نوسوسيال

كتبت الصحفية سيدار رشيد : أردوغان.. يتاجر بالشعب والانتخابات

405

 

 

 

يخوض أردوغان اختباراً حاسماً في الانتخابات، التي تعدّ الأكثر أهمية في تركيا، منذ إعلان الجمهورية قبل نحو قرن، وسيحتاج أردوغان البالغ من العمر 68 عاماً إلى تجاوز عقبتي الأزمة الاقتصادية، والزلزال المدمر، في محاولته للبقاء في الحكم بعد أكثر من عشرين عاماً في السلطة.

تستعد تركيا بعد شهرين لإجراء أكثر استحقاقاتها الانتخابية أهميةً، منذ تأسيس الجمهورية قبل قرن، لأنها تُشكل اختباراً صعباً لأردوغان لتتويج عقدين من حكمه بولاية رئاسية جديدة وأخيرة، ومن حيث الاستقطاب السياسي، والمجتمعي الحاد، الذي يُصاحبها، والظروف الاستثنائية المحيطة بها بفعل

تداعيات الزلزال المدمر، والتضخم المرتفع، فضلاً عن أنها تأتي في لحظة تحوّلات عالمية كبيرة، ليست أنقرة ببعيدة عنها.وعلى عكس الاستحقاقات الانتخابية، التي جرت خلال العقدين الماضيين، وتمكُّن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، من الفوز في جميعها، والحفاظ على السلطة مع

استثناء الانتخابات المحلية، التي جرت عام 2019، فإن الانتخابات المقبلة مختلفة إلى حد كبير، فهي المرة الأولى التي يواجه فيها تحالفاً يضم ستة أحزاب معارضة بينها حزبان كبيران، كما أنها ليست منافسة تقليدية بين ائتلافين “حاكم ومعارض”، بقدر ما هي صراع على تحديد هوية تركيا في قرنها

الثاني، فبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة وتداعيات الزلزال، وقّع أردوغان مرسوماً بالدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار المقبل، قبل شهر من موعدها الأصلي.

الانتخابات والأزمة الاقتصادية

لقد تراجع تأييد الشعب التركي لأردوغان بعد أن اعتمد سياسة نقدية مخالفة للنهج الاقتصادي التقليدي، في أواخر عام 2021، إذ قضى بخفض معدلات الفائدة بشكل كبير لمحاولة كبح التضخم.

وأدت سياسته إلى أزمة نقديّة أتت على مدخرات المواطنين، وأوصلت معدل التضخم السنوي إلى 85%، إلا أن الزلزال الكارثي الذي وقع في شهر شباط من العام الجاري، وأودى بحياة أكثر من 45

ألف شخص في تركيا، ونحو ستة آلاف في سوريا، يهدد بإنهاء مسيرته السياسية، حيث تعمد أردوغان وحكومته في عدم مد يد العون للمتضررين وتركهم تحت الأنقاض ولا سيما الأهالي في باكور كردستان، تطبيقاً لنهج الإبادة بحق الكرد وسعياً للتغيير الديموغرافي في المناطق الكردية.

كما وشهدت الليرة التركية خلال تاريخها فترات تضخم، أوصلت سعرها إلى الحضيض مقابل الدولار الأمريكي في تسعينات القرن الماضي، ناهيك عن سياسات أردوغان، وتبعات أزمة كورونا، والحرب في أوكرانيا أدت إلى تدهور قيمتها بشكل متسارع.

أكاذيب لخداع الشعب

ولإرضاء الشعب وكسب أصواتهم في الانتخابات، تسعى حكومة تركيا الفاشية، لخلق بعض الأكاذيب والخداع للحصول على تأييدهم، وكسب أصواتهم في الانتخابات لصالح أردوغان، ويتضح ذلك من خلال اعتراف وزير الخزانة والمالية التركي، “نور الدين نباطي”، حيث قال: “إن نتائج السياسات الاقتصادية

لحكومة حزب العدالة والتنمية، لتحسين مسار الاقتصاد ستظهر في عام 2023، وما بعده مع الشعب التركي”.وأضاف: “ما دمنا نقاتل بقلب واحد، ومعصم واحد، ونتسابق من أجل الخير كشعب، فلن يصعب علينا التغلب على أي مشاكل، والوصول إلى أي هدف صعب، وسنبدأ في رؤية ثمار سياساتنا

معًا في عام 2023 وما بعده، مع الخطوات التي يجب اتخاذها بما يتماشى مع نموذج الاقتصاد التركي في السنوات المقبلة”.ويعتمد النموذج الاقتصادي الذي أطلقه أردوغان على خفض معدل الفائدة ورفع معدل النمو، لكن في المقابل بلغ التضخم النقدي مستويات قياسية، وتراجعت قيمة الليرة

بشكل كبير. فيما أقدمت عائلة تركية، على حرق نفسها أمام بلدية مدينة قيصري، احتجاجاً على تردي الأوضاع.ويذكر، أن بلدية مدينة قيصري، التي قامت العائلة التركية بحرق جسدها أمامها، تحتلها مرتزقة أردوغان العدالة والتنمية، فهذا إثبات كافٍ على أكاذيب النظام التركي للشعب، فأي ثمار للاقتصاد، والشعب يحرق جسده.