نوسوسيال

كتبت سيدار رشيد : الأربعاء الأحمر .. عروس السنة الإيزيدية

636

 


يحتفل الشعب الإيزيدي، بعيد رأس السنة الإيزيدية (الأربعاء الأحمر)، في الأربعاء الأول من شهر نيسان الشرقي في كل عام، حيث يجتمعون لممارسة طقوسهم الدينية المتنوعة، التي تعود أصولها إلى زمن الأكاديين والبابليين والآشوريين.

 

                     معبد لالش النوراني

ويعد عيد رأس السنة الإيزيدية، المعروف بـ”الأربعاء الأحمر”، أو “جارشما سور” بالتسمية الكردية، واحداً من الأعياد الكثيرة، التي تميز الشعوب السورية، وتضفي تنوعاً وزخماً على تعدد الثقافات، وتلاقي المجتمعات مع بعضها، حيث يحتفل الإيزيديون في الأربعاء الأول من شهر نيسان في كل عام، حسب التقويم الشرقي، الذي يتأخر عن نيسان التقويم الغربي بـ 13 يوماً، في كافة أماكن تواجدهم، في “سوريا، والعراق، وتركيا، وإيران”، ومناطق متفرقة من أذربيجان، وأفغانستان وروسيا، والكثير من الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا.

أعيادنا تظهر ثقافتنا

                   المرأة الايزيدية تحتفل بعيد راس السنة الايزيدية

 

وفي لقاءٍ لصحيفتنا “روناهي”، بالرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي “ليلى إبراهيم مهمو“، والتي عبرت عن معنى العيد لهم: “إن رأس السنة الإيزيدية، أو ما يسمى “بالأربعاء الأحمر”، والذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان، بالتوقيت الشرقي، يعني لنا الشعب الإيزيدي، بداية سنة جديدة، وبداية الربيع”.

مضيفةً: “فنحن الشعب الإيزيدي، نحب الطبيعة كثيراً، ونهتم بأعيادنا، لأنها تمثل وجودنا وتظهر ثقافتنا”.

 

                            سبب التسمية

وعن سبب التسمية، أوضحت ليلى: “لقد سمي هذا اليوم بالأربعاء الأحمر، لأن في مثل هذا اليوم ضخ الرب، الدم في جسم آدم، فاكتمل اللحم عليه، وجرى الدم في جسده، كما وفي صباح اليوم ذاته، بُعثت الحياة في كوكب الأرض، وتفتحت وكثرت شقائق النعمان، والذي ندعيه “بزهرة نيسان”، لذلك، نتزين ونزين منازلنا بها احتفالاً بهذا اليوم”.

وتابعت: “وحسب معتقداتنا، فإن الله انتهى من خلق الكون في الأربعاء الأول من نيسان، لذا وُصِف الأربعاء الأحمر بيوم الخليقة”.

طقوس العيد

وعن تحضيرات عيد الأربعاء الأحمر وطقوسه، قالت ليلى: “وتحضيراً لهذا العيد نصنع الحلويات بأنواعها، ونقوم بتلوين 12 بيضة مسلوقة، حيث تلون كل ثلاث بيضات، بلون فصلٍ من فصول السنة، ومن ثم نجمعها داخل سلة، ونضعها في غرفة الاستقبال”.

 

        الرئيسة المشتركة للبيت الايزيدي السيدة ليلى مهمو

وحسب ليلى، فإن البيضة في معتقدهم ترمز إلى كروية الأرض، وسلقها يرمز إلى تجمد الأرض، وقشرتها بعد سلقها ترمز إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض، أما ألوان البيض الزاهية فتدل على الربيع وبداية الحياة.

وأضافت: “وقبل بداية الأحداث كنا نزور المقابر في يوم العيد، وكنا نزور أهلنا في الخارج؛ لمعايدتهم هناك، أما الآن، فنقتصر على تبادل الزيارات فيما بيننا فقط”.

وعن عادات، وتقاليد الشعب الإيزيدي، قالت الرئيسة المشتركة للبيت اليزيدي “ليلى إبراهيم مهمو”، مختتمة حديثها: “وفي هذا الشهر من كل عام، يمنع الزواج، وعقد القران، حسب عاداتنا وتقاليدنا، لأننا نعدُّه كالعروس التي لا تضاهيها أي عروس أخرى، لذلك نسميه “بوكا سالي”، أي “عروس السنة””، مضيفةً: “وتمنع حراثة الأرض في هذا الشهر أيضاً، لأنها تكون حُبلى بالنباتات وغيرها، ولا يجوز إيذاؤها، وفقاً لمعتقداتنا، كما ويمنع السفر بعيداً عن منازلنا أيضاً في هذا الشهر”.

ويشار إلى أن “الأربعاء الأحمر”، عبارة عن أربعة أعياد دينية متقاربة، فالأول هو انفجار الذرة البيضاء من صرخة الرب، حيث تكوّن منها التراب، والماء، والهواء، والنار المقدسة لبدء الكون، والثاني هو، غليان الأرض، ثم تجمدها وتكوينها واخضرارها، والثالث هو، عيد الخليقة، أما العيد الرابع فهو، عيد الخصوبة، عندما خُصِبت أول بيضة لإعادة تكوين أول كائن حي.

 

المصدر جريدة روناهي الصادرة في شمال وشرق سوريا