نوسوسيال

بقلم: الصحفي مصطفى عبدو/ هل هي نهاية العلاقة التركية – الروسية..؟

740

العلاقات الثنائية الروسية والتركية لها تاريخ عمره خمسة قرون عندما بعث إيفان الثالث الأمير الأكبر وحاكم روسيا في عام 1492 رسالةً إلى السلطان العثماني بايزيد الثاني حول مسائل التجارة البحرية بين الجانبين. وفي عام 1701 افتتحت السفارة الدائمة للإمبراطورية الروسية بالقسطنطينية.
وفيما بعد تم إبرام العديد من المعاهدات التي تخص التعاون في المجالات المختلفة بين الدولتين آخرها تلك التي تمت بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا, ومشاركته في مراسم افتتاح خط أنابيب الغاز وذلك خلال القمة التاسعة لمنظمة التعاون الاقتصادي بين دول البحر الأسود التي انعقدت في مدينة سامسون التركية.
ومن الجانب التركي زار الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر روسيا عام 2006، واحتلت مباحثاته مع الرئيس الروسي مركز الصدارة في مواضيع كثيرة مثل التعاون في مجال الطاقة والبناء والاستثمارات والتعامل مع القضايا العالمية والإقليمية.
كما قام رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان بزيارة روسيا عدة مرات.
ففي 13 آب عام 2008 زار اردوغان موسكو حيث تقدم بمبادرة إنشاء “منطقة الاستقرار والتعاون في القوقاز”.
باختصار, تعتبر تركيا شريكة اقتصادية تقليدية لروسيا, وازدادت حجم التبادل السلعي بين البلدين سنة بعد أخرى، وشغلت تركيا المرتبة الخامسة بين الشركاء التجاريين لروسيا.
أما اليوم وبعد مرور الذكرى المائة لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وتركيا وبعد تزايد الأحداث سخونة في سوريا وليبيا تزداد الشكوك حول استمرارية العلاقة السياسية بين تركيا وروسيا، وتكثر معها التساؤلات: هل تجمع الدولتين شراكة تكتيكية تتطلبها الظروف المرحلية؟, أم هي تحالف استراتيجي؟.
يرى البعض أن التحالف بين بوتين وأردوغان أمراً مستحيلاً والقطيعة بينهما أيضاً غير واردة.
هذا ما لمَّحَ إليه الإعلامي التركي “هاكان أكساي” في مقالة نشرتها صحيفة “T24” من أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تحوّلت من علاقة دول إلى علاقة قائمة بين قائدين مباشرة, مضيفاً: “بتنا أمام علاقات بين قائدين مباشرة، لا أمام علاقات دول، وأستغرب ممن يصرُّ على تفسيرها أنّها بأفضل حالاتها”.
وأشار أكساي “أن علاقات تركيا مع روسيا شهدت تقدماً نسبياً خلال سنوات بعد 2011، لكن ومنذ 2015 بات كل شيء مرهون بالوضع السوري”.
ويرى الإعلامي أكساي “أن النهاية في شكل العلاقات بين البلدين باتت وكأنها وشيكة، متوقعاً حدوث اختلاف وجهات نظر كبيرة بين بوتين و أردوغان لأنهما باتا على مفترق الطرق”.
يُذكر أنه ومنذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة، ووصول حزب “العدالة والتنمية” إلى الحكم في تركيا عام 2002 ازدادت زخم العلاقة بين الدولتين وشهدت تطوراً إيجابياً ملحوظاً إلا أنها سرعان ما تعرضت للتوتر عقب التدخل العسكري الروسي في جورجيا عام 2008 وعندما أدانت تركيا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وبناء على ما سلف يمكن القول أن علاقة الدولتين تعاني المزيد من الوهن والضعف وتشعر تركيا بالقلق البالغ من اتساع رقعة موسكو (العدو الكلاسيكي) واتساع نفوذها في المنطقة؛ فالأزمة السورية والتدخل التركي في ليبيا أيضاً ساحة توتر سياسي جديدة بين أنقرة وموسكو.