شاعرة حوار مع الالتونسية فوزية العكرمي أجرى الحوار : نصر محمد تكتب النثر وتعتمد على التكثيف وعبق وعمق الجملة. لها فلسفتها الخاصة وخطها الكتابي الذي يميزها دون غيرها. تعشق الحياة تحترم الإنسان ايا كان بغض النظر عن دينه او لونه أو عرقه. تعشق الوطن وتراه فوق المزايدات
العرقية والطائفية وتعشق الأدب وترى انه الموحد للأمم. فالأدب لا وطن له. انه اممي تقرأ للجميع. انها الشاعرة التونسية فوزية العكرمي ضيفتنا وضيفتكم في برنامج ضيف وحوار لهذا اليوم -شاعرة تونسية -عضوة بإتحاد الكتاب التونسيين -أستاذة الأدب و اللغة العربية -أسّست العديد من النوادي
الأدبية والثقافية تشرف على العديد من فروع لجمعيات أدبية تونسية وعربية -نشرت جل أعمالها بالصحف و المجلات التونسية و العربية -لها مشاركات في العديد من التظاهرات الأدبية و الفكرية الوطنية والعربية تمّ تكريمها في أكثر من ملتقى وطني وعربي (الجزائر –العراق – المغرب –مصر –
ايران –) كُتب حول تجربتها الشعرية العديد من المقالات أبرزها (كتاب ظلّ حلم الذي صدر في ايران للدكتور جمال نصاري ) وقريبا سيصدر ديوان شعري مشترك في كردستان بينها وبين الشاعر الكردي “فرمان هدايت ” -صدرت قصائدها في أكثر من ديوان شعري مشترك تونسي وعربي -ترجمت أشعارها
الى لغات عديدة …الفرنسية –الأنقليزية –الاسبانية-الفارسية-الكردية-الأندونيسية -من مؤلفاتها: -وجوه أخرى للشجن(2005) -ذات زمن خجول(2011) -كان القمر لي (2014)صدر بلندن – جدير بالحياة(2017) تونس لها تحت الطبع : -مجموعة قصصية(هبوط اضطراري) كما أسهمت في انجاز
بحوث عديدة تربوية خاصة ومقالات متنوعة في صحف تونسية (الشارع المغاربي )ومصرية (الاثنين …اليوم وغيرها ) على ضوء الشمس عَلَى َضَوْءِ الشَّمسِ تَسْلُخُ بِلادِي جِلْدَهَا بِلادِي التِي رَبّيْتُ تَفاصِيلَ جِسْمِهَا بَيْنَ ضُلُوعِي أَخْفَيْتُ هَشَاشَتَهَا عَنْ أَعْيُنِ النَّازِحِينَ تَضْمُرُ سَماؤُهَا تَصْغُرُ تَسْقُطُ رُوَيْدًا رَغْمَ كُلّ
الدَّعواتِ المَحْتُومَةِ بالزّغارِيدِ يَسْعُلُ الوَقْتُ فِي الأَثْناءِ سُعالًا خَفِيفًا رَأْفَةً بِقَلْبِ أُمِّي أَيُّها الوَقْتُ الغَرِيبُ رَأْفَةً بِيَدٍ يَلْتَهِمُهَا العَراء صَارَتْ البِلادُ خَفِيفَةً مُوزّعَةً فِي أَكْيَاسِ مِنْ وَرَق مَنْ يَشْتَرِي ؟ لَنَا الوَحْلُ نَدْبِغُ بِهِ أَيامَنا البَعِيدَة وَللقَادِمِين من خَلْفِ البِحارِ رَشفَاتٌ من صَدْرِها المُتَرَهِّلِ لَا مَعْنَى لِخَرائِطَ مُجَفَّفَةٍ
لعشرة كَيْ يَسْهُلَ خَطْفُهَا وَتَخْتفِي فِي ظِلِّهَا إِنَّنا مَوْعُودون بشَهْقَةٍ أُحْرَى يَابِلادِي تُلُعْلِعُ في يَوْمِنا السّاذج فَوْقَ رُؤوسِنا حتّى ترُدَّنا إلى بيوتِنا ….إلى رسائلِنا المَطْوِية في جُيُوبِنا إلى شَمْسِنا الدّافِئَةِ التِي نَكادُ نَسْمعُ ضَجِيجَهَا فِي أحْلامِنَا س _ بداية ماذا تريد فوزية العكرمي من الشعر؟ وكيف تصف للقارئ
الشاعرة التي بداخلها؟ ج _ سؤال مفاجئ والله ومحيّر في آن واحد ماذا أريد من الشعر ؟من هذا المارد الذي يسكنني ويعكّر أحيانا صفو ذهني ويهيّج انفعالاتي …أريد من الشعر أن يخلي سبيلي أن يحرّرني ويعيدني نطفة في بحر الحياة بل صرخة عفوية في حنجرة وليد يشهد النور للمرّة الأولى .أريد من
