/ باريس : نوس سوسيال الدولية /
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
استمعت لجنة تحقيق بالجمعية الوطنية الفرنسية الأربعاء 23/05 إلى زعيمة اليمين المتطرف ورئيسة الفريق البرلماني لحزبها “التجمع الوطني” بشأن حصوله على قرض من بنك روسي سنة 2014 وارتباط ذلك بمزاعم “ضغط سياسي” قد يفسر على أنه “تدخل خارجي”. خلال مثولها أمام اللجنة، جددت لوبان نفيها تقديم أي تنازلات، مشدّدة على أنها ما كانت لتوقّع القرض الذي استحصل عليه حزبها من روسيا لو كان ينطوي على شروط سياسية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مارين لوبان في الكرملين في موسكو من الأرشيف
قبل عامين من الانتخابات الرئاسية سنة 2014 والتي أدت لانتخاب فرانسوا هولاند رئيسا لفرنسا، وفشل منافسته مارين لوبان في تجاوز نسبة الـ 18٪ من الأصوات، لم ينجح حزب التجمع الوطني الذي كان لا يزال يسمى الجبهة الوطنية في رهانه على شيطنة خصومه.حسب تفسيرات مسؤولي الحزب، بدا من الصعب التعافي من هذه الهزيمة والعثور على تمويل، خاصة من البنوك الفرنسية والغربية، الأمر الذي اضطر لوبان للبحث عن حل بديل. في هذا السياق قال عضو البرلمان الأوروبي السابق عن التجمع الوطني جان لوك شافهوسير، خلال جلسة استماع أمام نفس اللجنة في الـ 4 مايو: “لم يكن لدينا خيار سوى الصين، أو إيران، أو روسيا: قدرت مارين لوبان أن روسيا كانت الأفضل”. وتم إبرام قرض بقيمة 9.4 مليون يورو، أخيرًا، في عام 2014 مع بنك تشيكي روسي، تم الاستحواذ على ديونه من قبل العديد من الشركات بعد حالات الإفلاس المتتالية، والتي لا يزال يتم سدادها.
خلال جلسة الـ 25 مايو أقر جان لوك شافهوسير بأنه “التقى شخصيا بالرئيس بوتين لكن في إطار مهني وليس كمسؤول منتخب”. كما أكد أن القرض البنكي الذي تحصل عليه حزب لوبان لم ترافقه أي “مطالب سياسية من قبل روسيا”، وأنه لو “شعر بأي ضغط سياسي من موسكو، لرفض القرض وبحث عن حل آخر”.
لماذا يعد القرض مشكلة؟
في تلك الفترة، كان فلاديمير بوتين، نادر الظهور وقليل اللقاء علنا بالزعماء والقادة السياسيين، كان لتوه قد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية بالقوة ويشن حربا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا جنبًا إلى جنب مع الانفصاليين الموالين لروسيا. السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا القرض قد تم منحه إلى الحزب الفرنسي بشرط الحصول على مقابل أو الخضوع إلى ضغط سياسي في ذلك السياق. هذا ما تتهم به مارين لوبان من قبل خصومها السياسيين وعلى رأسهم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وآخر مؤاخذة له عليها بهذا الخصوص كانت خلال المناظرة الأخيرة في الحملة الرئاسية.
سبق للوبان غير ما مرة أن وصفت استفتاء عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014 بـ “الشرعي والقانوني”، و”يعكس رغبة سكانها”، مشيرة إلى أن القرم كانت روسية لمدة قرنين، وأصبحت أوكرانية لمدة 60 عاما، لأن ديكتاتورا ما سلمها لكييف لتحقيق أهوائه الخاصة. وفق توصيفها
لما استفسر جان لوك شافهاوزر خلال جلسة الاستماع في أوائل شهر مايو، عن “الصدفة” بين القرض و”موقف مارين لوبان المؤيد لضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أسابيع بعد ذلك، تهرب عضو البرلمان الأوروبي السابق بالقول إن رئيسة الحزب آنذاك ” تعرف تاريخها جيدا” كناية عن الجزيرة.
سياق تشكيل لجنة التحقيق