نوسوسيال

نوس سوسيال الدولية : وفاة الروائي السوري خالد خليفة

418

 

 

 

 

رحل مساء أمس السبت 30/09/2023 الروائي والسناريست السوري خالد خليفة، عن عمر ناهز الـ 59 عاما، وفقا لدار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، وقال مصدر مقرب من عائلة الكاتب للوكالة الفرنسية للانباء إنه توفي إثر أزمة قلبية مفاجئة، كمت نعاه العديد من المثقفين العرب والسوريين على صفحات التواصل الاجتماعي.

الروائي السوري خالد خليفةالروائي السوري خالد خليفة

وأفاد صديقه الصحافي يعرب العيسى الذي رافقه خلال الأيام الأخيرة “لقد توفي داخل منزله وحيداً في دمشق (..) اتصلنا به كثيراً ولم يرد، وحضرنا إلى منزله فوجدناه ميتاً على الأريكة”.وعُرف خليفة المتحدّر من بلدة مريمين في ريف عفرين شمالي مدينة حلب، في أوساط الثقافة السورية بعد مسلسلات سورية عدة كتبها مطلع التسعينيات ولاقت رواجاً واسعاً.كتب العديد من الروايات والمسلسلات ومن أبرز رواياته المعروفة، “لم يصلّ عليهم أحد” عام 2019، و”الموت عمل شاق” عام 2016، و”دفاتر القرباط” عام 2000، و”حارس الخديعة” عام 1993.

ومن أشهر المسلسلات التي كتبها “قوس قزح” و”سيرة آل الجلالي” الذي نقل تفاصيل مدينة حلب الاجتماعية والثقافية، ومسلسل “العراب” وغيرها.تعد روايته “مديح الكراهية” التي ترجمت إلى ست لغات، ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008 أحد أبرز أعماله، وقضى في كتابتها ثلاثة عشرة سنة.صور فيها الشباب العربي العالق بين الإسلاموية المتطرفة والاستبداد العسكري، وكانت الرواية بمثابة كتاب ردد صدى الاضطرابات المعاصرة في العالم العربي، في قالب فريد لا تغيب عنه نغمة الحنين والدفء والسرد الواقعي والشعري لنجيب محفوظ الذي يغوص في ذاكرة شخصياته وكأنه ظلها في بناء واسع ومعقد من الوعي، كما حازت روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” عام 2013 على جائزة نجيب محفوظ للرواية، أحد أبرز الأوسمة الأدبية العربية.

 رواية مديح الكراهية-Eloge de la haine                                 رواية مديح الكراهية-

مع بدء الثورة السورية عام 2011، تابع خليفة التطورات السياسية والاجتماعية لبلده سوريا في ظل الحكم الديكتاتوري الذي عاشته البلاد منذ استلام حزب البعث للسلطة، كما في عمله “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” (2013)، كتب عن موت السوريين في أيام الحرب، وشخّصها كواقع يومي يلازم الحياة كما لو أنه ظلها.

رواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة- Pas de couteaux dans les cuisines de cette ville                                     رواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة

وفي روايته “الموت عمل شاق” (2016)، لم يبتعد خليفة عن أيام الحرب حين لخص المأساة السورية بوصية أب لأبناءه الثلاثة تتضمن على دفنه في قريته “كي ترتاح روحه” بعيدا على دمشق 300 كيلو متر، هي عبارة عن مسافة تشتعل فيها الحرب في كل مكان، وينتشر في كل كيلومتر منها موت وقتلى ومقاتلون من كل أطراف الحرب.

رواية الموت عمل شاق- La mort est une corvéeرواية الموت عمل شاق

أبدع خليفة في روايته الأخيرة عام 2019 (لم يُصلِّ عليهم أحد) حين عاد مئة عام إلى مدينته حلب، فحفر في سرديّات المنطقة، واقترح سرديّات جديدة ومختلفة لها عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وما يتعلق بها من أسئلة دينية واجتماعية وسياسية عميقة.

إنّها ليست مجرّد رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في ماردين، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، بل ملحمة إنسانيّة حقيقيّة عن الطوفان والقلق البشري، عن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحدّ ذاتها، كملحمة مسكونة بثنائيّة الحبّ والموت.

صرّح خليفة بأن عمله لا يقصد مناصرة أي فكر سياسي، يقول في رد على سؤال متعلق بروايته مديح الكراهية: “قبل كل شيء، لقد كتبت هذه الرواية من أجل الدفاع عن السوريين، وسعياً للاحتجاج على المعاناة التي تحملوها نتيجة ذلك من العقائد الدينية والسياسية التي حاولت نفي حضارتهم العائدة لعشر آلاف سنة”.

درس خالد خليفة وقضى حياته المهنية المبكرة في مسقط رأسه حلب، ودرس فيها القانون، لكنه عاش في دمشق منذ عام 1999، وهو أحد الكتاب القلائل الذين مكثوا طوال سنوات الحرب في البلاد، رغم مناهضته للسلطات وانتقاده لسياساتها في مقالاته ومقابلاته.