نوسوسيال

كتب حسن ظاظا :  ماذا لو اتّفقت واشنطن وطهران؟ 

399

 

 

 

 

 

تؤشّر تحذيرات قادة المنظومة الأمنية والسياسية في اسرائيل، إلى إقرار رسمي جماعي، بأن إيران فرضت نفسها كقوّة نووية في المنطقة، في ظل المساعي العلنية والسرّية القائمة راهناً، للتوصّل إلى ما يقال إنه اتّفاق مؤقّت بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

اتفاق من غير المتوقّع أن توافق عليه إسرائيل لأنه قد يكرّس بنظرها تموضع إيران كدولة نووية ويشرعنه، خاصة وأن العوامل الدافعة إلى ذلك الخيار، سواءً لجهة التطوّرات الدولية أو معادلات القوّة الإيرانية والإقليمية، ليست ظرفية، وأن أيّ اتفاق من هذا النوع، سيُعزِّز وضع إيران الاقتصادي، ويؤكّد صوابية خيارات نظامها أمام جمهوره.

ولذا تجد اسرائيل نفسها على مفترق طرق حاسم، أصبحت معه مضطرّة للبحث بين الخيارات على قاعدة الأقلّ خطورة، وربّما أيضاً على قاعدة كسب المزيد من الوقت ليس إلّا. وحتى في حال فشل المساعي الأميركية الراهنة لعقد اتفاق مع إيران، فليس ثمّة في تل أبيب مَن يرى أملاً جدّياً بإمكانية خوض واشنطن معركة تأخير البرنامج النووي الإيراني، فيما تفرّد تل أبيب بخيارات عمليّاتية سيكون محدود الجدوى، وخطيراً جدّاً على مستوى الكلفة. أمّا اعتماد سياسة «المزيد من الشيء نفسه»، فلن يحقّق أكثر من النتائج التي حقّقها سابقاً، بينما استمرار الاتّجاهات الحالية يعني التدحرج نحو وضع أكثر إشكالية نووياً وإقليمياً ودولياً.