نوسوسيال

بقلم الكاتبة غالية شعيب: استيقظ الحلم والإحساس فيك! بوح صريح

610

الكاتبة غلية شعيب                                                                               بوح صريح

في الغالب بعد انتهاء هذا الكابوس وعودة الحياة لطبيعتها. ماذا سيتبقى لنا. أو ماذا تعلمنا وجنينا من كنوز وثمر خلال مدة العزلة الإجبارية هذه؟
كثير من الأمور والعلاقات والأفراد، سنحتاج أن نعيد التفكير والتساؤلات حولهم. وممارسة عملية غربلة وإعادة نظر. لتحديد موقفك منهم. لأنك تغيرت وكذلك تغيرت نظرتك إلى الأمور.
هناك أمور كنا نضحك منها. لم تعد تضحكنا. وأمور كانت تبكينا في الوحدة ليلاً… لم تعد كذلك. تغيرت حتى الألوان. فمن كان يكره الأحمر والأصفر. أصبح أكثر مرونة وجرأة في تغيير الأسلوب والحكم ومواد التفضيل.
هل كبر قلبنا. هل تضخمت الروح وصغر الجسد… ربما!
من كان يسكت في الجلسات. امتلك مهارة الحديث. ومن كان كثير الكلام. أتقن الإصغاء. لن تندم كما عهدك على كل صغيرة وكبيرة لم تقلها أو تفعلها. ولن تعاتب لكن ستصبح أكثر مباشرة وصراحة. لأنك عرفت قيمة الوقت. ولن تأخذ بكلام الناس كعادتك… بل تريد أن تجرب بنفسك. وتعرف المعلومة عن قناعة.
ما كنت تظنه ثقيلاً أصبح أخف وما كان خفيفاً لم تعد تراه أصلاً. ستطيل تتأمل الغروب أو سرب طيور أو طبقات الغيم وهي تتقاطع فوقك. ستوقفك المشاهد الجميلة التي كنت لا تراها سابقاً.
لقد استيقظ الحالم والحساس فيك… وربما الكاتب أو الفنان أو المصور.
أصبحت تحب أشياءك القديمة. تخرجها من علبها وتبتسم كثيراً وأنت تمسح عنها الغبار، تقلبها وأنت تهمس، هذا أنا.
وحاجات ستحققها لمن يتمناها وأخرى يحققها الآخر لك. وحاجات تنساها وتعبر فوقها ولا تنظر خلفك. ستفتح أبواباً طال إغلاقها في داخلك وتغلق أخرى صار الضجيج منها يتعبك. أصبحت صبوراً عميقاً حكيماً… استيقظ الآخر في داخلك.
وحين تفتتح النافذة وترى الحمامة زائرتك. لن تبعدها بيدك ككل مرة. بل ستفرد كفك لها لتقفز عليها. ستطعمها وتسقيها وتنظر إليها طويلاً ولظلها على ثيابك.