نوسوسيال

تقرير حسن ظاظا : ماذا ترمي زيارة بايدن لإسرائيل.. و الشرق الأوسط

314

                                                           / نوس سوسيال الدولية /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

 

 

 

 

وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الأربعاء إسرائثيل لإظهار التضامن مع حليف الولايات المتحدة في مواجهة حركة حماس الفلسطينية. وسيسافر بايدن بعد ذلك إلى الأردن حيث سيناقش الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتقول وكالات الإغاثة إن ما يصل إلى مليون شخص ربما نزحوا من شمال القطاع. وإذا كان بايدن يسعى إلى تأكيد دعم بلاده لإسرائيل عسكريا ودبلوماسيا، فإنه يهدف أيضا إلى منع تل أبيب من احتلال غزة ومنتع تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ يعتبر أن مثل هذه الخطوة ستكون “خطأ كبيرا”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يعقد اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 20 سبتمبر 2023.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يعقد اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 

يرتقب أن تبني زيارة بايدن على جولة وزير الخارجية أنتوني بلينكن التي شملت سبع دول في الشرق الأوسط واستغرقت عدة أيام، إذ تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحقيق توازن دقيق بين تقديم دعم ثابت للعمليات العسكرية الإسرائيلية توازيا مع تخفيف حدة تداعيات الأزمة الإنسانية في غزة ومنع تمدد الحرب إلى جبهات أخرى.

في هذا السياق، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن بايدن “سيوضح أننا نريد مواصلة العمل مع جميع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، للحصول على المساعدات الإنسانية ولتوفير ممر آمن لخروج المدنيين”.

لم يكن من الواضح قبل زيارة بايدن ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم بشأن فتح معبر رفح في مصر – الطريق الوحيد حاليا لتيسير وصول المساعدات إلى غزة. وقال بلينكن إن الاتفاق على العمل على الخطة تم بناء على طلب الولايات المتحدة، وإنهم “يرحبون بالتزام حكومة إسرائيل بالعمل على هذه الخطة”.

يرجح أن ينسق بايدن بشكل أوثق مع الإسرائيليين بشأن تفاصيل أي عملية عسكرية برية في غزة

وقال بلينكن: “من المهم أن تبدأ المساعدات في التدفق إلى غزة في أقرب وقت ممكن”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تشارك “إسرائيل قلقها من أن حماس قد تستولي على المساعدات التي تدخل غزة أو تدمرها أو تمنعها بطريقة أخرى من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.

زيارة ذات “أهمية استراتيجية”

وأثناء تقييم دعوة نتنياهو مع فريقه، أخذ بايدن في الاعتبار رمزية الزيارة وجوانبها العملية. وبصرف النظر عن تجديد إظهار الدعم لإسرائيل، فإن الرحلة وفق مراقبين تتوخى بعث تحذير لفاعلين آخرين في المنطقة، خاصة إيران وحزب الله اللبناني، بشأن الانخراط بشكل أكبر في الصراع.من جهة أخرى، يرجح أن ينسق بايدن بشكل أوثق مع الإسرائيليين بشأن تفاصيل أي عملية

عسكرية برية في غزة، بما في ذلك المخاوف بشأن تفاقم آثار الأزمة الإنسانية المتصاعدة.داخليا، بدا واضحا ضغط مختلف الفرقاء السياسيين على بايدن للدفع باتجاه سياسة ضبط النفس، بل دعته احتجاجات كبيرة أمام البيت الأبيض قادتها جماعات يهودية إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار.يرى محللون أن الصراع وضع تقييما جديدا لأولويات السياسة الخارجية المباشرة للإدارة

الأمريكية، إذ مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، يرتقب أن يشغل الأمر الحيز الأكبر في أجندة الرئيس. أثناء اجتماعه في المكتب البيضاوي الاثنين، ناقش آخر التطورات الميدانية مع كبار مستشاري الأمن القومي، بما في ذلك اثنين من مسؤولي المخابرات البارزين في الإدارة حسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر وصفتها بالمطلعة.وبينما لم يصل بايدن إلى حد

تشجيع وقف إطلاق النار – لم يتم استخدام الكلمة على الإطلاق في رد الإدارة حتى الآن – فقد أصدر تحذيرات أقوى بشكل مطرد بشأن حماية حياة المدنيين، بما في ذلك خلال مكالماته الهاتفية مع نتنياهو.سفر بايدن إلى إسرائيل بشكل شخصي، قد يوفر له فرصة أفضل لنقل هذه الآراء إلى نظيره الإسرائيلي.خلال مكالمتهما الهاتفية، ناقش الرجلان بالفعل، أهمية الالتزام

