الفنان السوري طلحت حمدي الأيو بي من حي الأكراد الدمشقي

بواسطة نوس سوسيال آخر تحديث يونيو 23, 2024

قصة حياة طلحت حمدي

عندما نتحدث عن الفنان القدير طلحت حمدي، فنحن الآن نتحدث عن واحد من أهم وأشهر نجوم الدراما والفن في سوريا، خلال مشواره الفني تمكن من إعطاء الفن الكثير من الأعمال الخالدة التي تعتبرها سوريا علامة من علامات الفن العربي، ولد الفنان القدير في زبداني بمدينة دمشق السورية يوم 3 سبتمبر عام 1941، ينتمي إلى مشاهير برج العذراء ويرجع أصله إلى الأكراد، طلحت حمدي مسلم الديانة وسوري الجنسية، منذ أن كان طفل صغير كان مولعًا بالفن والمسرح وكان يحلم أن يكون واحد من أهم نجوم الفن في الوطن العربي وبالفعل هذا ما حدث، تزوج طلحت من الفنانة الراحلة سلوى سعيد عام 1968 وأنجبا طفلين وهما هافال الذي التحق بعد ذلك بالوسط الفني وهيلين، وظل سلوى وطلحت متزوجان حتى رحلت سلوى عن عالمنا عام 2000 ومن ثم لحقها طلحت بعد 12 عام ليرحل عن عالمنا عام 2012.

البدايات الفنية لطلحت حمدي

كان الشائع في الجيل الأول من الفن السوري أن يكون الفنان ممثل هاوِ في المسرح الحر ومن ثم يتم اكتشافه من قبل أحد منتجي أو مخرجي الوسط الفني، وهذا ما حدث مع الفنان القدير طلحت حمدي الذي بدأ مسيرته الفنية عام 1959 وبعدها بعام تم تأسيس المسرح القومي والتحق به نظرًا لموهبته الفريدة التي كان يتمتع بها، وكان طلحت ضمن مجموعة كبيرة من رواد الفن في سوريا في المسرح القومي وعمل معهم لما يقرب من 4 سنوات، ومن ثم انتقل من المسرح القومي إلى المسرح العسكري وقدم مع فرقة محمود جبر عدة عروض مسرحية على مستوى المحافظات السورية، وبعد عامين عاد حمدي مرة أخرى إلى المسرح القومي وكان وقتها رفيق الصبان هو مدير المسارح في وزارة الثقافة، وتسبب الصبان بعد ذلك في إيقافه لسنوات.

أزمة طلحت حمدي مع رفيق الصبان

تعرض الفنان القدير طلحت حمدي إلى الكثير من الظلم منذ بداياته الفنية، فبعدما أصبح رفيق الصبان مدير المسارح في وزارة الثقافة، أصدر قرار باستبعاد الفنان طلحت حمدي، وقال له بأنه لا يمتلك الموهبة الحقيقية التي تجعل منه ممثلًا، وقام بإصدار قرار لنقله من فئة الممثلين، إلى جرد الملابس، وظل يعمل لسنوات عديدة، ووقتها شعر طلحت بالظلم وقام بتقديم استقالته في الوقت الذي كان تقديم الاستقالة ممنوع، مما زاد الأمر سوءً وتم إصدار قرار بعدم التعاون مع طلحت حمدي فنيًا، ومن ثم ظهر في حياته الفنان القدير عادل خياطة، الذي قرر حماية طلحت وقتها وأمره بأن يذهب ويعمل في التلفزيون وطمأنه بأنه سوف يكون حماية له ضد أي شخص يتعرض له، وفي عام 1967 كان طلحت قد أصبح بمثابة “رمانة الميزان” لأي عمل تلفزيوني، وبدأت الطرق تنفتح أمامه مرة أخرى.

طلحت حمدي من التلفزيون إلى المسرح

في عام 1968 انضم طلحت إلى نقابة المهن التمثيلية السورية، ومنذ ذلك الوقت أصبح المسرح الخاص ذو مكانة مرموقة في المحافظات السورية، وكان طلحت وقتها يحصل على العديد من العروض بسبب خبرته الكبيرة في مجال المسرح، بالإضافة إلى موهبته التي كانت العامل الأساسي لجذب المشاهدين، ومن بعد المسرح انتقل الفنان طلحت حمدي إلى الأعمال التلفزيونية التي لاقى من خلالها نجاحاً غير مسبوق، فشارك لأول مرة في مسلسل “طبيب القرية” وانتشر المسلسل انتشارًا واسعًا وحقق نجاحًا غير مسبوق، وأصبح طلحت حمدي علامة مميزة في الدراما السورية والعربية.

طلحت حمدي يخوض تجربة الإنتاج

بعد النجاح الكبير الذي حققه طلحت حمدي، وبعدما أصبح بمثابة “علامة” من علامات الفن في سوريا، قرر الانتقال إلى الإنتاج، فوجد نفسه يمتلك ما يكفي من الخبرة لينتج مسلسل ناجح، وبالفعل تم إنتاج المسلسل الشهير “طرابيش” الذي انتشر على مستوى الوطن العربي، وتناول المسلسل الحديث عن الفساد المنتشر ليس فقط في سوريا ولكن أيضًا في الوطن العربي، ولكن لم تكن تجربته الإنتاجية بالنجاح الذي أراده وذلك بسبب الاحتكار الذي مارسته الشركات الكبرى على التلفزيون السوري، وعلى الرغم من ذلك لم ييأس طلحت من تجربته وقرر تكرارها مرة أخرى، وبالفعل قام بإنتاج مسلسل “المكافأة” والذي تحدث فيه عن قضايا هامة لنصرة المعلم، والغريب في الأمر هو قيام نقابة المعلمين بالثورة ضده وضد مسلسله بل وقامت برفع دعوى لوقف المسلسل.

وفاة طلحت حمدي

في عام 2012 قرر الفنان طلحت حمدي السفر إلى مدينة عمان الأردنية لتصوير أحد الأعمال الفنية، وفور وصوله إلى أراضي الوطن شعر بإعياء شديد ومن ثم أصيب بنوبة قلبية شديدة أدت إلى مفارقته الحياة على الفور، وفور إعلام السلطات السورية بخبر الوفاة، تم نقله إلى أراضي الوطن وتم دفنه بمسقط رأسه في دمشق، غادر طلحت عالمنا عن عمر يناهز 71 عاماً مخلفاً وراءه مكتبة حافلة من الأعمال الفنية المميزة.