نوسوسيال

بقلم الصحفي مصطفى عبدو:هل كان شكسبير مواطناً سورياً..؟

464

 

ربما يقول قائل عندما ‬يقرأ العنوان‮: يا أخي ‬ما علاقة أشهر كاتبٍ في تاريخ بريطانيا على الإطلاق بالسوريين وبالواقع السوري.؟ دعوني‮ ‬أقرب لكم الصورة قليلاً وأنا أشير إلى مقولة شكسبير الشهيرة :
“‬

إنّ‮ ‬البشر لا‮ ‬يتذكرون ما قمتَ‮ ‬به من أجلهم بل‮ ‬يتذكرون ما لم تستطع القيام به‮”…
ظاهرياً لا توجد هناك علاقة بين شكسبير وبين واقعنا السوري الأليم, لكني في الواقع أود أن أبين مدى التشابه بين ما‮ ‬يقوله هذا الكاتب‮ مع واقعنا نحن ‬السوريين ونحن نعيش ‬أزمات متلاحقة‮ ضمن رقعة جغرافية.‬

واسمحوا لي بداية أن أسرد لكم قصة أهل القرية والديك..
يحكى أنه كان هناك ديك في‮ ‬قرية ما‮ .وكان أهل القرية دائمي الشكوى من الصياح المستمر لهذا الديك الذي كان ‬يصيح صباحاً ومساءً‮ وفي كل وقت يخطر على باله ‬,وبعد المناشدات والشكاوى

المستمرة التي لم تجد نفعاً مع صاحب الديك, وصل بأهل القرية الحال ‬إلى التفكير بالتخلص من الديك المزعج ,فقرروا سرا أن‮ ‬يمسكوا به ويذبحوه وبذلك تنتهي معاناتهم وتم ذلك بالفعل،‮ ‬و ارتاح سكان

القرية في تلك الليلة من صياح الديك ألا أنهم تفاجأوا في اليوم التالي‮ عندما أدركوا سراً خطيراً وهو أنهم قد اسكتوا بالفعل ديكاً‮ ‬واحداً‮ ‬ولكن بدأت تتعالى أصوات ديكة أخرى ‮‬كانت خائفة من ذلك الديك الذي‮ ‬ذبحوه‮ ‬,فبعد أن كانوا أهل القرية منزعجين من صوت ديك واحد بدأوا‮ ‬يسمعون‮ ‬ صباحا ومساءً‮ صياح عشرات الديكة‮ .‬

وما أكثر ما نسمعه في هذه الأيام ولأسباب عديدة وغايات كثيرة وأغراض لا تلبي سوى مصالح خاصة. من صياح للديكة على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يدعو ويشجع على بناء مجتمع متماسك متعايش ومتآزر مبني على احترام الآخر والقبول بخياراته طالما لا تنتقص هذه الأخيرة من

حرية الغير ومن خياراته بحسب قناعاته‮.‬ ‮علماً أن هذه الأصوات لم تكن لتسمع في وقت غير بعيد بل كانت كثيرة الرضوخ والإذلال.. .هذه الدوامة من التصريحات والأقاويل المنتشرة بكثرة هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها والتي تحاول التقليل من المعنويات وفقدان التوازن. و‬قتل كل أمل،وكل نشاط إنساني‮.‬

فهل‮ ‬يعقل أن نكون على هذه الدرجة من البساطة‮.‬. ‬لننسى محاولات الأعداء لتدمير ما بني وفق الحياة التشاركية وننسى (بذرة السوء) المتجذرة لدى البعض ,والتأثير السلبي‮ للجو السياسي‮ ‬العام

على المنطقة وعلينا نحن السوريين تحديداً ‮. ‬فلنتخيل أن شكسبير كاتب سوري ‬ويعيش في‮ ‬ظل كل هذه الأزمات فكيف كان سيكتب ويعيش ويفكر. وهو سيستقبل كلاماً غير مسؤولاً كالذي‮ ‬تضج به

بعض وسائل الإعلام مؤخراً ‮.
فلنكن واقعين قليلا وننظر للأمور بقليل من الحيادية و سنكتشف حينها أشياء كثيرة لم تكن واضحة لنا..واللبيب من الإشارة يفهم..