أنقذوا الماء من الغرق
الشاعر المحلق بروحه وشعره في سماء الله ورحابه الواسعة الأمير ميرزا ميرزا ولد ميرزا ميرزا في سلمية 1951 لعائلة مشهود لها بالأصالة والثقافة والكرم ، فوالده
الأمير مصطفى ميرزا النائب ووزير الزاراعة بالعهد الوطني في سوريا صاحب المواقف الوطنية وصوت الشعب تحت قبة البرلمان السوري في منتصف خمسينيات القرن الماضي, (( ومن خلف مامات ))وشاعرنا الأمير ميرزا وأخوته الذين كانوا مخلصين
لوالدهم في الحياة والعلم والثقافة . درس ميرزا في مدارس سلمية ثم تابع دراسته في جامعة دمشق
وحصل منها على الإجازة في الصيدلة ، ولم تعجبه مهنة التعامل مع الأدوية والمخابر فغادرها إلى الأدب والثقافة ، وهو الذي كان مشدوداً لها منذ يفاعته . كتب الشعر وشارك في الكثير من
الأمسيات منذ المرحلة الجامعية ، انتمى للحزب القومي السوري عام 1968 عندما كان التنظيم سري و ظروق العمل قاسية. شارك في تأسيس عدد من الجمعيات الأهلية في سلمية وكذلك في إدارة العمل
فيها. صدر له مجموعة شعرية واحدة بعنوان ( أنقذوا الماء من الغرق ) عام 1996 وقد ترك الكثير من القصائد بين أوراقه .. أوراق تضمنت إلى جانب الشعر قصصاً وبعض أوراق مختلفة في صنوف
الثقافة . أرقه المرض في سنواته الأخيرة. توفي في 12 تشرين الثاني عام 2015 ونقل جثمانه إلى سلمية مدينته ليدفن فيها.
يقول الفرح : سآتي في المرة القادمة علي شكل طاعون
يقول الألم : سآتي دائماً مثلما أنا
تقول الحبيبة : الوداع
أقول : في المرة القادمة لن تترك الأحلام ظليَ
ليتني كنت مشوهاً كي أقاضي فرحي المسعور
ليتني كنت على الضفة الأخرى للنهر
كلنا يا أصدقاء حشائش الضفتين
* * * * * *
نزداد ملوحة كلما اقتربنا من البحر
وبغتة تبعث فينا العذوبة
فينيقاً آخر ينتحر خوفاً من ظله
***
أطفأوا الثورة ونشرو إعلاناً ثورياً
حاربوا السرطان بالاعلان وكنسوا الحب من الشوارع
هاتمرج البحر وأحصنة الرفاق تعبر
ها حبي قام ميتاً وأنا أهرب الثلج في إجازة الصيف
الحرمون ذكر لا يميَز
انثى جنوب لبنان عن شمال يافا
الحرمون
في عصر توسفت فيه الحكاية
وحده يدفىء الموسيقى الحلم
الحرمون وجه حبيبي المستحيل
وجه الرفاق القديم
والحرمون في إقامتي المومياء يهتف :
أنقذوا الماء من الغرق
انقذوا الماء من الغرق