نوسوسيال

إدارة الرئيس (جو بايدن) وإيران

451

التطورات في الملف الإيراني الأميركي تؤكد أن إدارة الرئيس الأميركي (جو بايدن) قد خطت خطوات متقدمة للأمام في معالجة الموضوع النووي الإيراني، واتفاق (5+1) الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبطريقة مغايرة تمامًا لمواقف الرئيس الأميركي السابق.
التطور يشي بشكلٍ واضح، بأن إدارة الرئيس الجديد (جو بايدن) تتعامل الآن بشكلٍ مُختلف مع الملف النووي الإيراني، في أفضلية واضحة لديها باتباع الحل السياسي والعمل الدبلوماسي بدلًا من التصعيد العسكري أو حتى السياسي مع إيران، خصوصًا مع الحمل الثقيل الذي ألقته الإدارة الأميركية السابقة بوجه إدارة الرئيس (جو بايدن)، وهو حِمل لا يتعلق بالموضوع الإيراني فقط، بل وبمجموعة من الملفات الصعبة التي تبدأ بالعلاقات الأميركية مع دول الاتحاد الأوروبي، وصولًا لروسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية.
إذًا، نحن الآن أمام استكمال معالجات ملف (5+1) على ضوء الاستدارة الأميركية في الموقف من الملف إياه، حيث تتجه الأمور نحو طريق إيجابي، قد يفضي على الأرجح، بالتوصل لتفاهمات، بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن إيران، حيث تبدو دول الاتحاد حريصة على التمسك باتفاق (5+1) لما يحمله من مصالح لتلك الدول الأوربية مجتمعة مع إيران: اقتصاديًّا، ونفطيًّا، وصناعيًّا، وعلى صعيد الاستثمارات التي يُمكن أن توظفها دول الاتحاد الأوروبي في إيران “حيث يسيل لعابها”. عدا عن المواقف الروسية والصينية المتقاطعة مع الموقف الأوروبي، واعتماد الصين على النفط الإيراني. فالصين الشعبية ـ على سبيل المثال ـ تستورد نحو 40% من النفط ومعه “الغاز المسيّل” المستهلك لديها من إيران، كذا الحال الهند التي تُعد من الدول المستوردة والمستهلكة للنفط والغاز.
في هذا السياق، علينا أن نُدرك و”بالعين الفاحصة” أن الدبلوماسية الإيرانية نجحت في إدارة علاقاتها السياسية مع الدول الكبرى، ومنها دول الاتحاد الأوروبي بشأن الملف (5+1)، فقد استطاعت أن تنتقل للعمل السياسي بدلًا من التصعيد حتى الكلامي مع الآخرين، وهي الطرف المعروف عنه بأنه يضم “دهاقنة السياسة” في أي مفاوضات تجري مع أي طرفٍ أممي وتجاه أي موضوع يخص طهران. لذلك علينا أن نُدرك بأن المناخ الإيجابي بات موجودًا بشأن إمكانية التوافق والتفاهم بين طهران وواشنطن بشأن الملف (5+1)، وعودة واشنطن للاتفاق إياه الذي انقلب عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خدمة لمصالح “إسرائيل”، ولحكومة نتنياهو التي كانت تتهيأ لانتخابات تشريعية مُعادة، ولنتنياهو شخصيًّا الذي نال ما ناله من عطاءات قدمتها له الإدارة الأميركية السابقة، ومنها الخروج الأميركي من ملف (5+1) من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، ورفع عقيرة أصوات التحريض ضد إيران والملف (5+1).
إن العديد من الدول المؤثرة في الخريطة السياسية الدولية في المنطقة والعالم عمومًا (خصوصًا الصين الشعبية، والهند، والاتحاد الأوروبي، …)، ترى أهمية تطبيق اتفاق (5+1) نظرًا للفوائد التي يُمكن أن يجلبها للجميع، خصوصًا في الجانب الاقتصادي والاستثماري. ونقل النفط والغاز واستهلاكهما من قبل الدول التي ليس لديها ثروات نفطية، وتعتمد على المستورد منها.
أخيرًا، إن إيران دولة من دول المنطقة، وتجاهلها لا يفيد إطلاقًا، أو استخدامها في الصراعات الإقليمية، بل على الدول العربية، وخصوصًا منها الخليجية، تقع أهمية محاولة (جسر) المشاكل العالقة مع إيران. كذلك يترتب الأمر نفسه على الإيرانيين؛ فإيران ليست صديقًا، بل جار جغرافي وتاريخي، لا يُمكن القفز عنه، بل يتوجب حل المعضلات العالقة وبناء علاقات طبيعية مع الدول العربية المجاورة، بالرغم من الالتواءات والانكسارات التي وقعت بين أكثر من دولة عربية مع طهران.

