دعت اليونان، يوم الاثنين، تركيا إلى وقف التحركات “غير القانونية التي تقوض الأمن والسلم في المنطقة”، معتبرة ذلك “تصعيدا خطيرا”.
وقالت الخارجية اليونانية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك “تعد التحركات التركية غير قانونية وتمثل تصعيدا خطيرا جديدا وتكشف دور تركيا المزعزع للاستقرار والمهدد للسلام”.
وتكون عمليات المسح الزلزالي عادة جزءا من الأعمال التمهيدية للبحث والتنقيب عن مصادر الطاقة، كما أن تركيا واليونان على خلاف حول قضايا مثل التحليق فوق بحر إيجة وقبرص المقسمة عرقيا.
وأصدرت البحرية التركية إخطارا ملاحيا قالت فيه إن السفينة التابعة لها “عروج ريس”، ستجري عمليات مسح زلزالي في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.
وسيكون الإخطار ساريا في الفترة من 10 إلى 23 أغسطس الجاري، وفقا للبحرية التركية.
ومن المرجح أن تزيد الخطوة حدة التوتر في شرق المتوسط، بين تركيا من جهة وعدد من دول المنطقة من جهة أخرى، على رأسها اليونان.
قبرص تحذر: تركيا تسعى للسيطرة على البحر المتوسط
وقال نيكوس أناستاسيادس: “لسوء الحظ، نحن نتحدث عن محرض يسعى إلى السيطرة على شرق البحر المتوسط بأكمله، ويضع تحت سيطرته عددا من الدول التي تحيط بشرق البحر المتوسط”.
ويأتي حديث الرئيس القبرصي ردا على ما صرح به وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الاثنين، خلال لقائه مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
وقال إنه في حال حدوث ذلك، فإن أنقرة “ستضطر إلى الرد بالمثل، وسيصبح الوضع أكثر توترا، وهذا لن يخدم أحدا”.
وأرسلت تركيا سفنا ترافقها سفن حربية قبالة سواحل قبرص للتنقيب عن الغاز، مدعية أنها “تعمل لحماية مصالحها ومصالح القبارصة الأتراك”.
بعد مكالمة الـ45 دقيقة… بوتين يتخذ قراره!
وأكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية كيرياكوس كوشوس أن روسيا تراقب تطورات الأحداث في مياه المتوسط عن كثب وبقلق بالغ، مشيراً إلى أنّ بوتين اتصل بالرئيس القبرصي في مكالمة استمرت 45 دقيقة، ووعده بالتدخل لتخفيف حدة التوترات المتزايدة بشأن التنقيب عن النفط والغاز في البحر.
ولم تتّضح بعد طبيعة التصور الروسي لحلحلة خلاف النفط والغاز، لكن أهمية القرار التركي تنبع من توقيته، فهو يأتي في ظل إبحار سفينة الأبحاث التركية “بارباروس” حاليا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص.
وأثارت التحركات التركية حفيظ الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على كبار المسؤولين في شركة البترول التركية، بسبب الحفر في المياه القبرصية.
وتقول قبرص إن تصرفات تركيا تنتهك القانون الدولي، وتجادل بأن أنقرة تستخدم القبارصة الأتراك كذريعة لاستيلائها على السلطة الإقليمية.
كما حثت الولايات المتحدة تركيا في وقت سابق على وقف جهود الحفر التي تثير التوترات الإقليمية، لكن أنقرة تقول إنها لديها حقوق بحرية.
وفي السياق ذاته وتحت تهديدات أوروبا، تراجعت أنقرة هذا الأسبوع عن محاولة مماثلة لاستكشاف الغاز بالقرب من 3 جزر يونانية، وهو ما أثار مخاوف من حصول توتر عسكري في المنطقة.
وتدعو قبرص واليونان دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض مزيد من العقوبات على تركيا لردع انتهاكاتها في المتوسط.