الشعر أن يحلّق بي حتّى أتوه عن العودة إلى الأرض فأظلّ معلّقة بين عالمين في نوسان غريب .والسؤال المسكوت عنه ماذا يريد الشعر منّي ؟ لماذا يلاحقني في كلّ مكان ؟ويسطو على أجمل أوقاتي ليحوّلني إلى ريشة في مهب الريح .لست شاعرة ولطالما نفيت عمّا أكتب صفة الشعر وعددت
مخطوطاتي نوعا من الهذيان لكنّ الشعر يفضحني ويشير بأصابعه الطويلة إليّ حيثما حللت ..الشاعرة التي بداخلي معتوهة ومجنونة وفوضوية وأنا أكبح جماحها بكلّ ما أوتيت من قوة وبكلّ مامنحني إياه المجتمع من قدرات على التلاعب والمراوغة أصاب بالاحباط أحيانا وأنا أحاول أن أفهم حقيقة هذه
س _ هناك من يصف الخطاب الشعري لدى المرأة عموما بالخطاب الذي لم يزل متعثرا ما رد الشاعرة فوزية العكرمي على ذلك؟ ج _ من يصف الخطاب الشعري لدى المرأة بالخطاب المتعثر هو كمن يحاول إخفاء عين الشمس بالغربال كما يقال وهذا أمر طبيعيّ في مجتمع مازال ينظر إلى المرأة نظرة دونية وكلّ ما يصدر عنها يفتقد للمهارة والابداع لكنّ الواقع يفنّد هذه المقولة إذ تثبت الذات الشاعرة قدرتها على التميز والابداع ولنا أدلّة لا تحصى ولا تعدّ عن تجارب شعرية نسائية استفاد منها
ج_ ارتفاع نسبة العنوسة أمر نسبي في المجتمعات اليوم إذ صارت العنوسة اختيارا يدخل في باب القناعات الشخصية لأسباب يطول شرحها لعلّ ابرزها ارتفاع تكاليف الزواج في ظل مجتمع بنيته الاقتصادية هشّة ويعاني من ارتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف الحاصلين على الشهائد أمّا عن
الزواج فنحن في تونس لا نعاني من هذه المشكلة لأنّ المسألة صارت من تقاليد الأسرة التونسية وشمائلها وقد سنّ القانون والدستور ومجلة الأحوال الشخصية ذلك منذ الاستقلال .حتّى إن نظرنا إلى مسألة الزواج في الشرع فلقد حذّر الله سبحانه وتعالى من ذلك بصريح العبارة القرآنية “وإن خفتم ألّا
الجمالي والتعبير عن الأوضاع المختلفة وهموم الفرد في مجتمع رأسمالي لاقيمة فيه للأفراد وإحلام النفوس بغد اجمل وأفضل ومحاولة بث التوعية ويبدو المرأة اليوم بحاجة أكيدة إلى خطاب توعوي يذكّرها بخطورة المرحلة وظهور قوى رجعية تسعى للالتفاف على مكاسبها وامتيازاتها وقد فشل
السياسيون التقدميون في تبليغ هذه الرسالة لما في خطابهم من خشونة وترهيب وانفعال مبالغ فيه .إنّ الفنّ عموما هو المنقذ للفرد من الضياع والضلال واستيلاب الذات . س _ الشاعرة فوزية العكرمي ماهو مفهومك للحداثة في الشعر وما هي معايير للقصيدة الحديثة. كيف يمكن تحديد ا
بالتفاصيل والجزئيات .لقد فرضت اليوم قصيدة النثر وجودها في الساحة الشعرية وافتكت مكانها كوليد شرعي لقصيدة تآكلت وهرمت وظروف بحاجة إلى نمط جديد يستوعب التحولات الطارئة في المجتمع ويخطئ من يعتقد أنّ قصيدة النثر هي الحمار القصير الذي يعتليه كل من هب ودبّ لأنّه غير ملمّ بشروط كتابة قصيدة النثر وماتتطلبه من مجهود اضافي في البناء والايقاع وهندسة الأسطر
