأن فنلندا قطعت علاقاتها العسكرية مع تركيا عقب الهجمات”.
الكعيط أشار لطرحهم موضوع مرتزقة داعش وعائلاتهم الموجودين ضمن مناطق شمال وشرق سوريا خلال اللقاء، وبيّن: “وضحنا بأن لدينا أكثر من 8 آلاف طفل وأكثر من 4 آلاف امرأة، عدا عن مرتزقة داعش، وبأن هؤلاء ينتمون إلى أكثر من 53 دول من بينهم فنلندا، وبيّنا بأن هذه المعاناة هي معاناة دولية ولابد من إيجاد حل دولي لهؤلاء”.
وأكد الكعيط بأن الإدارة الذاتية أوضحت ضرورة وجود حلول جذرية لملف مرتزقة داعش وعائلاتهم، وبأنهم أطلقوا نداءات مستمرة منذ البداية للدول العالمية لاستلام رعاياها، وقال: “ولكن بكل أسف الكثير من الدول لم تستجب لهذه النداءات، والبعض الأخر استجاب استجابة خجولة جداً، ووضحنا بأن العدد هائل، وإلى الآن سلمنا أقل من 10% من عدد الأطفال لدولهم، وشددنا على ضرورة الاستعجال لإيجاد حل لهذا الملف الشائك ضمن منطقتنا، والضغط على تلك الدول لاستلام رعاياها”.
فنلندا تؤيد تشكيل محكمة خاصة لمقاضاة داعش
ونوه الكعيط إلى أن وزير الخارجية الفنلندي أيد تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مرتزقة داعش، وقال: “شرحنا وجهة نظرنا للحكومة الفنلندية وطلبنا المساعدة من الجوانب القانونية، والفنية، وأن تكون هذه المحاكمة شفافة ومعلنة أمام الرأي العام، لينال المرتزقة جزاءهم العادل”.
ونوّه فنر الكعيط إلى أن وفد الإدارة الذاتية تطرق خلال الاجتماع الذي عُقد مع وزير الخارجية الفنلندية إلى الوضع الإنساني ووضع النازحين في مناطق شمال وشرق سوريا، وقال: “طرحنا مشكلة النازحين من الداخل السوري، وأوضحنا وجود أكثر من مليون ونصف نازح في المنطقة، عدا عن أبناء المنطقة الذين يُقدر عددهم بحوالي 6 مليون نسمة، وقلنا بأننا في مرحلة حصار وسط الأزمة الاقتصادية التي تعصف بسوريا عامةٍ، وطلبنا الضغط على المنظمات الإنسانية التي علقت أعمالها ضمن المنطقة عقب الهجمات التركية، لتقديم المساعدات مجدداً للنازحين والتواصل مع الإدارة الذاتية”.
فنر الكعيط أكد بأن وزير الخارجية الفنلندية وعد بإيصال المطالب والنقاشات التي دارت بين الجانبين خلال الاجتماع إلى الجهات المعنية، والدول الصديقة، والاتحاد الأوربي التي هي عضوة فيها.
نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية فنر الكعيط بيّن بأن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، وتُعد خطوة جيدة في المجال الدبلوماسي، وأكد بأن اللقاءات ستسمر بين الحكومة الفنلندية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وقال: “وزير الخارجية الفنلندي تمنى أن يستمر التواصل الدبلوماسي بين الجانبين”.
وتطورت العلاقات الدبلوماسية بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وفنلندا عقب زيارة سفير ومبعوث فنلندا في الأمم المتحدة جوسي تنر في 22 كانون الأول 2019، للمنطقة، واستلام طفلين فنلنديين من أبناء داعش من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بشكل رسمي عبر وثيقة استلام وقّعت في دائرة العلاقات الخارجية بين الجانبين.