بقواعد الحرب. وفي مقابلة تم بثها الأحد 10/15، قدم بايدن بيانه العلني الذي حث فيه على ضبط النفس، قائلا إنه سيكون من “الخطأ” أن تحاول إسرائيل إعادة احتلال غزة.وفي حديثه للصحفيين الاثنين 10/16، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن

زيارة بايدن ستكون لها “أهمية استراتيجية” للشرق الأوسط بأكمله.وقال الأدميرال دانييل هاغاري للصحفيين عندما سئل في وقت سابق عن زيارة محتملة للرئيس الأمريكي، “إن أكبر ممثل للولايات المتحدة يأتي إلى إسرائيل للحصول على تقرير كامل عن الحرب في الشرق الأوسط وجميع الإجراءات التي يتعين علينا اتخاذها”.

خلال زيارته المنطقة، يرتقب أن يلتقي بايدن كلا من الرئيس المصري السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمان من أجل بحث قضايا تتعلق اساسا بالمساعدات الإنسانية، وذلك في أعقاب إعلان الإدارة الأمريكية عن اتفاق يسمح بوصول مساعدات إلى غزة عبر الحدود المصرية.

ويتبنى مسؤولون أمريكيون لغة إسرائيل التي تشبّه حركة حماس بما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقد عمدت إدارة الرئيس بايدن إلى تركيز سياستها في الشرق الأوسط على دمج إسرائيل بالمنطقة عبر إبرام اتفاقية تطبيع مع السعودية، وهي اتفاقية ترى واشنطن أنها مهمة من أجل استقرار المنطقة.

وكانت إدارة بايدن تحاول، إلى جانب ذلك، أن توجّه اهتمامها بقدر أكبر إلى الصين وإلى الحرب الروسية مع أوكرانيا. ولكن المخاوف من اندلاع صراع إقليمي قد تجبر الإدارة الأمريكية على الانغماس مجدداً في الشرق الأوسط.

حسب شيرين النجار عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، فإن زيارة بايدن تمثل بالأساس إشارة واضحة لإيران، تتبع خطوة تحريك حاملة الطائرات ووعود المساعدات العسكرية وهذا معناه أن هناك معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بحشد إيران وحلفائها في المنطقة قوتهم العسكرية واستعدادهم للتدخل إذا طال أمد الصراع، خاصة وأن ما يصفه البعض بـ “نجاح حماس” في عمليتها الأخيرة يحيل على التدريبات المكثفة والوسائل والإمكانات الكبيرة التي رصدت لها من قبل طهران.

في نفس الوقت، يعمل بايدن جاهدا على منع تمدد النزاع، من خلال ضمان عدم تسلل أي جماعات متطرفة من سوريا، أو أخرى موالية لإيران تتخذ من شمال سوريا موطنا لها.من جهة أخرى، ترى المسؤولة الحزبية في تصريحها لمونت كارلو الدولية أن الزيارة تعكس رغبة بايدن في الحديث وجها لوجه مع نتانياهو الذي لا تجمعه به علاقة قوية في الوقت الراهن، إذ سيسعى الرئيس الأمريكي إلى تحذيره مباشرة من أي خطوات تصعيدية قد تنعكس سلبا على كل الأطراف، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينحو نحو تبني مواقف متطرفة.

تتواصل الجهود الدبلوماسية من أجل السماح بمرور قوافل الإغاثة الإنسانية عبر معبر رفح

أزمة إنسانية

تزامنا مع زيارة بايدن، تتواصل الجهود الدبلوماسية من أجل السماح بمرور قوافل الإغاثة الإنسانية عبر معبر رفح، حيث وصلت شاحنات محملة بالإمدادات الحيوية إلى الجانب المصري من المعبر الذي يعد نقطة الوصول الوحيدة إلى القطاع، التي لا تخضع لسيطرة إسرائيل.

وفيما يعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين تحت حصار “مطبق” فرضته إسرائيل على غزة، دعا الجيش الإسرائيلي سكان القطاع إلى النزوح شمال القطاع.

في هذا السياق، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء 10/17 من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، مضيفا أنه يجب التعامل مع الوضع الإنساني داخل حدود قطاع غزة والضفة الغربية.

وقال الملك في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين “هذا خط أحمر، لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين هي محاولة خلق أمر واقع على الأرض. لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر”.

 مصر من جانبها قالت إن إسرائيل لا تتعاون في توصيل المساعدات إلى غزة وإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه بشكل كامل مما يترك مئات الأطنان من الإمدادات عالقة.

وذكرت مصر أن معبر رفح ظل مفتوحا من الجانب المصري في الأيام الماضية لكنه صار غير مؤهل للعمل بسبب القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني. والمعبر هو مدخل حيوي محتمل للإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الفلسطيني المحاصر.