الشعرية وهذا كله يتطلب مهارة فائقة . س _ كشاعرة تونسية كيف تنظرين إلى الناقد التونسي. هل يقوم بدوره على أكمل وجه؟ ج _ الناقد التونسي غير مواكب لما يعتمل في المشهد الأدبي عموما من حركية غير مسبوقة إذ نشهد يوميا ولادة عشرات الكتب في شتى صنوف الأدب شعرا
التي تستعيض بها عن جحيم الواقع .إنّ مشاعر الأنثى المختلفة وما يميزها من مشاعر الحنان والأمومة ورهافة الحسّ تضفي على كتاباتها الكثير من الصدق والشفافية ويجعل تجربتها مختلفة اختلافا كبيرا عمّا يكتبه الرجل س _ يربط الكثيرون الأدب النسوي بحركة تحرير المرأة من سطوة الذكورية. برأي الشاعرة فوزية العكرمي إلى أي مدى أثر هذا الفكر في خفوت وقلة الأسماء الانثوية. قياسا للذكورية؟ ج _ طبيعة المجتمعات المحافظة التي تكرّس مبدأ التمييز بين الذكر والأنثى على
أساس الجنس لا على أساس الكفاءة والقدرات والامكانيات أضاعت علينا الكثير من الابداع الأنثوي المتوهّج.أنا انتصر لجنسي ولبنات جنسي ثمّ إنّ مصطلح “نسوي ” فيه استنقاص من قيمة ماتكتبه المرأة لذلك الأصح هو القول بأدب المرأة وماتكتبه المرأة.إنّ من يحيا لقرون بين الحجب وفي الكهوف
لن يرى جمال النور للوهلة الأولى ولن يستمتع بدغدغات الأشعة إلا بعد فترة من الزمن لذلك ظلت كتابات المرأة محتشمة يتمّ الاحتكام فيها للرجل فهو السبّاق حسب عرف المجتمع وبأيديه مفاتيح الابداع والابتكار من هذا المنطلق ظلت المرأة لعقود في تبعية أدبية للرجل فالرجل هو من يقدمها للجمهور ويعطيها تأشيرة الانطلاق. س _ أضحى الغموض ظاهرة شائعة في، الشعر الحديث. خلقت
فجوة عميقة بين الشاعر والمتلقي. ما سر ملازمته لأغلب التجارب الشعرية الحديثة؟ ج _ ليس الغموض هو الابهام أو الإلغاز .الغموض سحر وربط شفيف بين الدال والمدلول دون تعنّت أو نقصان وحسن توظيف المجاز واختيار العبارة الشعرية وحسن التخلص من معنى إلى آخر .الغموض كلمة سر
تقيمين المشهد الشعري التونسي الراهن في وسط مايبدو للمراقب البعيد المحايد اضطرابا او تداخلا؟ س _ الشاعرة فوزية العكرمي كيف تقيمين المشهد الشعري التونسي الراهن في وسط مايبدو للمراقب البعيد المحايد
الشعراء بأنانيتنا وغرورنا فاختلط الحابل بالنابل والجيّد بالرديء وصارت عملية النشر لا تخضع لأيّ منطق فالمقتدر ماديا ينشر ما يريد من خزعبلات ودور النشر تشجع على هذا لأنّها دور نشر تجارية بالأساس س _ الشاعرة فوزية العكرمي ماهو في رأيك. اسباب ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والشابات في
تونس . وهل تؤيدي حق الرجل بالزواج من مثنى وثلاث ورباع. وهل انت مع الزواج المدني وزواج المسيار وزواج المتعة للقضاء على العنوسة؟ ج _ ارتفاع نسبة العنوسة أمر نسبي في المجتمعات اليوم إذ صارت العنوسة اختيارا يدخل في باب القناعات الشخصية لأسباب يطول شرحها لعلّ ابرزها
ارتفاع تكاليف الزواج في ظل مجتمع بنيته الاقتصادية هشّة ويعاني من ارتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف الحاصلين على الشهائد أمّا عن الزواج فنحن في تونس لا نعاني من هذه المشكلة لأنّ المسألة صارت من تقاليد الأسرة التونسية وشمائلها وقد سنّ القانون والدستور ومجلة الأحوال