 

من هو الكاتب علي بدران  

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

أنضوى مبكراً في صفوف العمل السياسي الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1974، وتبوأ مواقع قيادية مختلفة الجبهة الديمقراطية وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وكان من الفدائيين الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية التي غزت لبنان وحاصرت بيروت عام 1982، وأصيب في الكبد في حرب المخيمات صيف العام 1985، واعتقل على اثرها من قبل جهة عربية كانت نافذة في لبنان،[2] مما أستوجب خضوعه لعملية (نقل كبد)بعد سنوات طويلة من اصابته في مشفى تيانجين التابع للجيش الصيني على يد الجراح العالمي جيو جي جين، غادر الجبهة الديمقراطية عام 2003.[3] عمل مديرا لمكتب الإعلام التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق.

     كتاباته

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
بدوان متفرغ اليوم للكتابة والأبحاث، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب ومقره سورية، والاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، ويكتب في عدة صحف عربية ودولية، ويظهر متحدثا في برامج سياسية قنوات ومحطات فضائية عربية. من أهم مؤلفاته:[1]

  1. القدس واللاجئون ومفاوضات اللاتوازن ـ دار الأهالي ـ دمشق ـ 1997 ـ دراسات
  2. اليسار الفلسطيني ـ دار الأهالي ـ دمشق ـ 1998 ـ دراسات.
  3. اللاجئون الفلسطينيون في سورية والعراق من الإقتلاع إلى العودة ـ دار
  4. الميزان ـ دمشق ـ 2000 ـ دراسات.
  5. قضايا هضبة الجولان ـ الشرعية الدولية أم تربيع الدائرة ـ الفصل الثاني دار الميزان/دمشق 2000.
  6. الانتفاضة وحرب الاستقلال الفلسطينية ـ دار المنارة ـ دمشق ـ 2002 ـدراسات.
  7. مخيم جنين من النكبة إلى الإنتفاضة ـ دار الأوائل ـ دمشق ـ 2003 ـدراسات.    القدس ومفاوضات اللاتوازن ــ دار المنارة ـ دمشق ـ 2003 ـ دراسات.
  8. اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الصعود نحو الوطن ــ أصدار دار المنارة بدمشق 2002 ـــ صفحة من القطع الوسط ـــ نُشِرَ على حلقات على صفحات البيان الإماراتية طوال شهر أيلول/سبتمبر 2002.
  9. حركة فتح من العاصفة إلى كتائب الأقصى ـ دار الأوائل ـ دمشق ـ 2003
  10. الجولان طريق الحرب طريق السلام ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشقـ 2004 ـ دراسات.
  11. القدس والاستعمار الكولونيالي (العروبة في مواجهة الجدارالديمغرافي) ــ الناشر اتحاد الكتاب العرب ــ دمشق 2006 ـ 109
  12. العنب والرصاص ـ دار الأهالي ـ دمشق ـ 2006 ـ دراسات.
  13.  الانتفاضة طريق الخلاص ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 2007 ـدراسة.
  14.  الحطام والقيام ـ دار الأهالي ـ دمشق ـ 2005 ـ دراسات.
  15. صفحات من تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني (القوى والفصائل/النشأة والمصائر) ــ دار صفحات ـ دمشق ـ 2008 ـ دراسات.
  16. من دفاتر حركة فتح ـ دار العراب + دار نور حوران ـ دمشق 2015.
  17. من دفاتر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ دار العراب + دارنور حوران ـ دمشق 2015.
  18. وقائع الحاضروشواهد الماضي (حوار الحقيقة الفلسطينية ) للسيد فاروق القدومي( أبو اللطف) ــدار الأهالي بدمشق ــ 2010.